} متتبعو معارض السيارات الدولية يعلمون أن معرض باريس يقام مرة كل سنتين وأن معرض جنيف يقام سنوياً. وعلى رغم الأهمية القصوى التي يحظى بها الأخير، يبقى المعرض الأهم ذاك الذي يقام في عاصمة الأناقة الفرنسية نظراً إلى ضخامته ووفرة معروضاته، فضلاً عن أنه يقام في عقر دار الأوروبيين... ومن أهم من أهل القارة العجوز عندما يتعلق الأمر بصناعة السيارات؟ أقيم مونديال باريس 2000 معتمداً عدداً من المبادئ أو الشعارات التقليدية التي سيطر عليها موضوع إيجاد الوقود البديل. لذلك حضر إلى باريس ممثلو عدد كبير من شركات صناعة السيارات عملوا على تقديم حلول مبتكرة للمحركات التقليدية بدءاً من تلك القائمة على مبدأ خلايا الوقود والهيدروجين، مروراً بالمحركات الكهربائية والهجينة، وصولاً إلى تلك العاملة بالميتانول أو بالطاقة الشمسية. وفي هذا الصدد، ركز الجميع على توفير سيارات تتميز، في الدرجة الأولى، بتدني استهلاكها الوقود وبمحافظتها على البيئة لناحية إصدارات غازات عوادمها. كذلك لوحظ في عاصمة الأناقة تركيز مطلق على وسائل السلامة العامة في السيارات، لتبدو الأخيرة كأنها "منفوخة" بسبب كثرة أكياس الهواء فيها. إذ لم تعد هذه الأكياس محصورة فقط بالجالسين في الأمام، بل وباتت تشمل الجوانب والسقف، سواء كنت جالساً في الأمام أو في الخلف، في وقت أصبحت عوامل السلامة تضم تجهيزات إلكترونية كانت في ما مضى من التجهيزات الإضافية التي يتطلب الحصول عليها دفع مبالغ إضافية ليست بالقليلة، وباتت اليوم تتوافر في معظم السيارات تجهيزات قياسية شأن أجهزة منع غلق المكابح والتحكم الإلكتروني بقوة الكبح وأنظمة التحكم بالتماسك، إضافةً الى تلك التي تتحكم بقوة الدفع الواصلة إلى الإطارات الأربعة. تبادل ومشاركة من ناحية أخرى، كان هناك تركيز مطلق على الإفادة من تبادل الخبرات ضمن المجموعة الواحدة، أو بعبارة أصح بين الشركات التي دمجت بعضها ببعض في مجموعة واحدة. فشركة كرايزلر الأميركية على سبيل المثال لا الحصر - التي اشترتها مرسيدس بنز - بدأت التحضير لسيارات جديدة استعير معها عدد من مكونات مرسيدس، شأن البنية التحتية والمحركات، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الأسعار النهائية إذ ستتوافر هذه السيارات بأسعار منافسة جداً، وسترتفع بالتالي مبيعات مجموعة دايملر كرايزلر من ناحية، وستشتعل من جهة أخرى المنافسة مع باقي الشركات ضمن قطاعات معينة، مثل قطاعات السيارات الصغيرة التي تلاقي أساساً إقبالاً عالياً. وفي سياق الحديث عن السيارات الصغيرة، نشير إلى أن معرض باريس شكل إثباتاً قاطعاً على أن الاتجاه العام لصناعة السيارات، ولاسيما الأوروبية منها، يتوجه نحو السيارة الصغيرة التي تتميز بصغر حجمها الخارجي وبرحابة مقصورة ركابها وباستهلاكها القليل من الوقود. للمتوسطة الكبيرة والرياضية حصتهما التوجه نحو السيارات الصغيرة لا يعني الابتعاد عن باقي فئات السيارات، وبالأخص الكبيرة منها، خصوصاً أننا وجدنا في باريس شركات، عودتنا إنتاجها السيارات الصغيرة والمتوسطة، تقدم سيارات كبيرة ومترفة، نظراً إلى استمرار الطلب على هذا النوع. ففولكسفاكن قدمت الجيل الجديد من سيارتها العائلية المتوسطة الكبيرة باسات التي يفترض بها أن تنافس سيارات هذه الفئة العريقة، شأن مرسيدس فئة إي وأودي أيه 6 وأس 6 وبي ام دبليو فئة 5 . والأخيرة لم تغب عن هذه المعمعة، إذ قدمت الطراز الجديد من سيارتها فئة 5 الذي أخضع لإعادة تصميم بسيطة تناولت مقدمه في شكل عام. في وقت استغلت رينو