على وقع الأزمة الاقتصادية التي تمر بها القارة الأوروبية وتذبذب أسعار النفط حول العالم والاهتمامات البيئية المتزايدة، أقيمت النسخة ال 82 من معرض جنيف الدولي من 6 إلى 18 آذار (مارس) الجاري. وجرياً على العادة المتبعة، خُصص اليومان الأولان لرجال الصحافة، الذين حضروا من مختلف أنحاء العالم للتعرف على جديد طرز هذا المعرض التي وصل عددها الى نحو 180 إطلاقاً عالمياً وأوروبياً تنوعت ما بين الرياضية، النخبوية، المدمجة، الرياضية والبيئية. وتُعد نسخة هذا العام من المعرض الأكبر من دون شك في تاريخه الطويل الذي يعود لعام 1905، إذ حيث حملت هذه الدورة بين طياتها معروضات وإطلاقات أولية حصرية بتوقيع أكثر من 260 شركة وأكثر من 30 صانعاً كبيراً. يبدو أن أجواء الكساد الاقتصادي التي عصفت بصناعة السيارات منذ أعوام قليلة ماضية، تحديداً منذ عام 2008، قد تلاشت بدرجة كبيرة؛ حيث تمكّن الصانعون من التعافي السريع وتسريع وتيرة الإنتاج والتطوير، بعد تأخر إطلاق بل وإلغاء عروض عدة كان مفترضاً إطلاقها وقتذاك. كذلك حرص الصانعون من دون استثناء تقريباً على التواجد بقوة، وإن هيمنت ثلاثة أفكار رئيسة على الأجواء، وهي: ازدهار العروض المدمجة الصغيرة، إطلاق زخم من السيارات النخبوية المترفة، والتواجد القوي للسيارات الخضراء صديقة البيئة. طرز نخبوية مترفة لقد أصبحنا على قناعة بأن قطاع الطرز النخبوية المترفة بات مرغوباً لدرجة أن الأجواء الاقتصادية غير المشجعة في القارة الأوروبية لم تعد ذات تأثير كبير عليه، ومن هذا المنطلق شارك الصانعون وبقوة قي تقديم طرزهم. ولم تشكل الدورة الحالية استثنائياً عن القاعدة السابقة، فقد شهد المعرض إطلاقات نخبوية مترفة، بعضها في حُلّة اختبارية أو مخصصة للاستهلاك التجاري الواسع. ومن أبرزها الجيل المحسّن بعمق من طراز فانتوم الذي ظهر في منصة رولز-رويس، وأحدث عروض الفئة SL الجديدة من مرسيدس-بنز وهو الموديل SL63 AMG، فضلاً عن إزاحة بي أم دبليو الستار عن طرازها غران كوبيه الأحدث، الذي يُعد نسخة رباعية الأبواب من الفئة السادسة الجديدة التي ستنافس مباشرة عروض CLS من مرسيدس-بنز وXF العائدة لجاغوار، علماً أن الأخيرة أطلقت بدورها النسخة سبورتباك العملانية من موديلها XF خلال معرض جنيف، إلى جانب موديلات مازيراتي غران توريسمو سبورت، وبي أم في M6 وبوغاتي فايرون غران سبورت فيتيسيه، وغيرها. ازدهار العروض المُدمجة الصغيرة لا يمكن أن يمر معرض جنيف من دون تألق الطرز المُدمجة حيث التنافس على أشده بين مختلف الصانعين، وفي هذا الإطار تميزت النسخة الحالية من المعرض بذلك الكمّ الكبير من العروض المدمجة الصغيرة التي تنتمي للفئة C، مع إطلاق طرز بحجم فولكسفاغن غولف تقريباً، مثل آودي A3 بجيلها الأحدث الذي لم يختلف كثيراً عن سابقه، وبالمثل، هناك مرسيدس-بنز الفئة A وفولفو V40 الجديدين كلياً، ويمثل كلاهما تغييراً كبيراً وشاملاً مقارنة بالأجيال السابقة. يضاف إلى ذلك الجيل الثاني الجديد من كيا سييد، وهيونداي i20 الجديدة كلياً، علماً أن هاتين السيارتين تتطابقان في الشق الميكانيكي. أما بيجو، فكشفت النقاب عن النسخة عالية الأداء GTi من موديل 208 