وضعت باكستان قواتها في حال طوارئ واطلقت النار في اتجاه هليكوبترات هندية حاولت انتهاك مجالها الجوي. وجاء ذلك غداة اسقاط الهند طائرة استطلاع باكستانية، ما أسفر عن مقتل 16عسكريا كانوا على متنها، ما اعاد التوتر بين البلدين الى ما كان عليه خلال المعارك في كشمير أخيراً. إسلام آباد - رويترز، دبا - قال وزير الخارجية الباكستاني سرتاج عزيز أمس الاربعاء ان القوات المسلحة في بلاده وضعت في حال تأهب، تحسباً لأي تحرك من جانب الهند. واضاف ان "على المرء ان يكون في حال استعداد تام" دون ان يعطي مزيداً من التفاصيل. وأشار الوزير الباكستاني الى ان بلاده نزعت فتيل الازمة الاخيرة في مرتفعات كارغيل الكشميرية بموافقتها على فك ارتباط القوات. لكنه اعرب عن أسفه لاستمرار حال التوتر مع الهند. وأعرب عن الأمل في ان تبدي الهند الندم وتقدم الاعتذار الواجب"، في اشارة الى اسقاط القوات الهندية طائرة استطلاع باكستانية. ودعا عزيز المجتمع الدولي الي الضغط علي نيودلهي لتدخل في "حوار فعلي هدفه تحقيق نتائج"، في ما يتعلق بالخلافات بين الجانبين. وأدلى وزير الخارجية الباكستاني بتصريحاته في اسلام اباد قبل اجتماع لجنة الدفاع الحكومية وهي اعلى جهاز مشترك في باكستان بين العسكريين والمدنيين. واستعرضت اللجنة سياساتها وخياراتها العسكرية بعدما وصفت باكستان عملية اسقاط الهند طائرة الاستطلاع ومقتل 16 عسكرياً كانوا على متنها بأنها جريمة "قتل متعمد". وتضم لجنة الدفاع رئيس الوزراء نواز شريف وكبار الوزراء وقائد الجيش برويز مشرف وكبار ضباط الجيش والمخابرات. وقال عزيز ان الازمة الباكستانية - الهندية "تبرز الحاجة الى بناء مناخ ثقة" بين البلدين حتى يتمكنا من حسم مشكلة كشمير. وشجب "العدوان" الهندي، مؤكداً ان الطائرة اسقطت وهي داخل الاراضي الباكستانية. واستطرد عزيز قائلاً: "علاقاتنا ستظل متوترة الى ان تحل مسألة كشمير". وبث تلفزيون "بي. تي. في" الباكستاني الرسمي امس أن الهليكوبترات الهندية حاولت رفع حطام الطائرة التابعة لسلاح البحرية الباكستاني. وعرض مشاهد لحطام الطائرة وقد اشتعلت فيها النار. ونشرت الصحف الباكستانية صورا لحطام الطائرة التقطت في منطقة بادين في إندوس دلتا. وافاد ناطق عسكري باكستاني أن الهليكوبترات الهندية حاولت رفع أنقاض الطائرة لاثبات مزاعم نيودلهي انها اسقطت بعد انتهاكها الاجواء الهندية، غير أن تلك المحاولات باءت بالفشل. وأعلنت باكستان انها اطلقت النار على الهليكوبترات الهندية التي حاولت انتهاك مجالها الجوي امس. كما نصبت مضادات وصواريخ في الموقع الذي سقطت فيه طائرة الاستطلاع التابعة لها، لاحباط محاولات انتشال حطامها. وقالت باكستان أن الطائرة الفرنسية الصنع المضادة للغواصات من طراز "بريجيه أتلانتيك"، لم تكن مزودة اسلحة وكانت في مهمة تدريبية داخل الاجواء الباكستانية. الهند واتهمت الهندباكستان باطلاق صاروخ "أرض - جو" على هليكوبتر هندية "كانت تقل صحافيين إلى موقع حطام الطائرة الباكستانية". وقال مسؤولون هنود أن الهليكوبتر التي تعرضت للهجوم كانت واحدة من ثلاث متجهة إلى الموقع عادت كلها أدراجها بعد الحادث الذي وقع في منطقة تقع على بعد أربعة كيلومترات من الحدود. ورغم ذلك، استبعد مسؤولون في نيودلهي تصعيدا للتوتر. وقال الميجور جنرال ارغون راي من القوات المسلحة الهندية إن "الموقف تحت السيطرة تماما". واضاف ان حال التأهب لم ترفع في صفوف القوات الهندية اكثر من المستوى الذي كانت عليه خلال المواجهة الأخيرة بينها وبين باكستان لدى تسلل ثوار مسلمين الى الشطر الهندي من كشمير في الفترة بين أيار مايو و تموزيوليو الماضيين. وكان وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديس صرح اول من امس بأن حال التأهب القصوى اعلنت في سلاحي البحرية والجو.