توصل رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ايهود باراك امس الى اتفاق ينضم بمقتضاه حزب "شاس" الديني الشرقي الى ائتلافه الحاكم، مؤمناً بذلك غالبية في الكنيست. وقالت الناطقة باسم باراك، بارسي تزادوك: "وقع شاس اتفاق ائتلاف، وهذا يصل بنا الى 69 مقعداً في البرلمان حتى الآن، بما يمنحه رئيس الوزراء حكومة ذات قاعدة عريضة". وتابعت ان باراك "بعث برسالة الى البرلمان لابلاغه ان لديه ائتلافاً، وسيقدم تشكيلة حكومته الاسبوع المقبل". وصرحت الى وكالة "رويترز" بأن "احزاباً من كل التيارات السياسية انضمت الى حكومة رئيس الوزراء المنتخب ليفي تعهده تشكيل ائتلاف ذي قاعدة عريضة لرأب الصدع في المجتمع الاسرائيلي". وترجح الأوساط القريبة الى باراك ان تمنح وزارة المال ليوسي بيلين والاعلام لشلومو بن عامي والأمن الداخلي لبنيامين اليعازر والسياحة لعوزي برعام والعدل او الاتصالات لحاييم رامون ووزارة الزراعة لشالوم سمحون. اما شمعون بيريز فستسند اليه حقيبة التعاون الاقليمي بينما تكون الخارجية من نصيب ديفيد ليفي. في واشنطن أعلن الرئيس المصري حسني مبارك ان على حكومة باراك العمل لتنفيذ اتفاقي اوسلو و"واي ريفر"، ووقف النشاطات الاستيطانية بهدف بناء الثقة بين الاطراف المعنية بالنزاع العربي - الاسرائيلي. وأعرب عن اعتقاده انه اذا نفذت اسرائيل تعهداتها ستشعر سورية بأنها صادقة في السعي الى السلام. وكان مبارك يتحدث في برنامج تلفزيوني بث فجر امس عشية لقائه اليوم الرئيس الأميركي بيل كلينتون في البيت الابيض، ويتوقع ان تركز المحادثات على كيفية دفع عملية السلام ومساعدة الاطراف في البدء بالمفاوضات على كل المسارات، بعد تشكيل باراك حكومته، بالاضافة الى التداول في قضايا اقليمية ابرزها العراق وايران والسودان وليبيا والنزاع الاثيوبي - الاريتري. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت صرحت بعد لقائها الرئيس المصري في واشنطن الثلثاء، بأن الادارة الاميركية تتطلع الى استئناف المفاوضات وتنتظر تحركات نشطة في عملية السلام بعد تسلم باراك مهماته. وعكس مبارك شعور الارتياح العام في واشنطن وغيرها من العواصم لوصول باراك الى الحكم في اسرائيل، اذ قال في كلمة لدى تلقيه دكتوراه فخرية في جامعة جورج واشنطن: "شهدنا مولد أمل جديد" لافتاً الى ان تولي حكومة جديدة في اسرائيل مقاليد السلطة "يبشر بغد افضل لشعبي اسرائيل وفلسطين". لكنه اوضح ان "الطريق الى المستقبل طويل والعقبات فيه كثيرة". وتابع مبارك زيارته للولايات المتحدة، وخصص امس لاتصالات مع زعماء الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ بعدما قابل عدداً منهم الثلثاء. والتقى زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ترنت لوت والسيناتور توماس داشنيل والسيناتور روبرت بيرد، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور جيسي هيلمز ورئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب النائب بنيامين غيلمان. وشدد الرئيس المصري في المقابلة التلفزيونية على ان القضية الفلسطينية تشكل لب عملية السلام، مشيراً الى ان الرئيس ياسر عرفات بذل كل جهوده لتنفيذ التزاماته الأمنية. ولام حكومة بنيامين نتانياهو بسبب تجميد المفاوضات وعدم تنفيذ التعهدات. وكرر ان المطلوب من باراك تنفيذ الاتفاقات "فمن دون التنفيذ لن تكون هناك ثقة بين طرف وآخر". وذكر انه سيشدد خلال لقائه باراك قريباً على ضرورة تنفيذ التعهدات. وزاد: "عندما تنفذ اسرائيل التعهدات سيتأكد الرئيس حافظ الأسد من استعدادها للسلام". ونبه الى ان كلينتون عازم على التوصل الى حل للقضية الفلسطينية خلال الاشهر ال18 المقبلة. ودعا مبارك الى العمل لخفض معاناة الشعب العراقي، معتبراً ان تغيير النظام في بغداد مسألة تعود الى شعب العراق.