في الوقت الذي دأبت أوساط مقربة من رئيس الحكومة ايهود باراك على خفض مستوى التوقعات من لقائه الرئيس بيل كلينتون اليوم في واشنطن، قال وزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلين انه يرى أهمية بالغة لهذا اللقاء إذ سيتم فيه تناول اقتراحات مختلفة لجهة سبل وقف اطلاق النار واستئناف المفاوضات السلمية. واضاف بيلين في حديث للتلفزيون الاسرائيلي، ان ثمة توقعات جدية باستئناف المفاوضات في القريب المنظور، وقال: "ان من يقول ان لا شريك لنا في المفاوضات لا يفقه ما يتحدث عنه. قد يكون شريكنا مخيباً لآمالنا، لكن لا يوجد شريك بديل". وانضم الى بيلين في تفاؤله وزير التنمية الاقليمي، رئيس الحكومة السابق شمعون بيريز الذي عبّر عن استهجانه لتعثر المفاوضات مع الفلسطينيين، ف"الخلافات تناولت 2 الى 3 في المئة من الأراضي وكان ممكناً التغلب عليها". وأضاف بيريز، الذي سبق ان انتقد باراك على تصعيده العدوان ضد الشعب الفلسطيني، ان الحل يتطلب البصيرة ووضوح الرؤيا من صناع القرار وليس فقط إعادة تقويم الأوضاع وتخمين ما سيحصل. ورفض بيريز، في حديث تلفزيوني ليل الجمعة - السبت تبني تقديرات شعبة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي في شأن تبني عرفات سياسة المواجهة "العسكرية مع اسرائيل"، مشيراً الى أن عرفات نفذ ما التزمه في لقائهما قبل أكثر من اسبوع واصدر تعليماته بوقف أعمال العنف. وقال: "لقد أخطأت شعبة الاستخبارات في تقديراتها أكثر من مرة ولا يمكن لأي جهاز استخبارات التوقع بدقة ما يمكن أن يحصل خصوصا ان عوامل كثيرة نفسية وعفوية ساهمت في التصعيد بين اسرائيل والفلسطينيين". وكررت مصادر في ديوان رئيس الحكومة عشية سفر باراك لواشنطن ان لقاءه مع كلينتون سيتناول أساساً تطبيق اتفاق شرم الشيخ وتفاهم غزة بين عرفات وبيريز. واضافت ان كلينتون قد يسعى لعقد قمة ثلاثية شبيهة بقمة كامب ديفيد وقد يبلور موقفاً أكثر اتزاناً وأقل انحيازاً لاسرائيل لتحرره من ضغوط "الصوت الأميركي". وذكّرت باعتراف الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان بمنظمة التحرير الفلسطينية قبل شهر من مغادرته البيت الأبيض في كانون الأول ديسمبر عام 1988.