ما زالت تداعيات الفتنة الطائفية التي ضربت أخيراً قرية "الكُشح" المصرية في محافظة سوهاج، تتفاعل. وأصدر المحامي العام لنيابة أمن الدولة التي تحقق في الأحداث المستشار هشام سرايا أمس قراراً باعتقال 59 آخرين من المسلمين والأقباط من أهالي "الكُشح" وعدد من القرى القريبة، بينهم اسقف "الكُشح" القس جبرائيل. وكانت "الحياة" أكدت الثلثاء الماضي ان النيابة تحقق في وقائع تتعلق بتورط جبرائيل في الأحداث. وذكرت المصادر ان شهوداً أكدوا أن الأسقف اطلق النار بطريقة عشوائية من بندقية حين كان يقف في جوار جسر يربط "الكُشح" بقرية "أولاد طوق"، قبل الأحداث مباشرة، ما اسفر عن جرح شخصين، وأعطى انطباعاً لدى المسلمين في قرية "أولاد طوق" بأن الأقباط يصفّون المسلمين الموجودين داخل "الكُشح"، فردوا بالاعتداء على الاقباط هناك. وأشارت المصادر الى أن عدداً من المصابين ذكروا ان جبرائيل واصل اطلاق النار بعدما تدفق عدد من المسلمين الى شوارع الكُشح إثر الاشاعات عن تسميم الاقباط خزانات المياه في القرية، واضرامهم النار في المعهد الديني في "الكُشح". وكان المستشار سرايا قرر حبس 50 شخصاً 15 يوماً على ذمة التحقيقات بعدما وجه اليهم اتهامات ب"إثارة الفتنة الطائفية والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وتهديد الأمن القومي للبلاد، وحيازة أسلحة وذخائر واستخدامها في أعمال تتعلق بالارهاب وترويع المواطنين". وأسفرت الصدامات التي وقعت بين المسلمين والأقباط في "الكُشح" والقرى المجاورة لها عن مقتل 19 قبطياً ومسلماً واحداً وجرح 46 آخرين، وتخريب أكثر من 50 محلاً ومنزلاً تخص أهالي القرية. وتبذل لجنة مصالحة شكلها وزير التنمية المحلية السيد مصطفى عبدالقادر جهوداً لإزالة أسباب التوتر بين اهالي القرية، ووضع أسس لتلافي تكرار الفتنة. وكانت لجنة وزارية تختص بالأمن القومي تعهدت قبل يومين معاقبة جميع المتورطين بالصدامات "أياً تكن مواقعهم". وأشادت بدور الشرطة في السيطرة على الأوضاع في القرية، في اشارة الى اتهامات وجهها اسقف مدينة البلينة الأنبا ويصا الى مسؤولي الأمن في سوهاج بالتسبب في الأحداث.