شيّع سكان بلدية بن علال في ولاية عين الدفلى غرب الجزائر، ظهر أمس، 12 شخصاً قُتلوا مساء الإثنين على حاجز نصبه مسلحون يُشتبه في إنتمائهم الى "الجماعة الإسلامية المسلحة". وقال شهود ان الحاجز نُصب في قرية سيدي مجاهد منطقة ولد بن شعبان التابعة لبلدية بن علال. والمكان غير بعيد عن منطقة خميس مليانة في ولاية عين الدفلى 150 كلم غرب الجزائر. وأوضح الشهود ان الضحايا وهم خمس نساء وخمسة رجال وطفلتان، كانوا في سيارة للنقل الجماعي متوجهين إلى مركز صحي خاص بالمعاقين ذهنياً، قبل أن تفاجئهم المجموعة المسلحة في إحدى المرتفعات الجبلية التي تميز المنطقة. وقالوا ان 15 عنصراً من "الجماعة" متنكّرين بألبسة عسكرية، أطلقوا النار عشوائياً على المسافرين. وقالت مصادر طبية ان ستة أشخاص أُصيبوا في إطلاق النار نقلوا إلى مستشفىين في عين الدفلى وخميس مليانة القريبتين من مكان الجريمة، في حين ذكرت مصادر أخرى أن المسلحين خطفوا معهم خمس فتيات. وقالت مصادر مطلعة إن من بين الاسباب التي ساعدت عناصر "الجماعة" على إرتكاب هذه المجزرة إحتلالهم مواقع تنظيم "الجيش الإسلامي للإنقاذ" قبل تمكن الجيش من وضع قواته في مرتفعات خميس مليانة، علماً أن عناصر "الإنقاذ" بدأوا عملية إخلاء مواقعهم قبل اربعة أيام. وتعد هذه المذبحة الأكبر منذ إنتهاء العمل بقانون الوئام المدني في 13 كانون الثاني يناير الجاري. وتأتي في سياق تصاعد لعمليات الجيش الجزائري ضد عناصر "الجماعة" في إطار "معركة سيف الحجاج" التي لوّح بها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. وتشير تقديرات إعلامية، غير رسمية، إلى أن عدد الضحايا بلغ منذ ذلك التاريخ 125 شخصاً، بينهم 36 جندياً و 64 عنصراً من الجماعات الإسلامية المسلحة. وكانت قوات الأمن الجزائرية باشرت قبل أيام قصفاً واسع النطاق لموقع "الجماعة المسلحة" التي يقودها عنتر الزوابري في تالة عشة الواقعة في أعالي جبال الشريعة ولاية البليدة، 50 كلم جنوبالجزائر، كما شنّت عمليات في غرب البلاد ضد تنظيم "حماة الدعوة السلفية" "الأهوال" الذي يقوده "الأمير" سليم الأفغاني المنشق عن "الجماعة". كذلك بدأ الجيش، في بعض المناطق على الحدود بين تيبازة والبليدة، عملية تمشيط واسعة تهدف في الدرجة الأولى الى التضييق على تحركات عناصر "الجماعة المسلحة" لتوجيههم نحو مناطق يسهل فيها قصفهم بالمروحيات. كما قررت قوات الجيش تأجيل ضرب بعض مواقع الجماعات في كل من بومرداس، البويرة وتيزي وزو الوسط الشرقي إلى غاية الإنتهاء من تفكيك الكتائب التي قبلت القاء السلاح بموجب إتصالات تتم بينها وبين قوات الأمن. في غضون ذلك، إنتهت، أمس، المهلة التي تردد ان مدني مزراق، "أمير جيش الإنقاذ"، طلبها من السلطات الأمنية لإستكمال تفكيك تنظيمه المسلح خلال اللقاء الذي جمعه مع اللواء إسماعيل العماري والجنرال فضيل الشريف، قبل أسبوعين. وقالت مصادر مطلعة أن عناصر "جيش الإنقاذ" التحقوا، مساء أمس، وفي شكل مكثف، بذويهم في مختلف الولايات. وتردد ان مزراق وأحمد بن عائشة "أمير الغرب" ومصطفى كبير شقيق رابح كبير، "أمير الشرق"، سيلتحقون قريباً بذويهم في كل من جيجل شرق والشلف غرب.