الفرنسية الظرف لتقديم الجيل الجديد من سيارتها لاغونا المتوافرة مع عدد كبير من المحركات، والتي يفترض بها أن تواجه المبيعات العالية التي تحققها منافستها المباشرة بيجو 406 . ومن جهة أخرى، لوحظ في باريس استمرار بدعة إنتاج السيارات الرياضية التي باتت منتشرة لدى الجميع، بسبب وفرة الطلب عليها. وقد بدت في شكل جلي بين ألمانيا وإيطاليا، وهما أشهر بلدين عندما يتعلق الأمر بالسيارات السوبر رياضية. فشركة فيراري قدمت فئة باركيتا من سيارتها 550 على أن تنتج بكميات محدودة، في وقت أعلنت مرسيدس أنها لا تزال تعمل على مشروع سيارتها فيجن أس ال آر، التي سيبدأ إنتاجها بالفئة المكشوفة رودستر بالتعاون مع شريكتها في مضمار رياضة لسيارات الفورمولا واحد... ماكلارين. أما مواطنتها بي ام دبليو، فقدمت فئة رودستر من سيارتها الإختبارية زد 9 التي سببت زحمة لا توصف على منصة شركتها، في حين تولت فولكسفاكن التي اشترت شركة بوغاتي الرياضية، تقديم طراز سوبر رياضي من بوغاتي حمل تسمية شيرون تيمناً بالسائق الفرنسي لويس شيرون الذي سجل إنجازات رياضية عدة على سيارات الشركة خلال العشرينات. حضور معتدل للإختباريات وفي مونديال باريس، سجل حضور عدد كبير من السيارات الجديدة، إضافة إلى تلك الإختبارية التي يقدمها الصانعون عادةً لهدفين: أولهما جس نبض الزوار ومعرفة ردود فعلهم على التصاميم الجديدة، وثانيهما يتمثل بعرض العضلات أمام المنافسين وسرقة الأضواء، إضافة إلى إطلاع محبي السيارات على التكنولوجيا الحديثة التي يعملون عليها. كذلك يمكن اعتبار الطرازات الإختبارية بمثابة رسالة غير مباشرة من الصانعين إلى المستهلك لإطلاعه على المشاريع المستقبلية لكل سيارة وتعزيز حلمه باقتناء إحداها. وفي معرض باريس هذه السنة، وجد جميع الصانعين من دون استثناء مع نحو أربعين سيارة جديدة كلياً لم يسبق أن قدمت. وفي هذا التحقيق ستحاول "الحياة" أن تلقي الضوء في شكل مختصر على أبرز هذا الجديد على أن تقدمه في وقت لاحق مفصلاً. رينو لاغونا في معرض باريس الدولي للسيارات، قدمت رينو الفرنسية الجيل الجديد من سيارتها العائلية المتوسطة لاغونا التي تم استيحاء خطوطها بفئتي السيدان ذات الأبواب الخمسة والستايشن واغن من طراز إينيسيال الإختباري الذي قدم عام 1995 . ولاغونا الجديدة التي زاد طولها بمعدل 80 ملم مدعومة بعدد كبير من وسائل السلامة العامة، شأن جهاز منع غلق المكابح ونظام مساعدة جهاز الكبح وجهاز التحكم بالتماسك وجهاز مراقبة ضغط الهواء في الإطارات وجهاز التحكم بالثبات الديناميكي إلكترونيا كتجهيزات قياسية. كذلك ستتوافر لاغونا الجديدة بمصابيح أمامية عاملة بالكزينون إضافةً إلى كيسي هواء أماميين وآخرين جانبيين وأحزمة أمان بقدرة شد تدريجي على مرحلتين. أما على صعيد التجهيزات الميكانيكية، فستتوافر لاغونا بعدد من المحركات المكونة من 4 أسطوانات متتالية سعة 6،1 ليتر بقوة 110 أحصنة، ترتفع إلى 120 حصاناً مع محرك ال 8،1 ليتر والى 140 حصاناً مع محرك الليترين، والى 210 أحصنة مع محرك القمة الذي يقوم على تقنية الأسطوانات الست على شكل 7، والذي تبلغ سعته 3 ليترات. بي ام دبليو ام 3 بعدما غابت عن إنتاج مجموعة سيارات شركتها سنة ونصف السنة تقريباً، عادت أم 3 الى الظهور في باريس حيث قدمتها بي ام دبليو الألمانية بفئتها النهائية الرياضية، وبعدما زودتها محركاً من 6 أسطوانات قادراً على توفير قوة 343 حصاناً تنتقل الى العجلات الخلفية عبر علبة تروس يدوية من ست نسب أمامية متزامنة. ام 3 حافظت على خطوط سيارات الفئة 3، إنما في قالب رياضي سيعشقه محبو السيارات الرياضية. ألفاروميو 147 بعدما قدمت سيارتيها المتوسطة 156 والكبيرة 166، قررت ألفاروميو الإيطالية أن تستغل مناسبة إقامة معرض باريس لتقديم جديدتها الصغيرة 147 التي حافظت شركتها من خلال تصميمها على معالم سيارات ألفاروميو الجديدة. 