الجزائر - أ ف ب، رويترز - أفادت صحف جزائرية أمس الأحد ان زعيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" حسان حطاب تراجع عن تسليم نفسه للسلطات الجزائرية تحت ضغط المتشددين في جماعته المسلحة. وكانت الاذاعة الرسمية وصحف عدة أعلنت الخميس، قبل ساعات من نهاية المهلة المحددة في قانون الوئام المدني، ان استسلامه وشيك. وقام الجيش الجزائري باتصالات مكثفة لضمان تسليم حطاب مع خمسين من المقربين منه من بينهم احمد جباري اعتباراً من بداية الاسبوع الجاري، لكنها فشلت بسبب معارضة اثنين من مساعديه هما من قدماء المظليين الفارين من الجيش الجزائري. ويبدو ان مساعديه "عكاشة" الملقب بأبو جوجانة وعبدالرزاق حاولا الاستفادة من العفو نفسه الذي استفاد منه زعيم "الجيش الاسلامي للانقاذ" مدني مزراق ورجاله. وأصدر الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الثلثاء عفواً شاملاً عن مقاتلي "الجيش الاسلامي للانقاذ" الذي وضع نفسه تحت تصرف الدولة في حزيران يونيو الماضي بعدما أعلن هدنة في تشرين الاول اكتوبر 1997. وكان من الصعب على "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الاستفادة من العفو نفسه بناء على قانون الوئام المدني الذي ينص على عفو شامل أو جزئي عن العناصر المسلحة التي لم ترتكب جرائم قتل أو اغتصاب او وضع متفجرات في الاماكن العمومية. وانتهت مهلة القانون المذكور الصادر في الثالث عشر من تموز يوليو منتصف ليل الخميس الماضي. وقالت الصحف إنه كان من الصعب جداً ان يستفيد مساعدا حسان حطاب الملازمان الفاران من الجيش الجزائري من هذا العفو. وقالت الصحف أيضاً إن اقدام حطاب على الأمر بقتل احد الائمة "التائبين" كان وسيطا مع الجيش الجزائري قضى نهائياً على فرص التوصل الى اتفاق مع السلطات. وكان حطاب 32 عاما الملقب "أبو حمزة" والمنشق عن "الجماعة الاسلامية المسلحة" بزعامة عنتر الزوابري، أسس "المجموعة السلفية" في ايلول سبتمبر 1998. ونشطت هذه المنظمة في منطقة القبائل وجزء من سهل المتيجة المشرف على العاصمة الجزائرية والذي يتنازعه مع خصمة الزوابري. وذكرت أمس صحيفة "لوماغرب" الصادرة بالفرنسية ان الجيش الجزائري يستعد لشن هجوم واسع هذا الأسبوع على نحو خمسة آلاف مسلح يرفضون تسليم أنفسهم. وقالت إن المسلحين يتمركزون خصوصاً في المناطق الواقعة بين العاصمة والبليدة. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمني ان هجوم الجيش سيركز على ما لا يقل عن 12 منطقة أبرزها جيجل وتيزي وزو والبويرة والبليدة والمدية وتيبازة وعين الدفلي وتيسمسيلت وسعيدة وغليزان. إلى ذلك، أفادت صحف أمس ان شرطياً قُتل السبت في العلمة قرب سطيف 300 كلم شرقي العاصمة على يد إسلاميين مسلحين. وقالت صحف إن ثلاثة رجال نفذوا هذا الاعتداء في حي بلالة قرب مقر الشرطة في المدينة المذكورة بعدما اوقفهم الشرطي للتحقق من هوياتهم. وأضافت الصحف من جهة اخرى انه عثر الخميس على راعٍ شاب لا يتجاوز عمره 17 سنة مذبوحا في بلدة المغيلة قرب تيارت 350 كلم غرب العاصمة. وكانت جماعة مسلحة اختطفته قبل يوم بينما كان يرعى غنمه