اتهم الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا الإدارة الدولية في كوسوفو بتجاهل تطبيق قرار دولي يتيح عودة الصرب وقوات الشرطة والجيش الصربية الى الإقليم. وجاء ذلك في وقت أوفدت واشنطن مبعوثين الى بلغراد للبدء في تطبيع العلاقات الثنائية. نفى الرئيس اليوغوسلافي الجديد فويسلاف كوشتونيتسا أن يكون هو أو أي مسؤول في قيادته، دعا رئيس الإدارة المدنية الدولية في كوسوفو برنار كوشنير أو أي مسؤول مدني أو عسكري آخر في الإقليم، لزيارة بلغراد. وقال: "لا خطة لدينا لدعوة أي منهم خلال وقت قريب". وجاء ذلك رداً على ما تناقلته مصادر إعلامية، محلية ودولية، حول قرب زيارة كوشنير لبلغراد لإجراء محادثات حول الوضع الراهن في كوسوفو، بناء على دعوة من القيادة اليوغوسلافية الجديدة. واعتبر كوشتونيتسا أن مشكلة كوسوفو متعلقة بمدى الالتزام بتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1244 الذي يحدد مهمات الوجود الدولي والوضع المستقبلي للإقليم ضمن الدولة اليوغوسلافية. وقال: "من جانبنا نعتبر هذا القرار، إطاراً جيداً ينبغي أن تقبله كل الأطراف المعنية به، ويتعين العمل على تنفيذه بصدق، محلياً ودولياً". واتهم كوشتونيتسا مسؤولي الإدارة الدولية في كوسوفو، وخصوصاً كوشنير، بأنهم "لم يحققوا أي شيء مهم في مجال القرار 1244، وفي المقدمة، لم يعملوا في شأن القضية الإنسانية الملحة، الخاصة بعودة النازحين الصرب الى ديارهم في الإقليم... ويبدو أنهم ليسوا مهتمين بذلك، الى درجة أنهم لا يريدون حتى التحدث في شأن هذه القضية التي نعتبرها الأهم في الوقت الحاضر، وينبغي أن تتمحور اهتماماتنا بخصوصها". ورأى المراقبون في بلغراد أن هذا الموقف الذي أعلنه كوشتونيتسا، يعود الى مطالبة كوشنير الاتحاد الأوروبي الاثنين الماضي، بربط رفع العقوبات أو أي مساعدات لبلغراد، بإطلاق سراح الألبان المعتقلين في صربيا وإعطاء معلومات عن المفقودين اثناء الغارات الجوية الأطلسية على يوغوسلافيا. وتردد أن كوشتونيتسا اشتكى من تصرفات كوشنير الفرنسي أثناء لقائه بوزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين أول من أمس الثلثاء في بلغراد. وكان زعماء ألبان كوسوفو اتهموا كوشتونيتسا بالتعصب العرقي بشكل لا يقل عما كانت عليه حال ميلوشيفيتش. وتزامنت تصريحات كوشتونيتسا مع استقباله رئيس "المجلس القومي الصربي في كوسوفو" المطران ارتيميا في القصر الرئاسي ببلغراد. وأفاد ارتيميا بعد ذلك "اتفقنا على ان تكون مواقفنا لحل مشكلة كوسوفو في إطار قرار مجلس الأمن 1244". ووصف المطران كوشتونيتسا بأنه "رجل طيب يريد أن يحل المشكلات المختلفة بحصافة وهدوء". وأضاف: "طلبت منه ان يكون لقاؤنا المقبل في بلدة غراتشانيتسا جنوب شرقي عاصمة كوسوفو مدينة بريشتينا وآمل أن تسنح له الفرصة لذلك قريباً". وأكد أن أهم ما ينبغي العمل به حالياً هو "التركيز في مضمون قرار مجلس الأمن حول بقاء كوسوفو اقليماً ضمن صربيا ويوغوسلافيا وعودة النازحين الصرب الى ديارهم في الإقليم". وفي الوقت نفسه، قال القيادي الصربي زوران جينجيتش رئيس الحزب الديموقراطي المتحالف مع كوشتونيتسا إن "الجيش والشرطة الصربية واليوغوسلافية ستعود الى كوسوفو، قبل نهاية هذا العام". وأوضح: "سنرسل 1200 من أفراد الشرطة الى مناطق متفرقة من كوسوفو إضافة الى جنودنا الى حدود الإقليم مع ألبانيا، وهذا ينطلق من قرار مجلس الأمن 1244". وفي شأن كوشنير، قال إن الأخير "طلب القدوم الى بلغراد للبحث في عودة الشرطة والجيش". وأشار الى أنه عندما يتم تشكيل حكومة اتحادية جديدة فإن بلغراد سترسل وفداً الى بروكسيلوواشنطن "للمطالبة باحترام القرار 1244". وأضاف: "ليس هناك أي سبب لإرجاء تطبيق هذا القرار". ووصل امس الى العاصمة الصربية قادماً من بودابست الديبلوماسي الأميركي وليام مونتغمري الذي يتوقع أن يكون سفيراً للولايات المتحدة في بلغراد. وجاء ذلك عشية وصول جيمس اوبراين، المستشار الخاص للرئيس الأميركي بيل كلينتون الى بلغراد. وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن اوبراين "سيناقش إنهاء العقوبات الدولية على يوغوسلافيا، إضافة الى مساعدة بلغراد في العودة الى المؤسسات الدولية". كما يتوقع ان يصل اليوم الى بلغراد، رئيس الوزراء الإيطالي جوليانو اماتو، لإجراء محادثات مع كوشتونيتسا، في الزيارة الأولى من نوعها لرئيس وزراء أوروبي منذ الغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا. وكان فيدرين زار بلغراد اول من أمس وأجرى محادثات مع الرئيس اليوغوسلافي الجديد، في شأن علاقات الاتحاد الأوروبي المستقبلية مع يوغوسلافيا وإنهاء القطيعة الديبلوماسية بين باريس وبلغراد. وأبدى كوشتونيتسا رغبته في أن تصبح يوغوسلافيا، يوماً ما، عضواً في الاتحاد الأوروبي.