شنت، أمس، القوات المشتركة للجيش الجزائري هجوما خاطفا على المكان المسمى «خربة السيوف»، حيث يعتقد انه المعقل الرئيسي لعبد القادر صوان أمير ما يعرف بالجماعة السنية للجهاد، والمقر العام لأتباعه الذي يتخذونه نقطة انطلاق لمختلف عملياتهم الإرهابية نحو ولايات كل من تيبازة، تيسمسيلت وعين الدفلى؛وهي المناطق التي تشهد تحركات مكثفة لهذا التنظيم الإرهابي. ولحد الآن لم تتسرب أية معلومات حول نتائج هذه العملية التي تظل متواصلة، حيث وصفها المتتبعون للوضع الأمني في الجزائر بالوقائية وتهدف إلى إحباط أي اغتيالات إرهابية في المنطقة، بالإضافة إلى القضاء إلى ما تبقى من عناصر هذه الجماعة الذين يقدر عددهم بحوالي عشرين إرهابيا لا يزالون ينشطون،ويعتقد أن من بينهم أشخاص غير معروفين لدى مصالح الأمن التحقوا مؤخرا بالنشاط الإرهابي. وتشن القوات المشتركة للجيش الجزائري، منذ بداية الأسبوع الجاري، عملية تمشيط واسعة النطاق تمتد من خربة السيوف بولاية المدية (12 كلم غرب العاصمة)، إلى غاية برج الأمير عبد القادر بولاية تيسمسيلت، مرورا بخميس مليانة بولاية عين الدفلى. وجاءت عملية التمشيط هذه ردا على الكمين الإرهابي الذي استهدف قافلة عسكرية للجيش غرب ولاية تيبازة (80 كلم غرب العاصمة)، وأسفرت عن مقتل أربعة جنود، والعديد من الجرحى. وحسب المختصين في شؤون الجماعات الأمنية فان هذه العملية تحمل بصمات جماعة صوان التي تنشط هذا المحور المدية، تيبازة وعين الدفلى. وتعرضت معاقل الدعوة والقتال على المستوى الوطني، خلال الأشهر الأخيرة لضربات متتالية من قبل الجيش أسفرت عن تدمير العديد من مخابئها وعتادها، والقضاء على عدد من عناصرها، إضافة الى حملات أخرى بمعاقل بعض التنظيمات الإرهابية. ويرى متتبعون للشأن الأمني، أن هذه العمليات تأتي تحسبا للانطلاق في الاستفتاء حول العفو الشامل، حيث تسعى السلطة الى تمهيد الطريق لتجسيد المصالحة وإجهاض كل محاولات «التشويش» على هذه العملية، خاصة وأن التنظيمات الإرهابية تلجأ الى التصعيد الإرهابي في مثل هذه المناسبات في محاولة لقطع الطريق أمام أي إجراء يسعى لتحقيق الاستقرار الأمني، لكن مراقبين يذهبون الى التأكيد أن هذه الحملات هي رسالة أيضا، لعناصر الجماعات الإرهابية الرافضين لتسليم أنفسهم، والاستفادة من تدابير العفو والمصالحة التي تعد آخر فرصة لهم وكذلك للمترددين الذين سبق أن نقلوا لعائلاتهم التي توسطت لهم لدى أجهزة الأمن للتوبة، مخاوفهم من تصفيتهم، وقد تساهم عمليات التمشيط في التعجيل بتسليم أنفسهم للسلطات ووقف النشاط.