وضعت باكستان قواتها المسلحة في حال تأهب، في مواجهة تصعيد خطير بين القوات الهندية والثوار الكشميريين، استخدمت خلاله نيودلهي الطيران الحربي للمرة الاولى، لقصف مواقع جبلية، قالت ان متسللين من باكستان تحصنوا فيها. واصابت الغارات مناطق داخل الشطر الباكستاني من كشمير. وارفقت الهند تحركها بتحذير الجيش الباكستاني من مغبة التدخل في مجرى العمليات. اسلام اباد، نيودلهي، جامو كشمير - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - اعلن مصدر عسكري باكستاني امس الاربعاء ان بلاده وضعت قواتها المسلحة في حال تأهب لمواجهة التطورات الخطيرة في الشطر الهندي من كشمير، مشيراً الى انها تحتفظ لنفسها بحق الرد على التدخل الذي لم يسبق له مثيل للطيران الحربي الهندي في المنطقة. وافاد ناطق عسكري باكستاني ان "قنابل" اطلقتها الطائرات الهندية على منطقتي كارغيل وداراس شمال، اصابت مواقع في الشطر التابع لباكستان من كشمير المقسمة. وحمّل الناطق "الهند وقواتها المسلحة، مسؤولية اي تصعيد"، موضحاً ان اسلام اباد قررت الاحتجاج رسميا على النشاطات الهندية. وجاء ذلك بعد اعتراف نيودلهي صباحاً بأن طائراتها شنت غارات في كشمير بهدف "دعم" العمليات التي يقوم بها الجيش الهندي لتطهير منطقة كارغيل القريبة من الخط الفاصل بين شطري كشمير، من مسلحين اسلاميين، قالت انهم تسللوا من باكستان بمساعدة القوات الباكستانية. وبدأت الموجة الاولى من الغارات الجوية في الساعة 20،6 صباحا بالتوقيت المحلي 20،1 بتوقيت غرينيتش واستمرت حتى الساعة 50،6 50،1 تغ واستخدمت خلالها المروحيات القتالية. وتبعتها موجة ثانية في محاولة لطرد "مئات المتسللين" الذين تحصنوا في قمم جبلية0 وشاركت في الغارات طائرات هليكوبتر حربية تساندها سبع طائرات مقاتلة. تحذير هندي وارفقت الهند عملياتها بتحذير باكستان من انها ستتخذ "الاجراءات المناسبة" في حال تدخل الجيش الباكستاني في العمليات الدائرة. وافاد بيان هندي رسمي انه "في حال حصول تدخل من اي نوع للجيش الباكستاني او الطيران الباكستاني سواء كان مباشرا او غير مباشر في عملياتنا فان القوات الهندية مخولة اتخاذ الاجراءات المناسبة". واوضح البيان ان الضربات الجوية ستتواصل الى ان "تستعيد قواتنا السيطرة على اراضينا"، مؤكداً ان "اي تصعيد للنزاع ستتحمل باكستان مسؤوليته الكاملة". واضاف البيان: "سيكون من مصلحة باكستان، لا وقف مساعدة المسلحين فحسب، بل ضمان انسحابهم واعادة الوضع على الارض الى ما كان عليه في السابق". بداية التوتر وكانت نيودلهي اعلنت ان 400 مقاتل من المسلمين الانفصاليين، تسللوا الى الشطر الذي تحتله من كشمير "تحت غطاء قصف مدفعي باكستاني". واعلنت اول من امس ان جنودها قتلوا مئة من المتسللين في منطقة كارغيل الجبلية الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر الى شمال شرقي سريناغار العاصمة الصيفية لكشمير الهندية. ووجه رئيس الوزراء الهندي اتال بيهار فاجبايي اول من امس تحذيراً الى باكستان من ان بلاده لن تسمح بأي "تدخل" في اراضيها وستستخدم كل الوسائل الضرورية لصد القوات المتسللة. واعتبر ان "الهدف من التسلل احتلال مناطق من ارضنا والبقاء فيها"، مؤكداً ان "القوات المتسللة تلقى مساعدة من القوات المسلحة الباكستانية". ومعلوم ان مناوشات بالمدفعية تدور بين القوات الهنديةوالباكستانية في منطقة كارغيل الحدودية منذ التاسع من الشهر الجاري على اثر حصول هذا التسلل. وارسلت نيودلهي تعزيزات قدرت بحوالي 15 الف جندي الى المنطقة. ودعا الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الهندوباكستان الى وقف تبادل القصف المدفعي المستمر منذ اسبوعين، معرباً عن "قلقه". ومنذ استقلالهما في 1947، خاضت الدولتان حربين بسبب منطقة كشمير التي تسيطر الهند على ثلثيها فيما يخضع الثلث الباقي في الشمال لسيطرة باكستان. وترفض الهند منذ اواخر الاربعينات قراراً دولياً يدعوها الى اعطاء الكشميريين حق تقرير المصير.