147 ستتوافر بخيار بين ثلاثة محركات من فئة الأسطوانات الأربع، تبلغ سعة الأول منهما 8،1 ليتر وهو متوافر بفئتين، تولد إحداهما قوة 105 أحصنة ترتفع الى 120 حصاناً مع الثانية. أما المحرك الثالث، فبسعة ليترين وقوة 150 حصاناً. لانسيا نيا 4x4 كوبيه تعمل لانسيا، في الوقت الراهن، على تطوير سيارة من فئة الكوبيه المندفعة بالعجلات الأربع لتحل محل سيارتها القديمة دلتا. والسيارة الجديدة التي تحمل تسمية نيا والتي تتمتع بخطوط خارجية انسيابية، قدمت في معرض باريس كسيارة إختبارية يفترض أن تجس لانسيا عبرها نبض محبي السيارات لمعرفة ردود أفعالهم. ونيا التي صممها المهندس ماركو تينكوني مصمم ديالوغوس الإختبارية مزودة نظاماً للدفع الرباعي إضافة إلى آخر للالتفاف بالعجلات الأربع. وقد جهزت السيارة الجديدة بمساحات كبيرة من الزجاج وتقنية كاب فور وارد التي تحولت معها لانسيا سيارة تتمتع بمقصورة ركاب رحبة جداً على حساب مقصورة المحرك الذي يختبئ وراء مقدم، بتصميم عصري حافظ على شكل فتحة التهوئة التي طالما ميزت سيارات لانسيا. فيراري 550 باركيتا في معرض باريس، ولمناسبة العيد السبعين لتأسيس شركة فيراري، قدمت الشركة الإيطالية الأعرق على ساحة السيارات السوبر رياضية، فئة مكشوفة جديدة من سيارتها 550 سمتها 550 باركيتا. وزودت جديدة فيراري هذه زجاجاً أمامياً مخفوضاً على غرار سيارات الباركيتا العريقة. وأعلنت أن سعر سيارتها هذه التي تنوي صنع نحو200 منها سيبلغ نحو 200 ألف دولار، ستحمل جميعاً أرقاماً متسلسلة، وتوقيع المصمم سيرجيو بينينفارينا المسؤول عن تصميمها. وستزود السيارة الجديدة محركاً من 12 أسطوانة على شكل 7، بقوة 485 حصاناً تستخرج عند مستوى 7000 دورة في الدقيقة، في وقت تضيف مصادر فيراري أنها ستزودها مقاعد أمامية مصنوعة من الألياف الفحم المبطنة بالجلد مع أحزمة امان ب4 نقاط تثبيت. وفيما سيطغى اللون الأحمر على الهيكل، أعلنت فيراري أنها ستترك لزبائنها حرية اختيار لون المقصورة تبعاً لأذواقهم خصوصاً أن 550 باركيتا ستنتج بفئة محدودة. ميني الجديدة تحت إدارة بي ام دبليو الألمانية وخلال العام المقبل، سيبدأ بيع الجيل الجديد من ميني الشهيرة التي قدمت شركتها في مونديال باريس 2000 الجيل الجديد منها الذي حافظ على الخطوط العامة للجيل الأسبق، ضمن قالب متطور لن يتمكن عشاق السيارات الصغيرة، وبالأخص محبو ميني، من مقاومة سحره. ميني الجديدة التي كبرت قياساتها الخارجية بنسب صغيرة ستتوافر بثلاثة محركات كلها من 4 أسطوانات متتالية، تتفاوت قوتها بين 95 و115 و155 حصاناً تنتقل الى العجلات الأمامية الدافعة عبر علبة تروس يدوية من خمس نسب أمامية أو أخرى أوتوماتيكية. فورد مونديو أخيراً قدمت فورد الأوروبية الجيل الجديد من سيارتها المتوسطة مونديو التي آثرت شركتها من خلالها المحافظة على الخطوط العامة التي طالما تميزت بها الشقيقة الصغرى فوكوس، لناحية تصميمي المقدم والمؤخر. ومونديو التي ستتوافر بفئتي الأبواب الأربعة والخمسة فئة الستايشن خلال العام المقبل ستزود مجموعة من المحركات تبدأ بواحد من 4 أسطوانات سعة 8،1 ليتر، وتنتهي بمحرك من 6 أسطوانات سعة 5،2 