رفضت باكستان الاعتذار الى الهند عن اسقاط طائرتين "ميغ" فيما يستعد وزير خارجيتها لزيارة نيودلهي لمناقشة الوضع المتوتر في كشمير. وابدت ايران استعدادها للتوسط بين البلدين. واعلن الجيش الهندي انه طرد "المتسللين" من معظم المناطق التي كانوا يسيطرون عليها. نيودلهي، إسلام آباد - رويترز، أ ف ب - أبدت إيران استعدادها أمس للتوسط في النزاع القائم بين الهندوباكستان، فيما تابع الطيران الهندي غاراته على معاقل الثوار المسلمين في كشمير. وأعلنت باكستان أنها لن تعتذر عن اسقاط الطائرتين الهنديتين. وفي طهران، ذكرت وكالة الانباء الايرانية ان رئيس مجلس الشورى علي اكبر ناطق نوري أكد أمس استعداد بلاده للمساهمة في تسوية الأزمة الحالية بين الهندوباكستان. وقال ناطق نوري لدى استقباله وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله ان ايران "بصفتها الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الاسلامي مستعدة للمساعدة في تسوية الازمة بين الهندوباكستان". وكانت ايران دعت البلدين الى ضبط النفس وحل خلافاتهما بالوسائل السلمية. ودعا وزير الخارجية الايراني كمال خرازي الخميس الماضي في اتصالين هاتفيين مع نظيريه الهنديوالباكستاني جاسوانت سينغ وسرتاج عزيز نيودلهي وإسلام آباد إلى ضبط النفس وحل خلافهما بالطرق السلمية، وأعرب لهما عن قلق ايران من تزايد التوتر في كشمير. وفي نيودلهي، أعلنت الهند أنها ستشن غارات جوية على المتسللين قرب الجزء الذي تسيطر عليه باكستان من كشمير. وقال المتحدث العسكري س. ك. مالك في بيان صحافي: "عملياتنا الجوية مستمرة وسترون أنها ستحقق نتائج". وأوضح أن القوات الهندية دفعت المتسللين إلى التقهقر في جميع القطاعات في الجانب الهندي من خط وقف النار في منطقة كشمير المتنازع عليها. ومن جهة أخرى، قال مالك للصحافيين إنه تبين من فحص جثة قائد طائرة الميغ 21 التي اسقطتها باكستان أنه قتل بالرصاص بعدما هبط بالمظلة. وأعادت باكستان جثته إلى الهند الجمعة بعد يوم من اسقاط الطائرة. وتقول الهند إن الطيار هرع لمساعدة قائد طائرة أخرى "ميغ 27" سقطت نتيجة خلل في محركها، فأصيب بصاروخ باكستاني. وأعلنت باكستان أنها اسقطت الطائرتين بعدما انتهكتا مجالها الجوي. وأضاف مالك: "قُتل هذا الطيار الشجاع الذي دخل المنطقة لرصد مكان سقوط طيار آخر بالرصاص". ومع استمرار القتال أعلنت الهند أنها تدرس اقتراحاً باكستانياً بأن يقوم وزير خارجيتها سرتاج عزيز بزيارة للهند لنزع فتيل الأزمة في كشمير، إلا أنه لم يحدد موعد هذه الزيارة. وقال زعماء الحكومة الهندية وقادة الجيش إنهم سيواصلون هجومهم البري بمساندة سلاح الجو لطرد المتسللين. وقال الجنرال ج. ج. سينغ مدير العمليات: "سنبذل قصارى جهدنا لطردهم. تقلصت بالفعل المناطق التي يسيطرون عليها". وشنت القوات الهندية، بمساندة سلاح الجو، هجوماً كبيراً لاخراج المتسللين من مكامنهم في قطاعات كارجيل ودراس وباتاليك المطلة على طريق سريع رئيسي يربط الجزء الواقع تحت سيطرة الهند من كشمير بمنطقة لاداخ الجبلية. ولكن خبراء عسكريين يقولون إن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل طرد المقاتلين وبعضهم مسلح بصواريخ ستينغر. ونقلت اذاعة الهند أمس عن رئيس الوزراء اتال بيهاري فاجبايي قوله لنظيره الباكستاني نواز شريف في اتصال هاتفي الجمعة، إن الغارات الجوية ستستمر إلى أن يطرد المتسللون. ووصفت باكستان الغارات بأنها تصعيد للأمور. وألقت نيودلهي اللوم على إسلام آباد في إثارة هذه المواجهة التي تعد الأخطر بين البلدين منذ نحو ثلاثة عقود.