ازدادت حدة المعارك في جنوب السودان واعلن الجيش السوداني بعد يوم واحد من اعلان التعبئة العامة في البلاد ان عدد القتلى والمصابين في المواجهات الجارية في شرق الاقليم الاستوائي في جنوب البلاد بلغ 1100 من الجنود الاوغنديين ومتمردي "الجيش الشعبي لتحرير السودان". وشهدت الخرطوم اول من امس تظاهرة نظمها طلاب الجامعة الاهلية في امدرمان احتجاجاً على قرار الحكومة تعطيل الدراسة في الجامعات لتمكين الطلاب من المشاركة في القتال ضمن قوات الدفاع الشعبي. ونقلت وكالة الانباء السودانية سونا عن العقيد سيف الدين سليمان، الذي يقود وحدة عسكرية في جنوب السودان ان الجيش السوداني و"قوات الدفاع الشعبي" الموالية للحكومة دمرت ايضاً خمس دبابات وعربة مؤللة وثلاث شاحنات عسكرية واستولت على كمية كبيرة من الاسلحة الآلية. وكان الجيش اكد السبت انه قتل 450 من الاوغنديين والاريتريين وعناصر "الجيش الشعبي" في معارك جرت بين 14 و25 ايلول سبتمبر الجاري في الاقليم المحاذي لاوغندا. ونفى المتمردون مشاركة قوات اوغندية الى جانبهم في المعارك، كما نفت كمبالا تدخلها في اراضي السودان. وبثت الاذاعة السودانية ان مجلس الوزراء قرر عقب اجتماع عقده مساء اول من امس "حالة الاستنفار الشامل والتعبئة العامة في انحاء البلاد لمواجهة الاعتداءات الاوغندية والاريترية على السودان". ودعا الاجتماع الذي ترأسه نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه "السودانيين القادرين على حمل السلاح الى تقديم انفسهم فوراً الى القيادة العامة للجيش للمساهمة في الدفاع عن الوطن وحماية مكتسباته". وناشد "قوات الدفاع الشعبي" والمتقاعدين من الضباط والجنود وقدامى المحاربين والاحتياط الدفاعي والعاملين في اجهزة الدولة والقطاعات الخاصة الى المساهمة في الاستنفار الشامل. ووجه مجلس الوزراء، بعد اطلاعه على تقرير مفصل قدمه وزير الدفاع الفريق الركن ابراهيم سليمان عن "طبيعة العدوان وحجمه" اجهزة الدولة الديبلوماسية باطلاع المنظمات الاقليمية والدولية والرأي العام على اهداف الهجوم الغادر الذي تنفذه اوغندا واريتريا ضد السودان". واعتمد "المؤتمر الوطني" التنظيم السياسي الحاكم جملة من القرارات الملزمة للاجهزة التنفيذية والتشريعية والسياسية في الدولة "لمواجهة التهديدات الامنية التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد السودان". ودعا "المؤتمر الوطني" الذي أقر اعلان التعبئة العامة في كل انحاء البلاد "المجلس القيادي" للتنظيم الذي يرأسه الرئيس البشير الى الانعقاد في جلسة طارئة الخميس المقبل. وقرر ارسال وفود مشتركة بين الاجهزة السياسية والتنفيذية لتفعيل التعبئة في الولايات "احاطة الرأي العام بالمخاطر المتمثلة في التهديدات الاميركية". وحذر بيان اصدره "المؤتمر" من ان السودان "سيرد بشكل مباشر على اي اعتداء اميركي جديد ولن يلجأ مجدداً للاحتجاج لدى المؤسسات الدولية". واوضح البيان ان السودان "يعتمد على سلاح الايمان بالله وهو اقوى من اي سلاح اميركي". تظاهرة من جهة اخرى شهدت جامعة امدرمان الاهلية احداث عنف متبادل بين الطلاب الاسلاميين المؤيدين للحكومة ومؤيدي المعارضة. وأدت الاحداث الى اصابة طالب من الاسلاميين بجروح خطيرة. وكانت الاحداث بدأت بعد تجمع طلاب الجامعة احتجاجاً على قرار وزير التعليم العالي البروفيسور ابراهيم احمد عمر اغلاق الجامعات لمدة شهر لاتاحة الفرصة للطلاب للمشاركة في العمليات العسكرية. من جهة اخرى ق ن أ اعلن في الخرطوم امس ان القوات المسلحة السودانية في حدود البلاد الشرقية مع اريتريا اعتقلت خلال الأيام الثلاثة الماضية 30 فرداً من قوات المعارضة السودانية. ونقلت "وكالة السودان للأنباء" عن مصدر عسكري امس تأكيده ان هؤلاء اعتقلوا اثناء محاولتهم التسلل عبر مواقع قلسا والقرضه وكتنيب الى داخل البلاد. وقال المصدر ان المعتقلين اكدوا وجود حشود عسكرية كبيرة على الجانب الاريتري قبالة الحدود الشرقية. وأكد سيطرة القوات الحكومية على الموقف واستعدادها التام لصد اي اعتداءات محتملة. وكانت اللجنة الحكومية لشؤون اللاجئين اعلنت ان عددا من اللاجئين الاريتريين قتلوا وأصيب آخرون عندما تعرض مخيم ود شريفي في شرق ولاية كسلا لقصف مدفعي اتهمت القوات الاريترية بتنفيذه على شرق السودان. "حماس" على صعيد آخر دعت حركة المقاومة الاسلامية حماس الى نصرة السودان في وجه "عدوان سافر على أرضه يأتي في سياق الحظر الأميركي". ودعت الشعوب والدول العربية والاسلامية في بيان أصدرته أمس وتلقته "الحياة" في لندن الى "تقديم كل أشكال الدعم لدولة السودان وشعبها الذي يعاني من العدوان والحصار وحروب الاستنزاف الظالمة المستمرة".