المدمج، في حين أطلقت نيسان نموذجاً مُدمجاً جديداً تحت إسم Invitation ومعناه «دعوة» بالإنكليزية. كذلك شاركت فورد في هذا الحدث مع B-Max، وفيات مع النسخة الهاتشباك رباعية الأبواب من فيات 500 التي تُدعى 500L... حضور أخضر قوي الأخضر، الأخضر ومن ثم الأخضر. كلمة تختصر توجهات مستقبلية أكيدة، إن من خلال خفض معدلات الانبعاثات الكربونية أو التوجه نحو السيارات الكهربائية والهجينة. لذلك بات من الصعب أن تجد صانعاً أو شركة عارضة لم تقدّم موديلاً هجيناً أو كهربائياً بالكامل، وذلك انطلاقاً من حقيقة أن هذا المعرض يحمل دائماً نفساً بيئياً متجدداً، يتلخص من خلال منافسة شرسة للصانعين الآسيويين للهيمنة على قطاع السيارات «الخضراء»، بحيث إن إنفينيتي اليابانية على سبيل المثال، أطلقت نموذجها الجديد Emerge-E الرياضي، الذي يستفيد من محرك ثلاثي الأسطوانات، إلى جانب محركين كهربائيين آخرين ليولد قدرة حصانية تبلغ 402 أحصنة. أما تويوتا الشقيقة، فأزاحت الستار عن نموذجها التصوّري الهجين المكوّن من محرك ثنائي الأسطوانات سعة ليتر واحد مع محرك كهربائي آخر. وبالتزامن مع العروض الكهربائية بالكامل، برز النموذج الاختباري هيونداي i-oniq الذي يُعد هاتشباك رياضياً كهربائياً ذات مدى موسّع، يتكوّن من محرك ثلاثي الأسطوانات سعة ليتر واحد بقدرة 60 حصاناً، مع محرك كهربائي يستمد طاقته من مولد بقدرة 55 كيلوواط من خلال علبة تروس أحادية النسب. وقد زارت «الحياة» معرض جنيف وجالت على المنصات وشهدت إطلاق طرز ستطبع بنكهتها من دون شك عالم السيارات. ألفاروميو ديسكو فولانتي احتفالاً بمرور 60 عاماً على النموذج التصوّري المخصّص للسباقات C52 ديسكو فولانتي لعام 1952، كشفت ألفاروميو النقاب عن الموديل الجديد محدود الإنتاج ديسكو فولانتي لعام 2012، الذي يُعد كوبيه ثنائية المقاعد من غطاء أمامي مُدمج وأجنحة، فضلاً عن مؤخّر مميّز ومحرك فئة V8 بسعة 4.7 ليترات بقدرة 450 حصاناً وعزم 470 نيوتن متر. بي أم في الفئة السادسة غران كوبيه استغرقت «ماركة ميونيخ» 20 شهراً منذ تقديم نموذج غران كوبيه في معرض بكين 2010، إلى يومنا هذا لإطلاق النسخة المخصصة للاستهلاك التجاري الواسع من ذلك الطراز الاختباري، الذي بات يُطلق عليه الفئة السادسة غران كوبيه، ويُعد نسخة رباعية الأبواب من الجيل الأحدث من الفئة السادسة، ويستفيد من ثلاثة محركات تتصل كلها قياسياً بعلبة تروس أوتوماتيكية ثمانية النسب. الأول نجده في طراز 640i سعة 3 ليترات من ست أسطوانات متتالية مع شاحن هواء «توربو» بقدرة 320 حصاناً، والثاني مع طراز 640d من فئة توربو ديزل سعة 3 ليترات بقدرة 313 حصاناً، وأخيراً محرك طراز 650i فئة V8 سعة 4.4 ليترات مع شاحن هواء «توربو» بقدرة 450 حصاناً. بينتلي EXP 9 F الاختبارية كَشفت بينتلي الإنكليزية النقاب عن أول طراز ينتمي لفئة السيارات الترفيهية الرياضية متعددة الاستخدامات SUV على الإطلاق، وهو نموذج EXP 9 F، المُسمّى تيمّناً بالطراز الاختباري الأول EXP أو «التجريبي» للشركة عام 1919. ولم تفصح بينتلي، التي أكدت بأنها لحظة تاريخية للشركة، عن مزيد من التفاصيل المتعلقة بنموذجها رباعي الدفع