اعلن وزير الخارجية اليوغوسلافي غوران سفيلانوفيتش بعد جلسة للحكومة الفيديرالية، أن بلغراد "قررت إقامة علاقات ديبلوماسية مع كل من الجمهوريتين اليوغوسلافيتين السابقتين سلوفينيا والبوسنة، إضافة الى إعادة العلاقات الكاملة مع واشنطن ولندن وباريس وبون". وأضاف في مؤتمر صحافي في مقر الحكومة حضرته "الحياة"، أن يوغوسلافيا تأمل في أن تدفع الدول التي ألحقت بها أضراراً جسيمة، تعويضات عما أصابت منشآتها العامة ومواطنيها المدنيين، وذلك "على شكل مساعدات أو تحت أي تسميات تراها مناسبة". ورداً على سؤال ل"الحياة" في شأن إعادة العلاقات مع ألبانيا، قال سفيلانوفيتش إن "يوغوسلافيا يهمها كثيراً تطبيع علاقاتها، بشكل عام، مع دولة البانيا بما يتناسب مع متطلبات حسن الجوار والأعراف الدولية، خصوصاً أن في إمكان ألبانيا المساهمة في حل مشكلة كوسوفو على أساس قرار مجلس الأمن 1244، بسبب تأثيرها الكبير على ألبان الإقليم. ولكن هذه القضية لم تبحث حتى الآن في مجلس الوزراء وقد يتم ذلك في جلسة مقبلة للمجلس". وفي شأن المعلومات عن فتح مكتب لمحكمة جرائم الحرب في بلغراد، أوضح وزير الخارجية اليوغوسلافي أن "المكتب كان موجوداً ومارس مهماته في بلغراد بموجب اتفاق دايتون للسلام في البوسنة حتى وقوع الغارات الأطلسية، ولم يطلب أحد إغلاقه، وإنما تركه العاملون فيه وغادروا من دون ان يعودوا، وفي إمكان من تختاره المحكمة الحصول على تأشيرة الدخول الى يوغوسلافيا لاستئناف عمل المكتب، كما ان في إمكان المدعية العامة للمحكمة كارلا ديل بونتي ان تحصل على التأشيرة اللازمة لها للقدوم الى بلغراد متى رغبت في ذلك". وصدرت الصحف الصادرة في بلغراد أمس بعناوين بارزة في صفحاتها الأولى مثل: "سفراء الغرب من جديد في بلغراد". وذكرت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية أن الحكومة اليوغوسلافية تبحث حالياً في اختيار سفرائها الى الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا وألمانيا وستعلن اسماءهم خلال أيام. وكان نظام ميلوشيفيتش قطع العلاقات الديبلوماسية مع كل من الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا وألمانيا في اليوم الثاني 25/3/99 للغارات التي شنها حلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا. واتهم هذه الدول بالإعداد لهذا العدوان، بينما اعتبرت ألبانيا ضالعة بتقديم اراضيها لاستخدامها من قبل قوات الحلف الأطلسي ضد يوغوسلافيا. ورحبت الدول الأربع بقرار حكومة بلغراد، وقال مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى "إن إعادة العلاقات الديبلوماسية مع يوغوسلافيا يفسح في المجال أمام استئناف المساعدات الاقتصادية الأميركية الى يوغوسلافيا". وتوقعوا "أن يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك بعدما تلتقي وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت مع الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا خلال اجتماع منظمة الأمن والتعاون الأوروبية 27- 28 الجاري في فيينا". ونقلت صحيفة "داناس" الصادرة في بلغراد امس، عن المندوب الأميركي في الأممالمتحدة ريتشارد هولبروك، أنه ستتم إعادة العلاقات الديبلوماسية بين الولاياتالمتحدة ويوغوسلافيا "في غضون أيام". وقال وزير الخارجية البريطاني روبن كوك: "نأمل في أن نتبادل السفراء مع يوغوسلافيا في أسرع وقت". وأضاف أن بريطانيا "مستعدة لمساعدة يوغوسلافيا في مساعيها لبناء المجتمع الديموقراطي". ووصفت الحكومة الفرنسية قرار بلغراد أنه "تطور ناجح في علاقات يوغوسلافيا الدولية". وأضاف الناطق باسم وزارة الخارجية أن السفير الفرنسي سيصل قريباً الى بلغراد. وفي بون، أعلنت الحكومة الألمانية أنها تنتظر رسالة رسمية من بلغراد لاتخاذ اجراءات تعيين السفير الألماني لدى يوغوسلافيا.