القدس المحتلة - أ ف ب - ينظر المسؤولون الاسرائيليون الى زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الى برلين الىوم الثلثاء باعتبارها ترسيخاً للعلاقات الوثيقة الخاصة بين الدولة العبرية والمانيا على مدى نصف قرن. وسيكون باراك اول زعيم أجنبي تستقبله برلين بعد انتقال المؤسسات الالمانية الى عاصمة الرايخ الثالث التي عادت عاصمة للبلاد. وسبق لباراك ان زار المانيا عندما كان رئيساً للأركان ثم كرئيس لحزب العمل. وكان باراك عمد بعد تشكيل حكومته الاولى في تموز يوليو الماضي، تماماً كسابقيه، الى التوجه فوراً الى واشنطن وتوقف لفترة وجيزة في طريق العودة في لندن. ومن المقرر ان يلتقي باراك مساء الىوم المستشار الالماني غيرهارد شرودر الذي يقيم مأدبة عشاء على شرفه ثم يرافقه غداً الى معسكر الاعتقال النازي السابق في ساكسنهاوزن قرب العاصمة حيث يلقي باراك كلمة. ويلتقي باراك غداً رئيس الدولة يوهانس راو الذي زار اسرائيل عشرات المرات كان آخرها مشاركته في تشييع زعيم الطائفة الىهودية في المانيا ايغناتس بوبيس قبل اسابيع. ويختتم باراك زيارته لبرلين بلقاء رئيس البرلمان الالماني البوندستاغ، ثم ينتقل الى باريس حيث يستقبله الرئيس الفرنسي جاك شيراك "كصديق" وفق تعبير قصر الاليزيه. هذه الزيارة الى باريس التي تليها زيارة رسمية لوزير خارجية فرنسا هوبير فيدرين الى اسرائيل في 6 و7 تشرين الاول اكتوبر تعتبر في الاوساط الرسمية الاسرائيلية دفعاً حقيقياً للعلاقات الاسرائيلية - الفرنسية التي اعتراها الفتور طويلاً في ظل حكومة بنيامين نتانياهو الىمينية السابقة. وينتظر ان تطغى على هذه المرحلة الباريسية من جولة باراك الاوروبية مسألة الجهود المبذولة لتحريك المفاوضات الاسرائيلية - السورية التي كانت توقفت عام 1996. وكان الرئيس شيراك استقبل السبت وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الذي سلمه رسالة من الرئيس السوري حافظ الاسد. في برلين وكما في كل زيارة يقوم بها مسؤول اسرائيلي الى المانيا لا بد ان تكون هذه الزيارة مناسبة لاستعادة التاريخ. وفي هذا الاطار قال مسؤول اسرائيلي معني بالعلاقة مع المانيا لوكالة "فرانس برس": "ليس الماضي الأليم وحده هو الذي يربطنا بالمانيا ولكن ايضا تلك العلاقات التي تميزت على مر الايام بما سماه وزير خارجية المانيا يوشكا فيشر الحساسية الخاصة بالعنصر الاسرائيلي". وقال سفير اسرائيل السابق في المانيا آفي بريمور ان المانيا تعتبر "ثاني اكبر اصدقاء اسرائيل بعد الولاياتالمتحدة". وتسعى المانيا على الدوام داخل الاتحاد الاوروبي الى تليين القرارات التي تنتقد الدولة العبرية مع كونها الدولة الاوروبية التي تقدم اكبر المساعدات المالىة للسلطة الفلسطينية. وتسلمت البحرية الاسرائيلة أخيراً من المانيا غواصة من اصل ثلاث وشارك الرئيس الالماني راو في العديد من النشاطات لمناسبة مرور خمسين عاماً على قيام دولة اسرائيل. وعلى الصعيد التجاري بلغت الصادرات الاسرائيلية الى المانيا نصف بليون دولار خلال الاشهر الستة الاولى من السنة الجارية مقابل واردات بلغت 1.2 بليون دولار. وزار 200 الف سائح الماني اسرائيل منذ بداية السنة الجارية. وهناك اكثر من سبعين عملية توأمة بين مدن اسرائيلية والمانية، وقام مليونا شاب على الاقل بزيارات متبادلة في الاتجاهين ضمن وفود رسمية. ولخص مسؤول في الخارجية الاسرائيلية اهمية الزيارة لوكالة "فرانس برس" بالقول: "إن المسألة بسيطة، فإسرائيل تشكل واحداً من أهم الملفات بالنسبة الى الحكومة الالمانية. ففي برلين تأتي فرنسا في المرتبة الاولى تليها اسرائيل، وفي اسرائيل تأتي الولاياتالمتحدة اولاً وتليها المانيا مباشرة".