تجددت اعمال العنف في قرية الكشح في صعيد مصر، أمس، إذ لقي قبطيان مصرعهما وأصيب ثمانية آخرون بجروح في مصادمات وقعت بين اهالي القرية من المسلمين والاقباط. وأكد بيان اصدرته وزارة الداخلية حدوث تبادل إطلاق نار على سطوح منازل في القرية بين بعض الاهالي من أقارب طرفي مشاجرة وقعت في القرية يوم الجمعة الماضي نتيجة خلافات مالية بين الطرفين. وأسفر ذلك عن مصرع كل من عبدالمسيح محروس اسكندر وسامية عبدالمسيح محروس طفلة واصابة 8 آخرين. وانتقلت قوات الامن الى مكان الحادث وسيطرت على الموقف، وعملت القيادات الامنية والمحلية والشعبية وكبير رهبان الاديرة الانبا صرابا مون ورجال الدين الاسلامي والمسيحي على معالجة المشكلة وتطويقها. وجاء التطور الاخير بعد يومين من الهدوء في القرية، وبعدما كانت قوات الامن تدخلت الجمعة لوقف صدامات بين المواطنين إثر تفجر خلاف بين مواطن مسلم وآخر مسيحي. وباشرت النيابة التحقيق في الاحداث التي اصيب فيها ثلاثة اشخاص بجروح ونقلوا الى مستشفى سوهاج لتلقي العلاج وتبين ان لا علاقة لهم بالاحداث وكانوا يسيرون صدفة بالقرب من مكان تبادل اطلاق النار. ونفى مصدر امني ان يكون الثلاثة اصيبوا برصاص الشرطة، مؤكداً ان اجهزة الامن "تعاملت مع الاحداث بهدوء ومن دون انفعال واعتبرت ما جرى قضية جنائية وليست سياسية". وكانت القرية نفسها شهدت احداثاً مماثلة في آب اغسطس 1998 حين وقعت جريمة قتل واعتقلت الشرطة عدداً من الاشخاص للتحقيق معهم وكشف ملابسات الحادث. واتهم اهالي القرية الشرطة بارتكاب تجاوزات في حق المواطنين الاقباط ما تسبب في خروج تظاهرات ووقوع صدامات بين الشرطة والمواطنين هناك. وتعقدت القضية اثر استغلال اقباط مصريين مقيمين في الخارج ما حدث في القرية للضغط على الحكومة المصرية وطلب امتيازات للاقباط. وشن هؤلاء حملة مكثفة نشروا خلالها اعلانات في صحف اميركية وبريطانية اتهموا فيها الحكومة المصرية باساءة معاملة الاقباط، لكن الموقف الرسمي للكنيسة المصرية كما عبرت عنه تصريحات للبابا شنودة الثالث ساهم في تهدئة الاقباط واقناعهم بأن الاحداث لم تكن موجهة ضدهم. واكدت مصادر مصرية ان تكرار الاحداث في الكشح "صدفة بحتة" واستبعدت وجود "مؤامرة" للوقيعة بين المسلمين والاقباط في القرية. واوضحت ان خلافاً وقع الاسبوع الماضي بين تاجر الفاكهة فايز عوض احمد حسين مسلم وتاجر الاقمشة راشد فهيم منصور قبطي بشأن شراء قطعة قماش. وفصل اهالي القرية بينهما وانهوا الخلاف في حينه، لكن الاحداث اندلعت مجدداً مساء الجمعة على اثر عتاب وقع بين الاثنين وتطور الى مشاجرة ثم معركة استخدمت فيها الاسلحة الآلية والمسدسات بعدما تدخل اقارب الاثنين.