ليتر. كذلك قررت فورد أن توفر فئة معدلة من مونديو ستزودها محركاً من 6 أسطوانات على شكل 7 وستقدمها في الجزيرة البريطانية مع حلول نهاية العام الجاري، تحت تسمية أس تي24 . محرك هذه السيارة من فئة دوراتيك وهو من 6 أسطوانات على شكل 7، سعة 5،2 ليتر، بقوة 168 حصاناً، ستمكن السيارة معها من الانطلاق من الصفر إلى سرعة 100 كلم/س في 7،8 ثانية ومن الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ نحو 232 كلم/س. وستتميز أس تي 24 بعواكس الهواء الأمامية والخلفية، إضافة إلى التنانير الجانبية والإضافات التي تغطي فتحات الإطارات التي يبلغ قياسها 18 إنشاً والتي تخفي خلفها جهاز مكابح فاعلاً مزوداً جهازاً لمنع غلقه، إضافة إلى نظام إلكتروني لتوزيع قوة الكبح مع جهاز للتحكم بالتماسك. أما في الداخل، فقد عملت فورد على تطعيم المقصورة بالألومنيوم لزيادة طابعها الرياضي. بيجو 206 سي سي في معرض بلادها، قدمت بيجو الفرنسية الفئة المكشوفة من سيارتها الصغيرة 206 التي حققت نجاحاً كبيراً منذ تقديمها للمرة الأولى، إلى درجة دعت شركتها الى توفير فئة رياضية منها تشارك عبرها في بطولة العالم للراليات حيث تسجل انتصارات متتالية أمام اعرق سيارات هذه البطولة. 206 سي سي مزودة سقفاً معدناً يمكن طيه كهربائياً على غرار سقف مرسيدس اس ال كاي. وهي تتمتع بتصميم رائع وتتوافر مع محركات تلبي كل متطلبات المستهلك وتتسع فعلاً لشخصين اثنين على رغم تزويدها مقعداً خلفياً. إلا أن هذا الأخير يعتبر صغيراً حتى بالنسبة إلى طفل. مرسيدس سبور كوبيه بعدما قدمت الجيل الجديد من سيارتها فئة سي، قررت مرسيدس وفي إطار مواجهة المنافسة المحتدمة في فئة سيارات الكومباكت الصغيرة التي تسيطر عليها كل من بي ام دبليو كومباكت وأودي أيه 3، أن تدخل هذا الميدان من الباب العريض، مع سيارة جديدة حملت تسمية سبور كوبيه هي عبارة عن فئة كوبيه مدمجة من الفئة سي الجديدة. جديدة مرسيدس هذه التي تميزت بسقفها الزجاج، ستتوافر بخيار بين ثلاثة محركات، منها اثنان بسعة ليترين بقوة 129 حصاناً للأول، و163 للثاني المزود تلقيماً إضافياً كومبرسور. أما المحرك الثالث، فبسعة 3،2 ليتر وقوة 197 حصاناً تعلن مرسيدس أنها ستوفره مع علبة تروس جديدة كلياً قوامها ست نسب أمامية متزامنة. سيتروين سي 5 بعد غياب طراز اكس ام الذي أدى دور طراز القمة في مجموعة سيارات سيتروين، قدمت الشركة الفرنسية طرازاً جديداً حمل تسمية سي 5 يفترض به أن يأخذ مكان طراز زانتيا خلال العام 2001 , سي 5 من فئة السيدان المتوسطة الكبيرة التي يبدو أنها ستحقق نجاحاً كبيراً في اوروبا نظراً إلى الزحمة التي سببتها على منصة شركتها في المعرض الفرنسي. فولفو اس 60 بعد تقديم الجيلين الجديدين من سيارتيها اس 40 واس 80، قررت فولفو السويدية أن تقديم الجيل الجديد من سيارتها المتوسطة التي أطلقت عليها تسمية اس 60 ... والأخيرة التي كان معرض باريس مسرحاً لتقديمها هي عبارة عن اس 80 تم تصغيرها وتحويلها سيارة عائلية متوسطة الحجم. اس 60 ستتوافر بخيار بين أربعة محركات تتفاوت قوتها بين 140 و250 حصاناً. أوبل كورسا مع الجيل الجديد من الصغيرة كورسا الذي قدم رسمياً في مونديال باريس 2000، تمكنت أوبل من توفير سيارة عائلية صغيرة حافظت على شخصية كورسا المعروفة في قالب محدث يخفي تقنيةً متطورة، وقد أصبحت معه هذه السيارة، التي كبر حجمها أيضاً، من سيارات فئتها القليلة التي يمكن استعمالها في المدن وخارجها، إلى درجة سيتوجب على منافساتها أن يعيدوا حساباتهم.