} نفى حزب الأمة السوداني الذي يتزعمه السيد الصادق المهدي ما اعلنه الرئيس عمر البشير عن التوصل الى اتفاق مع الحزب، فيما اعلن حاكم مدينة كسلا التي تعرضت اخيراً لهجوم من المعارضة ان اجراءات تتخذ لمقاضاة قادة المعارضة. بدأت سلطات ولاية كسلا في شرق السودان المتاخمة لاريتريا والتي تعرضت الى هجوم من المعارضة الاسبوع الماضي ادى الى وفاة 53 شخصاً وجرح 433 آخرين، في تحريك اجراءات قضائية ضد قيادات "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض الذي يتزعمه السيد محمد عثمان الميرغني. وقال حاكم كسلا ابراهيم محمود حامد للصحافيين ان النيابة في ولايته دوّنت 400 شكوى على رموز "التجمع" المعارض، واخطرت الحكومة الاتحادية عزمها تحريك الاجراءات القانونية والقضائية في حق قياداته بسبب الهجوم الذي نفّذته قواته على المدينة، مشيراً الى ان المواطنين سلّموا الشرطة البيانات الصحافية التي اعلن فيها "التجمع" مسؤوليته عن الهجوم. وتراوح عقوبة الاتهامات الموجهة الى قادة "التجمع" بين الاعدام والسجن المؤبد ومصادرة الممتلكات. وكانت الحكومة فتحت بلاغات مماثلة ضد رموز "التجمع" عندما استولت المعارضة على منطقتي الكرمك وقيسان القريبتين من الحدود الاثيوبية العام 1997، لكن الرئيس عمر البشير اصدر عفواً عاماً اسقط التهم الجنائية الموجهة ضد المعارضين. الى ذلك قالت السلطات في كسلا انها عثرت على اكثر من 20 جثة من قوات المعارضة التي كانت اتخذت من جبل مكرام شمال شرقي المدينة ساتراً لها اثناء انسحابها من المدينة. وبث التلفزيون المحلي صوراً لجثث افراد المعارضة متناثرة على سطح الجبل. من جهة اخرى قال وزير الدولة للتخطيط الاجتماعي شول دينق ان المنظمات الانسانية العاملة في كسلا عاودت نشاطها الذي كان توقف بسبب الهجوم. وكانت وكالة الاغاثة الدولية اجلت اكثر من 90 موظفاً من كسلا عقب انفجار صاروخ قرب مقرها في المدينة. في موازاة ذلك، افادت تقارير صحافية امس ان اتصالات جرت بين الخرطوم واسمرا في الايام الماضية، اكد فيها المسؤولون الاريتريون عدم علمهم بهجوم المعارضة على كسلا الاسبوع الماضي، وجددوا عزمهم المضي في مساعيهم لتحقيق مصالحة وطنية في السودان، واستمرار جهودهم لترتيب لقاء مباشر بين الحكومة و"التجمع" على مستوى عالٍ. البشير و"الأمة" من جهة اخرى، اعلن الرئيس عمر البشير قرب توصل الحكومة الى اتفاق مع حزب الامة في شأن برنامج يدفع بمسيرة الوفاق، الى جانب مساعٍ حثيثة مع الحزب الاتحادي الديموقراطي. واكد البشير في حديث مع الجالية السودانة في الدوحة ليل اول من امس نقلته "وكالة الانباء السودانية" الرسمية استمرار حكومته نهج السلام عبر الحوار وعبر القوة "لردع اعداء السلام". وكان البشير اعلن امام المؤتمر العام لحزبه في ايلول سبتمبر الماضي قرب التوصل الى اتفاق مع حزبي الامة والاتحادي. لكن مسؤولاً في حزب الامة، طلب عدم ذكر اسمه، نفى علمه بقرب التوصل الى اتفاق مع الحكومة. وقال ل"الحياة" ان الاتفاق بين حزبه والحكومة يتمثل في المبادئ التي وقعها الجانبان في جيبوتي العام الماضي، وانتقد تباطؤ الحكومة في ترجمة ذلك الاتفاق واستمرارها في فرض الامر الواقع باجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية. ولم ينف المسؤول او يؤكد وجود حوار بين الطرفين. على صعيد آخر، ذكرت مصادر في حزب الامة ان ميليشيا الحزب "جيش الامة للتحرير" الموجودة في اريتريا ستصل الى البلاد خلال اليومين المقبلين من دون آلياتها ومعداتها. وكان الامين العام للجبهة الشعبية للديموقراطية والعدالة الحاكمة في اريتريا الامين محمد سعيد ابلغ الى قائد ميليشيات الامة عبدالرحمن المهدي ان تسليم المعدات والسيارات الخاصة بالقوة واجهتها تعقيدات سياسية وستبقى في اسمرا الى وقت لاحق. واضافت المصادر نفسها، ان نجل المهدي شرع في ترتيبات جديدة لعودة قواته عبر سيارات مستأجرة. وكان مقرراً وصولها الاسبوع الماضي الا ان هجوم المعارضة على كسلا أجّل عودتها كما عدلت اسمرا عن موقفها بالسماح لها بمغادرة اريتريا بآلياتها ومعداتها.