عاد الهدوء مجددا الى قرية الكشح التي شهدت فتنة طائفية نهاية الاسبوع الماضي. وتسارعت جهود الأجهزة الرسمية المصرية لتدارك أزمة الفتنة الطائفية التي تفجرت أخيراً في قرية الكُشح. ونجح وزير التنمية السيد مصطفى عبدالقادر في تشكيل لجنة ضمت رموزاً من المسلمين والاقباط ومسؤولين في محافظة سوهاج التي تتبعها القرية حملت اسم "لجنة الوحدة الوطنية" انيط بها العمل على حل الخلافات بين الأهالي ووضع أسس لضمان عدم تكرار الفتنة مستقبلاً. واتخذت السلطات المصرية إجراءات مشددة لتأمين احتفالات الأقباط بعيد الميلاد وينتظر أن يشارك مسؤولون على مستوى عال في القداس الذي يترأسه البابا شنودة اليوم في كاتدرائية الاقباط في منطقة العباسية وسط القاهرة. وظل الوجود الأمني كثيفاً في شوارع القرية كما بقيت المكامن والحواجز التي نصبتها الشرطة عند مداخل ومخارج القرية ما جعل الدخول أو الخروج منها أمراًَ بالغ الصعوبة. وعلى رغم أن بعض الأهالي خرجوا من منازلهم أمس واتجهوا الى أعمالهم إلا أن غالبية المحلات التجارية ظلت مغلقة. والزمت إجراءات المعاينة التي تقوم بها نيابة أمن الدولة أجهزة المحليات عدم رفع انقاض بعض المحلات التي هدمت أو إزالة أثار حريق كانت اضرمت فيها اثناء الاحداث. وبعث وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي برقية تهنئة إلى شنودة، كما بعث رئيس أركان الجيش الفريق مجدي حتاتة برقية تهنئة مماثلة. وتوقع مراقبون اهتماماً رسمياً بعيد الميلاد في إطار سياسات حكومية تهدف الى تخفيف شعور الأقباط بالحزن لوفاة 18 منهم في أحداث الكشح. وبذل وزير التنمية عبدالقادر جهوداً مضنية لتجاوز الفتنة وقام ورافقه محافظ سوهاج السيد أحمد عبدالعزيز بكر والقيادات السياسية والشعبية ورجال الدين الإسلامي مساء أول من امس بالتوجه الى مطرانية الاقباط الارثوذوكس في مدينة البلينة القريبة من الكشح والتقوا رجال الدين المسيحي والانبا ويصا مطران البلينة ومدينة ودار السلام لعقد جلسة صلح بين طرفي الأحداث واحتواء الموقف. وزار الدكتور اسماعيل سلام وزير الصحة والسكان مساء أول من امس المصابين في أحداث قرية الكشح في مستشفى دار السلام المركزي وأطمأن على صحة المصابين والرعاية الصحية والطبية المقدمة لهم، كما نقل لهم تحيات الرئيس وتمنياته لهم بالشفاء العاجل. ومن جانبه أعلن المحافظ بأن الوضع في الكشح "بات تحت السيطرة الأمنية وأن الهدوء عاد إلى شوارع قرية الكشح ومدينة دار السلام". والتقى أعضاء "لجنة الوحدة الوطنية" عدداً من الأهالي المسلمين والاقباط، لكن وضح أن مسؤولي الكنيسة في البلينة التي تتبع لها قرية الكشح لهم مطالب تتعلق بتغييرات في جهاز الأمن في سوهاج. وقال الراهب في الكنيسة الانبا أرميا ل"الحياة" إن لا مشاكل حالياً بين الاقباط والمسلمين في الكشح "لكننا لن نضع ايدينا في ايدي آخرين نعتقد أنهم لم يساندونا".