ترأس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ونظيرته الألمانية انغيلا ميركل في برلين أمس اجتماعاً وزارياً موسعاً بين بلديهما، كُلل، بحسب مصادر صحافية إسرائيلية، بصفقة قطع بحرية حربية ألمانية متطورة لإسرائيل تتضمن شراء غواصة سادسة من نوع «دولفين» المجهزة لحمل رؤوس نووية، وبارجتي صواريخ متطورتين بقيمة بليون يورو. ووصل نتانياهو إلى برلين في زيارة ليوم واحد على رأس وفد كبير ضم ستة وزراء للمشاركة في اللقاء السنوي المشترك بين الحكومتين الألمانية والإسرائيلية الذي بدأ قبل عامين «لتأكيد العلاقات المتميزة بين إسرائيل وألمانيا ولمناسبة احتفال الدولة العبرية بمرور 60 عاماً على إقامتها». ورافق نتانياهو وزراء الدفاع إيهود باراك الذي وصل إلى برلين مباشرة من تركيا بعد زيارة قصيرة لها، والخارجية أفيغدور ليبرمان، والصناعة والتجارة بنيامين بن اليعيزر، والعلوم دانيئل هيرشكوفيتش، والبيئة يغآل اردان، ونائب وزير الخارجية داني أيالون. وتعتبر ألمانيا المزود الرئيس لسلاح البحرية الإسرائيلي، إذ سبق أن زودته قبل سنوات بثلاث غواصات من نوع «دولفين» القادرة على إطلاق صواريخ بالستية تحمل رؤوساً نووية، ويبلغ مداها 4500 كيلومتر، كما شاركت برلين في تمويل ثلث تكلفة الصفقة. وتريد إسرائيل شراء غواصة سادسة من النوع ذاته، إضافة إلى بارجتين جديدتين متطورتين. وكان رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي والمدير العام لوزارة الدفاع السابق بنحاس بوخاريس زارا ألمانيا قبل أشهر لمتابعة شراء الغواصات وبوارج الصواريخ. وتعتبر ألمانيا الشريكة التجارية الثالثة مع إسرائيل بعد الولاياتالمتحدة والصين. وذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية أن الحكومة الإسرائيلية قررت شراء البارجتين من ألمانيا وليس من الولاياتالمتحدة، لرغبتها في تخصيص المساعدات المالية الأميركية لإسرائيل التي سيتم تقليصها خلال هذا العقد لصفقة شراء الطائرات المقاتلة «أف - 35» الأكثر تطوراً من نوعها في العالم. ووافقت ألمانيا على المشاركة في تمويل الصفقة، في مقابل تراجع إسرائيل عن طلبها زيادة حجم التعويضات المالية التي تدفعها ألمانيا منذ خمسينات القرن الماضي للناجين اليهود من النازية، كما تم التوقيع خلال الزيارة على مذكرات تفاهم بين البلدين في مسائل تتعلق بالطاقة والبيئة والتعاون التكنولوجي لخفض التلوث. وقالت الإذاعة العسكرية إن المذكرات تهدف إلى مأسسة التعاون في البحث وتطوير طاقات بديلة بهدف تقليل حجم تعلق الغرب بالنفط الإيراني. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الناطق باسم مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية مارك ريغيف أن المحادثات الثنائية بين نتانياهو وميركل تركز على جهود إحياء محادثات السلام في الشرق الأوسط ومواجهة «التهديدات الأمنية في المنطقة». وأضاف أن الزيارة «تهدف إلى تعزيز وتوسيع التعاون بين إسرائيل وألمانيا» اللتين «ترتبطان بعلاقة مميزة للغاية، ونحن نركز على كيفية تعزيز العلاقة من أجل إقامة تعاون ملموس اليوم وفي المستقبل». واعتبر الناطق باسم الحكومة الألمانية كريستوف ستيغمانز هذا الاجتماع «حدثاً نادراً»، وقال في مؤتمر صحافي إن «ألمانيا لا تعقد مثل هذه الاجتماعات الحكومية المشتركة إلا مع عدد قليل من شركائها الدوليين، بينهم على سبيل المثال فرنسا وبولندا». وشارك وزير العلوم الإسرائيلي الذي نجا والداه من معسكرات الاعتقال النازية أثناء الحرب العالمية الثانية، في الجولة التي قام بها الوفد على نصب المحرقة اليهودية وسط برلين بداية الزيارة، وقال: «نحن لا ننسى الماضي. هذا ماضٍ لا يمكن نسيانه، لكن اليوم أصبحت ألمانيا صديقاً رائعاً لإسرائيل... (هذه الزيارة) هي الرد على من كانوا يرغبون في القضاء علينا قبل 70 عاماً». وتجول نتانياهو ووزراؤه في غرف متحف تحت الأرض في الموقع ومروا عبر أكثر من 2700 من القطع الأسمنتية التي غطاها الثلج وترمز إلى ضحايا المحرقة في النصب الذي افتتح عام 2005. وقدم نتانياهو إلى المستشارة الألمانية لوحة كتبت عليها صلاة يهودية بخط فيشل رابينوفيتش الناجي من المحرقة. وكان من المقرر عقد اللقاء المشترك بين الحكومتين في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، إلا أنه أرجئ بسبب إصابة نتانياهو بوعكة صحية. وقامت ميركل وعدد من وزرائها بزيارة مماثلة إلى القدسالمحتلة في آذار (مارس) 2008.