الجديد، سوى أنه مزوّد بمحرك فئة V12 سعة 6 ليترات سينتج بدءاً من أواخر عام 2014 مع سعر أوّلي مقداره 150 ألف جنيه إسترليني. بوغاتي فايرون غراند سبورت فيتيسيه أطلقت بوغاتي النسخة الرودستر من موديلها المتوقف إنتاجه فايرون 16.4 سوبر سبورت، الذي يحمل الاسم فايرون غراند سبورت فيتيسيه، المزود بمحرك فئة W16 سعة 8 ليترات مجهز بأربعة شواحن توربينية مع مبردات جديدة. وقد ساهمت التحديثات الجديدة في رفع قدرته الحصانية من 1085 حصاناً و1250 نيوتن متر من عزم الدوران إلى 1184 حصاناً و1500 نيوتن متر من عزم الدوران، ما جعل النسخة الرودستر الجديدة تنطلق من السكون إلى سرعة 100 كلم/س في غضون 2.6 ثانية والوصول إلى سرعة 200 كلم/س في غضون 7.1 ثانية. كذلك تُقدر السرعة القصوى بنحو 410 أحصنة، ما يجعل غراند سبورت فيتيسيه ذات الدفع الرباعي الرودستر التجارية الأسرع في العالم. فيراري F12 Berlinetta يُعتبر هذا الطراز أسرع عروض ماركة مارانيللو وأقواها على الإطلاق، ويستفيد من محرك عادي السحب سعة 6.3 ليتر فئة V12، ليولّد 730 حصاناً، وعزم 690 نيوتن متر عند عدد دورات يتراوح ما بين 2500 و8700 د.د، لتصل السيارة إلى سرعة 100 كلم/س خلال 3.1 ثانية، إضافة إلى 340 كلم/س كسرعة قصوى. هيونداي i-oniq التصوّرية نموذج تصوّري جديد، يُعد هاتشباك رياضياً كهربائياً ذات مدى موسّع، كما يجسّد التطوّر المستقبلي لفلسفة «النحت الانسيابي» التصميمية العائدة للشركة الكورية الجنوبية. ميكانيكياً، زود i-oniq بمحرك بنزيني ثلاثي الأسطوانات سعة ليتر واحد بقدرة 60 حصاناً، إلى جانب محرك كهربائي يمده بالطاقة بقوة 55 كيلوواط من خلال علبة تروس أحادية النسب. ووفقاً لهيونداي، فإنه مع تسيير i-oniq بالوضعية الكهربائية وحدها، يُمكنها السير حتى مسافة 120 كلم مع إمكان زيادتها لتصل إلى 700 كلم بمساعدة المحرك البنزيني. ويسفر عن السيارة نسب انبعاثات كربونية لا تتجاوز 45 غ/كلم. إنفينيتي Emerg-e التصوّرية تشكل السوبر-كار Emerg-e أولى عروض إنفينيتي على الإطلاق المزوّدة محركاً وسطي الوضعية، وتستفيد من نظام دفع هجين مكون من محركين كهربائيين وبطارية من أيونات الليثيوم، مع محرك بنزيني ثلاثي الأسطوانات يعمل بوصفه موسّع للمدى. ويولد نظام الدفع الهجين 402 أحصنة، تكفل انطلاقاً من السكون إلى سرعة 100 كلم/س في غضون 4 ثواني. ويمكن السير ب Emerg-e الاختبارية بالوضعية الكهربائية وحدها حتى مسافة 48 كلم، وبمساعدة محرك الإحتراق الداخلي ترتفع هذه المسافة إلى 480 كلم. لامبورغيني أفينتادور جوتا سبيدستر بتصميم راديكالي ثوري تميزه الأبواب المجنّحة والمقدّم مفتول العضلات بشبك تهوئته الأمامي ذات الفتحات المصفوفة الضخمة التي تتخذ شكل سهم، فضلاً عن التصميم المستقبلي للمقصورة والمؤخّر. تستفيد أفينتادور جوتا من المحرك ذاته المتوفر في طراز أفينتادور LP700-4 من فئة V12 بسعة 6.5 ليتر، يولد قدرة 700 حصان وعزم 690 نيوتن متر، ويمكن لجديدة لامبورغيني الانطلاق من صفر إلى 100 كلم/س في غضون 2.9 ثانية، مع تسجيل سرعة قصوى مقدارها 350 كلم/ساعة. ويبلغ سعر أفينتادور جوتا 2.1 مليون يورو أو ما يعادل 2.77 مليون دولار.