اعلنت موسكو أمس ان قواتها استولت على جبل "تشابان" الاستراتيجي وواصلت غاراتها على مواقع المسلحين الاسلاميين في داغستان، فيما ذكر ضابط روسي تحدثت اليه "الحياة" ان اتهام الرئيس بوريس يلتسن القيادة العسكرية ب"التقصير" أثار استياء في القوات المسلحة. وهدد رئيس اتحاد الشعوب الروسية رمضان عبداللطيفوف بأن الداغستانيين سيحتلون أجزاء واسعة من الشيشان إذا لم يضع رئيسها أصلان مسخادوف "حداً للعصابات"، في اشارة الى المسلحين. ذكر الجنرال غينادي تروشين، أحد قادة القوات الفيديرالية في داغستان، ان سيطرة الوحدات الخاصة على جبل تشابان سيسرع في دخول بلدة كاراماخي التي تستمر فيها المقاومة منذ مطلع الشهر الجاري. وواصلت الطائرات الروسية غاراتها على مواقع داخل البلدة التي تتعرض أيضاً لقصف مركز بالمدفعية والراجمات. ووعد الجنرال بالاستيلاء على كاراماخي والمناطق المحيطة بها غداً الجمعة. وتستعد السلطات الفيديرالية للدفاع عن خساديورت، ثاني مدينة في داغستان يطوقها ألف مقاتل أصبحوا على بعد خمسة كيلومترات منها. وأعلنت السلطات المحلية منع التجول في المدينة من العاشرة مساء حتى السادسة صباحاً، وتوجه اليها رئيس مجلس الدولة الداغستاني محمد علي محمدوف. إلا أن القائد الميداني شامل باسايف الذي التقى صحافيين في بلدة نوفولاك الداغستانية التي سيطرت عليها وحداته أكد انه لا ينوي احتلال خساديورت وذكر ان هدفه "مساعدة" المحاصرين في بلدتي كاراماخي وتشابانماخي. ومن جانبه حذر نائب رئيس هيئة الأركان الروسية فاليري مانيلوف من أن 2500 مسلح يحاربون تحت قيادة باسايف في داغستان يشكلون خطراً كبيراً وذكر ان الطيران الفيديرالي يواصل غاراته على مواقعهم و"سيضربهم حيثما كانوا" واعترف بأن مناطق شيشانية قصفت فعلاً. وتعرض الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف لانتقادات عنيفة من موسكو، فقد ذكر رئيس الوزراء فلاديمير يوشين ان القيادة في غروزني "لا تسيطر على الوضع". ولمح الى احتمال اعادة النظر في اتفاقية السلام المعقودة بين روسيا والشيشان. وطلب رئيس "اتحاد الشعوب الروسية" الوزير رمضان عبداللطيفوف من مسخادوف اتخاذ موقف واضح وقال "اذا كان ما زال يعتبر نفسه رئيساً فإن عليه ان يحارب العصابات". وفي خلاف ذلك هدد عبداللطيفوف وهو من داغستان بأن الداغستانيين "سيعبرون الحدود ويسيطرون على جزء كبير من الأراضي الشيشانية لحماية أنفسهم من العدوان". وبسبب اخفاق القيادة العسكرية في احتواء الأحداث بسرعة وجه يلتسن انتقادات عنيفة الى القوات المسلحة وحملها مسؤولية "التقصير والاهمال" وذكر في اجتماع لمجلس الأمن القومي انه "سيحاسب بشدة كل فرد". وأبلغ ضابط رفيع المستوى "الحياة" ان يلتسن "ربما تناسى انه القائد الأعلى للقوات المسلحة" ويتحمل مسؤولية مباشرة عنها. وأضاف ان الضباط "يواجهون الموت والانتقاد" في وقت واحد، وشدد على أن القيادة السياسية تتصرف كأنها "لا تتحمل ذنباً". وتحدث عدد من المراقبين عن احتمال إقالة وزير الدفاع أو رئيس الأركان أناتولي كفاشنين أو قائد قوات القوقاز فيكتور كازانتسيف. وفي اشارة الى هذا الاحتمال ذكر رئيس مجلس الفيديرالية يغور سترويف ان "المطلوب حالياً ليس الاقالات بل تنسيق العمل". واستغرب رئيس الوزراء السابق سيرغي ستيباشين نية "محاسبة" العسكريين وتساءل: هل من المنطقي ألا تحاسب الحكومة ومجلس الأمن القومي الذي يقوده يلتسن. وأشار الضابط الذي تحدثت اليه "الحياة" الى "تناقض" الأوامر التي تصدرها القيادة السياسية فذكر انها تطلب من جهة حصر الخسائر بأقل ما يمكن وتحض العسكريين على انجاز العملية بسرعة. وأوضح ان الخطة التي وضعت في هيئة الأركان تقضي بمحاصرة المسلحين وقطع طرق الامدادات عنهم واستخدام الطيران والمدفعية لقصفهم، وتوقع ان يستغرق تنفيذ هذه الخطة بضعة أسابيع إن لم يكن بضعة أشهر".