تعرضت العلاقات السودانية - الاريترية التي شهدت تقدماً اخيراً لانتكاسة مفاجئة، واعلن الرئيس السوداني عمر البشير امس، ان اريتريا تحشد قوات قبالة الحدود المشتركة بين البلدين بالتنسيق مع متمردي "الجيش الشعبي لتحرير السودان". وحمل البشير ايضاً على زعيم التجمع المعارض محمد عثمان الميرغني وحمله مسؤولية الهجوم على مدينة كسلا المتاخمة للحدود مع اريتريا الذي قتل فيه عشرات وجرح مئات آخرون. راجع ص 7 وقال البشير في تصريحات للصحافيين في مقر الحزب الحاكم في الخرطوم، امس، ان حكومته استفسرت من اريتريا في شأن حشودها العسكرية قرب الحدود. وتساءل عن مغزى حديث اريتريا عن تطور العلاقات مع السودان في ظل هذه الاجواء. وكان الرئيس الاريتري اساياس افورقي اجتمع مع البشير في الخرطوم يوم الجمعة الماضي بعد مشاركته في قمة دول الهيئة الحكومية للتنمية ايغاد. وخرج افورقي غاضباً من الاجتماع ورفض التحدث الى الصحافيين متعللاً بأنه مرهق. لكن مصادر مطلعة كشفت ان خلافاً نشب بين الطرفين في شأن القضايا العالقة، خصوصاً الملف الامني الذي تريد الخرطوم تصفيته، فيما ترى اريتريا انه واحد من ملفات عدة وتريد الاحتفاظ بورقة سيطرتها على المعارضة السودانية لأطول فترة ممكنة. وتوترت الاجواء بين البلدين مجدداً منذ هاجمت قوات المعارضة كسلا قبل ثلاثة اسابيع، لكن الحكومة رفضت اتهام اريتريا علناً بالضلوع في الهجوم لأنها ارادت عدم افساد انعقاد قمة "ايغاد" في الخرطوم التي مثلت كسراً عملياً للحظر على عقد المؤتمرات الدولية والاقليمية في السودان. وبدا ان اجتماع البشير وافورقي في الخرطوم الجمعة فشل في تسوية الخلافات. وألمح البشير الى ان الحكومة السودانية لن تنظر بجدية الى الجهود الاريترية للوساطة في ظل الحشود والهجمات، وقال ان "الحشود الاريترية سيكون لها تأثير سلبي في مساعي الوفاق"، واعتبرها مؤشراً الى عدم جدية اريتريا والمعارضة في التسوية. ووجه البشير انتقادات حادة الى الميرغني قال فيها ان ادانة زعيم التجمع للهجوم على كسلا "جاءت ضعيفة وليست مباشرة، ويظل كلامه ضعيفاً لا قيمة كبيرة له". واستبعد صحة قول الميرغني ان الهجوم تم من دون علمه. وكان رئيس الوزراء السابق زعيم حزب الامة الصادق المهدي نقل عن الميرغني ادانته الهجوم على كسلا وقوله انه تم من دون علمه.