أكدت مصادر اسلامية جزائرية ل "الحياة" أمس ان "كتيبة الاهوال" التي اتهمتها اوساط الجبهة الاسلامية للانقاذ بارتكاب مجازر في ولاية غليزان، مطلع شهر رمضان، "لم تعد موجودة". وكانت نشرة "الرباط" القريبة من "الهيئة التنفيذية" ل "الانقاذ" اتهمت في عددها الاخير يوم الجمعة، هذه الكتيبة بأنها من نفّذ المجازر التي ذكرت صحفٌ ان ضحاياها بلغوا اكثر من 400 الحصيلة الرسمية أشارت الى أقل من مئة. وأكد معلومات "الرباط" احد الزعماء البارزين ل "الانقاذ" في الجزائر الذي شدد، في المقابل، على ضرورة ان لا يعني ذلك حصر كل المجازر ب "الجماعة الاسلامية المسلحة"، في اشارة الى انه يتهم اطرافاً أخرى، غير "الجماعة، بالمجازر التي تحصل في الجزائر. وأوضحت أمس مصادر اسلامية جزائرية ان "كتيبة الاهوال" لم يعد لها وجود تحت هذا المسمى منذ اكثر من سنة. وقالت ان "الجماعة المسلحة" بزعامة عنتر الزوابري اعلنت في كتيّب لها صدر العام الماضي تحت اسم "السيف البتّار" انها قضت على هذه المجموعة بعد تمرد على قيادتها قاده "أمير" منطقة غرب الجزائر في "الجماعة" عبدالرحيم بخالد. وأعلنت جماعة الزوابري انها قتلت بخالد المعروف باسم خدة بن شيحة في معركة مع قواته. وكانت صحيفة "ليبرتي" كتبت في كانون الأول ديسمبر 1996 ان بخالد قُتل في مشادات بين جماعتين مسلحتين، أثناء خلاف في اجتماع لاختيار خليفة جديد له. ويعد بن شيحة أحد مؤسسي "الجماعة المسلحة" وتُنسب إليه عملية قتل فرنسيين في الجزائر في أيلول سبتمبر 1993. وأوضحت المصادر الاسلامية ان "كتيبة الاهوال" التي كانت تُعد من أقوى مجموعات "الجماعة المسلحة" بعديد يُقدّر ب 600 مسلح، تعرضت لضربة قوية بعد مقتل بخالد. إذ لم تعد تضم سوى مئة عنصر تقريباً. وتابعت ان ما تبقى من "الاهوال" اعاد تنظيم صفوفه في إطار كتيبة أخرى اسمها "حماة الدعوة السلفية" التي لا تزال تنشط في غرب الجزائر. وذكرت هذه المصادر ان كتيبة "حماة الدعوة" اقامت اتصالات مع "الجيش الاسلامي للانقاذ" في غرب الجزائر بزعامة أحمد بن عيشة واتفقت معه على عدم حصول مواجهات بين الطرفين. واكدت ان "جيش الانقاذ" اتصل أخيراً بهذه الكتيبة لاقناعها بالانضمام الى الهدنة التي يلتزمها الجناح المسلح ل "الانقاذ" منذ الاول من تشرين الاول اكتوبر الماضي، لكن "حماة الدعوة" رفضت ذلك معتبرة انها "لا تجوز شرعاً". واضافت ان هذه المجموعة تعتبر قريبة من المنشقين عن الزوابري الذين ينشطون باسم "الجماعة المسلحة" في "المنطقة الثانية" تيزي وزو والبويرة. ويتفق المنشقون عن الزوابري معه على رفض الهدنة، لكنهم يدينون الاعمال التي تُنسب اليه ومنها قتل المدنيين. وأكدت المصادر نفسها ان للزوابري مؤيدين في غرب الجزائر لكن العمليات التي تحصل هناك "لا يمكن ان يقوم بها وحده اذا لم تتغاضى قوات الأمن عن تحركاته". وأوضحت ان مؤيدي الزوابري لا يزالون نشطون في الولايات المحيطة بالعاصمة، خصوصاً في البليدة والمدية، وان زعيم "الجماعة" اعطى تعليمات صارمة الى عناصره بعدم "الاتصال بالخارج" وعدم تبني العمليات التي يقومون بها، معتبراً ان الاعلام لا يهم بل المهم ما يحصل على الارض. ولم يتبن الزوابري اي عملية في الجزائر منذ بيانه الشهير في 26 أيلول سبتمبر الماضي الذي تبنى فيه المجازر وحكم بتكفير أفراد الشعب. وتردد اكثر من مرة العام الماضي ان الزوابري قُتل، لكن ذلك لم يتأكد. وتُتهم جماعة الزوابري بأنها "مُخترقة" من اجهزة جزائرية. وتنفي الجزائر في شكل قاطع تورطها بالمجازر وترفض تشكيل "لجنة تحقيق" فيها. وتنتقد جهات معارضة هذا الموقف معتبرة ان السلطة الجزائرية يجب ألا تخشى التحقيق ما دامت متأكدة من عدم تورطها بما يحصل.