تحدثت الخرطوم عن مساع بريطانية للمساهمة في تطبيع علاقات السودان مع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فيما يصل إلى العاصمة السودانية وفد من الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل لتقويم مسار الحوار بين الجانبين. ويتزامن هذا التحرك مع زيارة مرتقبة لزعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق لكل من بريطانيا والدنمارك والسويد خلال الشهر الجاري. وقال سفير السودان في لندن، في حديث وزعته "وكالة الأنباء السودانية" الرسمية أمس "ان بريطانيا راغبة وقادرة على الاضطلاع بدور في تطبيع علاقات السودان مع دول الاتحاد الأوروبي وتحسين علاقاته مع أميركا". وذكر "أن مجموعة من الشركات البريطانية ستشارك، للمرة الأولى، منذ 10 سنوات في معرض الخرطوم الدولي بعد شهرين"، مشيراً إلى جهود لعقد ملتقى للاستثمار بين الجانبين بمشاركة مجموعة من الشركات والمستثمرين العام المقبل. وكانت العلاقات بين السودان وبريطانيا تحسنت أخيراً عقب فترة من القطيعة امتدت سنوات اثر طرد السودان السفير البريطاني السابق واتهامه بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد. ويصل الى الخرطوم الأسبوع المقبل وفد من الاتحاد الأوروبي في زيارة تستمر أياماً يجري خلالها محادثات مع المسؤولين تتناول قضايا الحريات الدينية والديموقراطية وحقوق الإنسان والحرب في جنوب البلاد. وعلم أن سفراء دول الاتحاد الأوروبي لدى الخرطوم يعتزمون طرح اقتراحات على وفد الاتحاد أهمها اقناع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بأهمية وقف النار ودعوة الإدارة الأميركية إلى حوار مباشر مع الحكومة السودانية لتسوية الخلافات بينهما. وكان ممثلو الاتحاد الأوروبي طلبوا من الحكومة تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية إلى وقت لاحق للإفساح في المجال أمام القوى السياسية المعارضة للمشاركة فيها. من جهة أخرى، أفادت تقارير صحافية أن قرنق، سيزور بريطانيا والسويد والدنمارك خلال الشهر الجاري لاجراء محادثات مع مسؤولين في هذه الدول تتناول مستقبل جنوب السودان وفرص احلال السلام وإنهاء 17 عاماً من الحرب الأهلية. على صعيد آخر، يزور نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه أسمرا الاثنين المقبل في مسعى لاحتواء التوتر الحدودي بين البلدين في أعقاب اتهام الخرطوم اريتريا حشد قواتها في مناطق الحدود المتاخمة لشرق السودان. لكن السفير الاريتري لدى السودان عيسى أحمد عيسى نفى وجود حشود عسكرية، ووصفها بأنها اشاعات. وكان الرئيس البشير اتهم اريتريا حشد قواتها. وفي أسمرا، استنكرت المعارضة السودانية ما تردد عن أن زعيمها السيد محمد عثمان الميرغني سيشكل لجنة للتحقيق في هجوم قواتها على مدينة كسلا الشهر الماضي. ورفضت تحميل الميرغني مسؤولية الهجوم، كما نفت تورط اريتريا فيه.