صدرت تصريحات متضاربة عن مسؤولين سودانيين كبار في شأن الأوضاع في حدود البلاد الشرقية وإمكان عقد لقاء مباشر بين قيادات في الحكومة والتجمع المعارض. وأكد وزير رئاسة الجمهورية اللواء عبدالرحيم محمد حسين استمرار الحشود العسكرية الاريترية قبالة مدينة كسلا، لكن وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل نفى وجود حشود اريترية، وقال ان "هناك تحركات من التجمع المعارض رصدتها الأجهزة الأمنية". وتباينت أيضاً تعليقات المسؤولين تجاه ما تردد عن ان جدول زيارة نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه الى أسمرا غداً يتضمن لقاء مع رئيس التجمع محمد عثمان الميرغني، اذ أبقى وزير الخارجية الباب مفتوحاً أمام كل الاحتمالات، وقال ان البشير التقى الميرغني على رغم العمليات العسكرية بين الحكومة والتجمع. وأضاف: "الفرصة في يد التجمع ليدلّنا الى السبيل الذي يمكن أن تحقق من "خلاله المصالحة". لكن وزير شؤون الرئاسة نفى أي علم بلقاء بين طه والميرغني. وهاجم الوزير زعيم التجمع ووصفه بأنه "غير جاد إزاء الحل السلمي"، واعتبر ان مواقف التجمع الذي يقوده "متناقضة بين الحل السلمي والعسكري" في اشارة الى هجوم المعارضة الأخير على مدينة كسلا والذي حمل البشير الميرغني المسؤولية عنه. وأكد اللواء حسين في تصريحات نشرتها صحيفة "الصحافي الدولي" أمس استمرار الحشود العسكرية الاريترية قبالة حدود السودان الشرقية، معتبراً ذلك "تهديداً لأمن البلاد وسلامتها". وقال: "إذا رأت اريتريا ان يكون لها دور في الشأن السوداني فلا بد ان تلتزم الحياد وأن لا تقوم بأي عمل عدائي ضد السودان"، داعياً الى أهمية "إعادة بناء الثقة بين البلدين قبل أن تلعب اريتريا دوراً في مهمة تحقيق مصالحة سودانية". وطالب اريتريا باثبات حسن النية والتوجه لازالة كل العقبات التي تعيق تطبيع العلاقات المشتركة. الى ذلك، تحدثت مصادر مطلعة عن رصد تحركات عسكرية على حدود البلاد الشرقية منذ يوم 23 تشرين الثاني نوفمبر الماضي تشارك فيها قوات اريترية واوغندية اضافة الى مقاتلين من "الجيش الشعبي لتحرير السودان" وتنظيم "الأسود الحرة" الذي ينتمي لقبيلة الرشايدة.