بدأت الأجهزة الرسمية المصرية نشاطاً واسعاً لمعالجة الأوضاع في قرية الكُشح لتفادي وقوع مصادمات في المستقبل بين المسلمين والأقباط فيها، فيما تفاعلت قضية القس جبرائيل عبدالمسيح اسقف كنيسة الملاك في القرية التي كانت نيابة أمن الدولة اصدرت قراراً بالقبض عليه بتهمة إثارة الفتنة الطائفية بين الأهالي هناك. وأفادت مصادر مطلعة أن عبدالمسيح يختبىء في الكنيسة ورفض الخروج منها منذ علمه الاسبوع الماضي بوجود اسمه على لائحة الاتهام في القضية. وأوضحت أن أوراق التحقيق أثبتت ان القس كان اطلق النار من بندقية آلية كانت في حوزته اثناء المصادمات، فأصاب عدداً من طلاب المعهد الازهري في القرية وانه احتمى بجدار الكنيسة واطلق النار من ورائه على قوة للشرطة توجهت الى مصدر اطلاق النار فأصاب ضابطاً برتبة رائد يدعى اسامة سعد الدين. واستبعدت المصادر ان تقتحم قوات الأمن الكنيسة للقبض على عبدالمسيح، ورجحت أن تسفر الاتصالات التي تجري حالياً بين اسقف كنيسة البلينة التي تتبعها كنائس الكشح الانبا ويصا ومسؤولين في الدولة عن تسليم عبدالمسيح نفسه الى النيابة. من جهة أخرى قام وزيرا التعمير الدكتور محمد إبراهيم سليمان والتنمية المحلية السيد مصطفى عبدالقادر بجولة أمس في قرية الكشح ومدينة السلام يرافقهما محافظ سوهاج السيد أحمد عبدالعزيز بكر ورئيس جهاز تنمية القرية السيد ابراهيم محرم. وأعلن سليمان أنه تقرر البدء على الفور في تعمير الكشح ودار السلام في إطار خطة زمنية محدودة. وقال إنه تم تكليف المقاولين للبدء فوراً في أعمال التطوير في القريتين، موضحاً أن تلك الأعمال تشمل إقامة مراكز تجارية بما يتيح فرص عمل للشباب وتطوير الشوارع وتوسيع عرض الأرصفة واقامة مدارس عدة بكل منها 26 فصلاً وتطوير المعاهد الازهرية خصوصاً أنها تضررت من جراء الزلزال في 1992. كما تشمل أعمال التطوير تجميل شوارع وميادين الكشح ودار السلام وإقامة مراكز للشباب ومبنى اجتماعي جديد لقرية الكشح بدلاً من المبنى الحالي القديم الى جانب الارتقاء بخدمات مياه الشرب والصرف الصحي. وأكد الوزير أنه سيتم الانتهاء من كل أعمال البنية الأساسية للقريتين خلال 3 أشهر، ويلي ذلك الانتهاء من بناء المدارس وتطوير المعاهد الازهرية. وأعلن انه سيتم الانتهاء من إعداد الحيز العمراني لمدينة دار السلام خلال أسبوع واحد مما يؤدي الى الارتقاء بالقرية وحل مشكلة الاسكان بها من خلال الاراضي التي تتخلل المباني مما يعمل في توفير فرص عمل جديدة للشباب خصوصاً في مجال البناء. وذكر عبدالقادر إنه يتم حالياً عمل مسح اجتماعي واقتصادي شامل وقاعدة بيانات لدار السلام وذلك للارتقاء بكل الأسر في المنطقة. كما يجري حالياً اختيار بعض القرى لتحويلها الى قرى نموذجية في جميع المحافظات ومنها الكشح ودار السلام وذلك يعطي فرص عمل أكثر للشباب وإقامة مشاريع لتنظيم الاسرة.