اختتم وزراء الخارجية المشاركون في المؤتمر الاوروبي - المتوسطي الثالث، ضمن اطار برشلونه، اعمالهم امس بمشكلة أثارتها اسرائيل عندما رفض وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون المشارك في المؤتمر حضور وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع، بصفته منسّق المجموعة العربية في المؤتمر، المؤتمر الصحافي الختامي الذي كان يفترض ان يعقده رئيس الاتحاد الأوروبي وزير الخارجية الألماني جوشكا فيشر والمفوّض الأوروبي المسؤول عن المتوسط مانويل مارين. وتسبّب الموقف الاسرائيلي بالغاء المؤتمر الصحافي لفيشر وعقد آخر للناطق باسم الخارجية الألمانية. واتفق المشاركون في المؤتمر الأوروبي - المتوسطي على مشروع لوضع ميثاق للسلام والاستقرار، فيما التقى وزير الخارجية البريطاني روبن كوك رئيس الوفد الليبي السفير عبدالعاطي العبيدي. وكان شارون ألقى مساء اول من امس كلمة تضمنّت عرضاً لمشروع تحلية المياه، أكدّ خلالها ان "القدس عاصمة اسرائيل"، مما أثار رد فعل شديداً من الجانب العربي. واحتج الشرع ونظيره المصري السيد عمرو موسى على كلام الوزير الاسرائيلي عن القدس. وقال موسى ان موضوع القدس كان ينبغي ألا يتطرّق اليه شارون "لأنه موضع تفاوض وكلامه ينطوي على تغيير لوضع القدس". وأعلن الناطق باسم الخارجية الألمانية ان المؤتمر الأوروبي - المتوسطي توصّل الى اتفاق على مشروع لوضع ميثاق للسلام والاستقرار، وان هذا الميثاق سيكون جاهزاً ليعرض في الاجتماع المقبل الذي ترأسه فرنسا عام ألفين. وتابع ان المؤتمر وافق على مبدأ انشاء منطقة التبادل التجاري الحرّ بين الدول المشاركة، على ان يتم تبنيها عام 2010، مشيراً الى ان الاتحاد الأوروبي وافق على ابقاء المساعدت المالية لمشاريع تنمية المتوسط ميدا عند مستوى مرتفع بين عامي 2000 و2006. وذكر الناطق الألماني ان اساس الميثاق هو حوار معزز عبر اجراءات لتوطيد الشراكة والتعاون في مجال الديبلوماسية الوقائية لتفادي الأزمات. وقال وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ان المؤتمر دعا ليبيا الى المشاركة لكنه لم يتخذ قراراً بعودتها اليه كعضو دائم، وان ذلك قد يتم بعد رفع العقوبات الدولية في غضون الأشهر القليلة المقبلة، وان ليس من صلاحية هذا المؤتمر اتخاذ هذا القرار. الى ذلك علمت "الحياة" من مصدر وزاري مشارك في مؤتمر شتوتغارت ان لقاء جانبياً عُقد اول من امس بين وزير الخارجية البريطاني ورئيس الوفد الليبي السفير العبيدي قبل عشاء الوزراء.