دمشق - "الحياة" - لم تتبلغ بعد الحكومة الفرنسية رسمياً قرار سورية مقاطعة المؤتمر الوزاري الرابع للشراكة الاوروبية - المتوسطية المقرر في مرسيليا يومي 15 و16 من الشهر الجاري. وعلمت "الحياة" ان دمشق كانت "حريصة جداً على عدم اتخاذ موقف نهائي قبل إجراء مشاورات مع بقية الدول العربية، وعلى ان لا يفهم موقفها الداعي الى المقاطعة على انه سلبي من فرنسا التي تتمتع معها بعلاقات جيدة". وكان وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع اعلن بعد لقائه نظيره اللبناني السيد محمود حمود الاسبوع الماضي ان بلاده "تفكر" بمقاطعة المؤتمر. كما دعا، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي هوبير فيدرين، الى تأجيله، الامر الذي لم تستجب له باريس بصفة كونها الرئيسة الدورية للاتحاد الاوروبي. وفيما يستند الموقف السوري الى اعتبار كون مؤتمر الشراكة يأتي في اطار المفاوضات المتعددة الأطراف الداعمة لمسارات السلام و"عدم امكان الحديث عن الشراكة في المنطقة في الوقت الذي تنفذ اسرائيل جرائم ضد الفلسطينيين"، و"ضرورة احترام نبض الشارع العربي"، فإن الجانب الفرنسي قدم خمسة توضيحات لموقفه الداعي الى الحضور: الاول، ان مسيرة برشلونة لا تأتي في اطار المفاوضات المتعددة الاطراف التي دعت القمة العربية الى مقاطعتها. الثاني، استبعاد الحديث عن "ميثاق الامن والاستقرار" الذي كان مقرراً توقيعه في المؤتمر الوزاري الاوروبي - المتوسطي واقتصار الحديث على البعد الاقتصادي بين الاتحاد الاوروبي والدول المتوسطية من جهة وبين الدول الاوروبية وكل دولة متوسطية على حدة. الثالث، اتخاذ الدول العربية من مؤتمر مرسيليا منبراً لدعم موقفها مما يحصل في الاراضي الفلسطينية والحصول على دعم اوروبي فيه. الرابع، مقاطعة دول عربية للاجتماع الوزاري الرابع، يدعم قناعة لدى بعض الدول الاوروبية الداعية الى التوجه الى شرق أوروبا وليس الى الشرق الاوسط و"يضعف" موقف الدول الداعمة للخيار المتوسطي. الخامس، ضرورة تسريع عجلة التعاون الاقتصادي مع سورية واجراء جلسة جديدة من المفاوضات في السنة الجارية وحصول دمشق على مساعدات مالية وفنية ل"تخفيف كلفة" الاصلاحات الاقتصادية استعداداً لإقامة منطقة تجارة حرة بين الطرفين بعد بضع سنوات.