يصل وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين مساء اليوم الاربعاء الى القدس في أول زيارة له منذ تولي ايهود باراك منصبه رئيساً للحكومة. وتكرّس الزيارة، علاقة جديدة وجيّدة مع اسرائيل بقيادة باراك، تريدها الديبلوماسية الفرنسية سواء الرئيس الديغولي جاك شيراك أو رئيس الحكومة الاشتراكي ليونيل جوسبان ووزير خارجيته فيدرين. وقال مصدر فرنسي واسع الإطّلاع على برنامج الزيارة ل"الحياة" أن فرنسا تعلّق أهمية كبرى علىها كونها تكرّس مرحلة إعادة تنشيط العلاقات الفرنسية - الاسرائيلية. وأضاف أن الديبلوماسية الفرنسية مهتمة بذلك ليس فقط لأنها تريد أن تساهم بدور معيّن في مسيرة السلام على مسارتها الثلاثة السوري واللبناني والفلسطيني، ولكنها أيضاً تحرص على تنشيط العلاقات الاسرائيلية - الفرنسية لأن الطائفة اليهودية الفرنسية هي الأولى في أوروبا، ولديها حساسية على صعيد علاقتها مع اسرائيل على رغم أنها لا تمثل مجموعة ضغط مثلما تمثله في الولاياتالمتحدة. وقال المصدر أن أهمية إعادة تنشيط هذه العلاقة تكمن أيضاً في أن اسرائيل جزء من المجموعة المتوسطية ومسار برشلونة، وهي كباقي الشركاء. ورأى المصدر أنه كان من الضروري، بعد الفترة السوداء التي شهدتها العلاقات الفرنسية - الاسرائيلية، أن تعود وتنشط رغم أن الحوار بين فرنسا واسرائيل صعب دائماً لأن لدى اسرائيل صورة عن الديبلوماسية الفرنسية مفادها انها دائماً صديقة الدول العربية. ويتجنّب فيدرين خلال زيارته الى القدس زيارة "بيت الشرق" إذ أنه سيلتقي فيصل الحسيني في المدرسة الفرنسية في القدس. وقال المصدر أن الفلسطينيين لم يصرّوا على أن يزور الوزير فيدرين الحسيني في "بيت الشرق" ولم يفتعلوا قضية، كون موقف باراك من "بيت الشرق" غير موقف سلفه بنيامين نتانياهو. ويبدأ فيدرين زيارته لاسرائيل صباح غد بزيارة نصب ضحايا المحرقة اليهودية "ياد فاشيم" ثم يعقد لقاءات مع نظيره الاسرائيلي ديفيد ليفي والرئيس الاسرائيلي عيزر وايزمان ووزير التعاون الاقليمي شمعون بيريز ورئيس الكنيست افراهام بورغ ورئيس لجنة الخارجية والدفاع البرلمانية دان ميريدور. ويلتقي بعد الظهر وزير الأمن الداخلي شلومو بن عامي ثم ينتقل الجمعة من القدس الى تل ابيب للقاء باراك في وزارة الدفاع قبل ان يتوجه الى القدس للقاء الحسيني ثم الى رام الله للقاء الرئيس ياسر عرفات. ثم يزور بيت لحم ويغادرها مساء الى روما حيث يلتقي البابا صباح السبت في الفاتيكان. وتحدثّت ل"الحياة" مفوضة فلسطين في باريس ليلى شهيد عن زيارة فيدرين للأراضي الفلسطينية واسرائيل، فقالت أنها الاولى لفيدرين بعد التغيير الحكومي في اسرائيل وتوقيع اتفاق شرم الشيخ، وبعد زيارة باراك لباريس ولقائه المطوّل مع الرئيس جاك شيراك ورئيس حكومته ليونيل جوسبان. ورأت أن من الواضح ان هناك صفحة جديدة في العلاقات الاسرائيلية - الفرنسية، "التي بلا شكّ تفتح امكانات جديدة لدور أوروبي، وتعطي الشعور بعدم وجود اعتراض جذري من طرف الاسرائيليين على مساهمة فرنسا في دعم تطوّر عملية السلام على المسارين السوري واللبناني وأيضاً على المسار الفلسطيني". وقالت أن الزيارة للفلسطينيين متابعة لتلك التي قام بها عرفاتلباريس والتقى خلالها شيراك وجوسبان وأكدّ أهمية متابعة فرنسا وأوروبا تطبيق اتفاق شرم الشيخ بتواريخها المحددة لأن ليس هناك إمكانية بعد الآن لتضييع الوقت. واضافت ان عرفات أكدّ مجدداً الرغبة في أن تعمل فرنسا وأوروبا على مواكبة المفاوضات النهائية الصعبة جداً.