اجتمع ممثلو دول مجموعة الاتصال أمس الاربعاء في بون وناقشوا تقارير تناولت المساعي الدولية لاحتواء أزمة كوسوفو، قدمها المبعوثان الأميركي ريتشارد هولبروك والروسي نيكولاي افاناسييسكي، اضافة الى المعلومات التي دونها ممثلو الهيئات الديبلوماسية في بلغراد الذين تقصوا الحقائق في بعض مناطق اقليم كوسوفو الاثنين الماضي. ودعت المجموعة الى "وقف القتال فوراً في كوسوفو تمهيداً لاستئناف المحادثات" بين بلغراد والبان كوسوفو حول الوضع المستقبلي لهذا الاقليم الصربي الذي يشكل الالبان 90 في المئة من سكانه. وقال ممثلو الدول الست الاعضاء في مجموعة الاتصال في بيان صدر اثر اجتماعهم "غني عن القول ان اعضاء وفد البان كوسوفو في هذه المحادثات يجب ان يكونوا ممثلين تماما لشعبهم بحيث يمكنهم التحدث مع السلطات". ودعوا من جهة اخرى الى "الكف فوراً" عن دعم البان كوسوفو خارج حدود جمهورية يوغوسلافيا بالمال والسلاح والتدريب العسكري. وطلبوا من جميع الدول المعنية اتخاذ اجراءات قانونية لمنع جمع اموال لهذا الغرض على اراضيها. واجتمع ممثلو مجموعة الاتصال للبحث في رد مشترك على ظهور "جيش تحرير كوسوفو" طرفاً لا يمكن تجاهله في البحث عن تسوية للازمة. وتتكون مجموعة الاتصال الخاصة بمنطقة يوغوسلافيا السابقة من الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا. وجاء الاجتماع عشية تصعيد جيش تحرير كوسوفو عملياته العسكرية ضد القوات الصربية ما أسفر عن قتل ما لا يقل عن ثلاثة من أفراد الشرطة واصابة تسعة آخرين بجروح ووقوع شرطي في أسر المقاتلين الألبان. ويصل وزير الخارجية الالماني كلاوس كينكل اليوم الخميس الى مقدونيا ضمن جولة بلقانية بدأها أمس بألبانيا، وأوضح ان مهمته "تهدف الى ممارسة الضغوط على جميع الأطراف الضالعة في النزاع في كوسوفو لوضع حد للتوتر في الاقليم". واثنى وزير الخارجية الروسي يفغيني بريماكوف على ما دعاه بالتزام حكومة بلغراد تنفيذ اتفاق الرئيسين، الروسي بوريس يلتسن واليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش في موسكو في 16 حزيران يونيو الماضي. وأكد بريماكوف في تصريح نقله تلفزيون بلغراد أمس لمناسبة اجتماع مجموعة الاتصال ان "المساعي الأميركية - الروسية المشتركة ستتواصل لايجاد حل سلمي لأزمة كوسوفو". ووصف تهديدات حلف شمال الأطلسي بالتدخل المسلح في كوسوفو بأنها "تضر الجهود السلمية وتشجع جيش تحرير كوسوفو على الاستمرار في عملياته". وذكرت مصادر ديبلوماسية غربية في بروكسيل ان تقديرات الخبراء العسكريين لتدخل الحلف الأطلسي في كوسوفو تتطلب 50 ألف مراقب في حال تطبيق اتفاق للسلام و100 ألف جندي لفرض وقف النار "ما يشكل صعوبة فائقة في التنفيذ". من جهة أخرى، وجه المبعوث الاميركي السفير المعين لدى الاممالمتحدة ريتشارد هولبروك انتقادات حادة الثلثاء الى الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش واتهمه بالتسبب في اعمال العنف التي يشهدها حالياً اقليم كوسوفو. وفي تصريح الى شبكة التلفزيون الاميركية "سي.ان.ان" قال هولبروك "انه سبب المشكلة. فقد صادر هو وحكومته في بلغراد حقوق الشعب الالباني في كوسوفو ما أدى الى انفجار الغضب الذي يتجلى اليوم بالعنف المسلح". وألغت بلغراد وضع الحكم الذاتي لكوسوفو في أواخر الثمانينات. وعاد هولبروك من مهمة في بلغراد التقى خلالها مراراً مع ميلوشيفيتش. واجتمع ايضاً مع مندوبين عن البان كوسوفو. ومع انه رأى ان الوضع في البوسنة قبل اتفاقات دايتون والوضع الراهن في كوسوفو مختلفان، قال هولبروك ان الوضعين "تسبب فيهما الرجل نفسه وهو ميلوشيفيتش". وانتقد هولبروك من جهة ثانية المطالبة باستقلال كوسوفو مشيرا الى انها لا تحظى بدعم المجموعة الدولية. واضاف ان "ذلك من شأنه ان يتسبب في حرب شاملة وكذلك في اعادة ترسيم الحدود في جنوب شرقي اوروبا"، موضحاً ان اليونان وتركيا العضوين في حلف شمال الاطلسي قد تنجران بدورهما الى النزاع.