هددت موسكو ب"ابادة" مسلحين سيطروا على مناطق في غرب داغستان وقامت الطائرات الروسية ب200 طلعة جوية اعطبت خلالها طائرة من طراز "سوخوي" وجرح ثلاثة جنرالات، فيما رفضت غروزني اتهامات روسيا بالتدخل وطلبت من الامين العام للامم المتحدة التدخل لمنع نشوب حرب جديدة في الشيشان. وقال نائب وزير الداخلية ايغور زويوف ان القوات الفيديرالية انجزت مرحلة "المعارك الاستطلاعية تمهيداً لعمليات مكثفة". واضاف انها ستنتهي في غضون عشرة ايام ب"ابادة" المسلحين الذين ذكر ان بينهم عدداً كبيراً من المرتزقة. وشدد زوبوف على ان موسكو لن تجري مفاوضات سلمية "فاما ان يستسلموا او يبادوا"، وزاد ان "المتمردين تكبدوا خسائر فادحة للغاية وتراجعوا". ومن جانبه اشار القائد العام لسلاح الجو اناتولي كورنوكوف الى ان الطائرات الروسية قامت ب200 طلعة، ودمرت تجمعات للافراد والمعدات ومقرات قيادة، وذكر ان لدى المسلحين مدافع مضادة للجو مكنتهم من اصابة "سوخوي 25" لكنه اكد انها وصلت الى قاعدتها. واعترف كورنوكوف باستخدام "اسلحة خاصة ذات قدرة تدميرية عالية" لاصابة مغارات وكهوف يختبئ فيها المقاتلون، لكنه نفى احتمال استخدام الصواريخ الانسيابية المماثلة ل"كروز"، او الطيران الثقيل. واكدت موسكو ان ثلاثة جنرالات، بينهم نائب القائد العام لقوات الامن الداخلي فيكتور ياكونوف، اصيبوا بجروح عند اصابة مروحية، كما جرح في الحادث عدد من الضباط المرافقين وقتل عريف. ورغم ان السلطة المركزية لم تعلن حال الطوارئ رسمياً فقد بدأ زج وحدات الجيش في العمليات على نطاق واسع ما يعد مخالفاً للدستور. ووصلت الى العاصمة الداغستانية محج قلعة طائرات نقل ضخمة حملت اسلحة وافراداً من الجيش 58 الذي كان شارك في الحرب الشيشانية. وقدم "المجلس العسكري للمجاهدين" معلومات مناقضة لماذكرته موسكو، فأكد امس ان قواته احكمت السيطرة على قضاء بطليخ وطوقت في مركزه كتيبتين روسيتين واعطبت تسع مدرعات. ووزع "المجاهدون" فيلماً يظهر فيه "امير الحرب" شامل باسايف وهو يقود سيارة جيب ويوزع البطيخ على المقاتلين ويؤكد نيته "تطهير" داغستان من القوات الروسية. وعلى الصعيد السياسي اكد الرئيس بوريس يلتسن ان القوقاز هو المنطقة "الاكثر تعقيداً" ووعد بأن الوضع في داغستان "سيتم تذليله تدريجياً ومن دون تسرع". وذكر وزير القوميات فياتشيسلاف ميخايلوف ان ما يجري في داغستان "محاولة لتفجير الجمهورية … وانشاء دولة اسلامية موحدة". واعتبر الجمهورية الشيشانية "مصدراً" للمشاكل لكنه شدد على ان الحوار سيستمر مع غروزني. واعلن قائد قوات الامن الداخلي فياتشيسلاف اوفتشينيكوف عن "اغلاق موقت" لكل المراكز الحدودية مع الجمهورية الشيشانية، فيما اكدت وزارة الداخلية الروسية انها قد تقوم بقصف قواعد "المتمردين" داخل الاراضي الشيشانية. ونفت غروزني تورطها ووجهت وزارة الخارجية الشيشانية نداء الى كوفي انان والمنظمات الاوروبية اشار الى ان الجمهورية تعرضت فعلاً ل"غارات مكثفة" بالصواريخ، ودعت الى التدخل لمنع اندلاع الحرب مجدداً بين روسيا والشيشان وجر الاخيرة الى حلبة الصراع في داغستان. ومن الواضح ان الرئيس الشيشاني مسخادوف واقع بين نارين، فروسيا تطالبه بالمشاركة في تصفية قواعد باسايف داخل الاراضي الشيشانية، فيما تدعوه المعارضة المتشددة الى الانخراط في حرب تؤدي الى توحيد الشيشان مع داغستان المطلة على بحر قزوين وآبار النفط. وفي تصريح الى صحيفة "كوميرسانت" اشار مولودي اودوغوف الذي يعد "ايديولوجي" الحركة الاسلامية الى ان الخريطة السياسية شمال القوقاز ستتغير، وطلب من موسكو ان تختار بين "اسلوبي الحرب والسلام" للاقرار بالواقع. وفي موسكو اصدر مجلس المفتين في روسيا نداء دعا الى "تفادي التصعيد العسكري". ودعا بيان وقعه عشرون مفتياً جميع المسلمين الى نبذ الاحتراب وأيد القيادة الدينية في داغستان التي كانت اعترضت على اعلان "دولة اسلامية" في الجمهورية.