اعتبرت حكومة بلغراد ان قادة الدول البلقانية والدول الاخرى التي شاركت في مؤتمر ساراييفو للاستقرار في منطقة جنوب شرقي اوروبا يواصلون "نهجهم العدواني" ضد يوغوسلافيا، فيما زار رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اقليم كوسوفو للمرة الثانية امس بعد زيارة اولى لها الجمعة. لقي رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ترحيباً كبيراً من السكان الألبان في بريشتينا التي زارها امس للمرة الثانية خلال يومين. واعرب هؤلاء "عن امتنانهم للدور البريطاني المؤيد لعمليات حلف شمال الاطلسي في انهاء العنف الصربي في الاقليم". والتقى بلير خلال زيارته كلاً من قائد قوات حفظ السلام الدولية في الاقليم الجنرال البريطاني مايكل جاكسون ومسؤول الادارة المدنية الدولية الفرنسي برنار كوشنير اضافة الى الزعيم الالباني المعتدل ابراهيم روغوفا والمسؤول السياسي لجيش تحرير كوسوفو هاشم ثاتشي وممثلين عن السكان الصرب. ووجه رئيس الوزراء البريطاني نداء حاراً الى سكان الاقليم ناشدهم فيه "تناسي خلافاتهم الطائفية والعرقية". وقال في كلمة ألقاها في حشد من الألبان المرحبين به في بريشتينا: "ان الحلف الاطلسي قاتل من اجل العدالة وان ذلك ينبغي ان ينطبق على كل المواطنين مهما كانت قوميتهم او دينهم". واعتبر بيان للحكومة اليوغوسلافية نشرته امس وكالة "تانيوغ" للانباء ان اعلان قمة ساراييفو هو "مواصلة لنهج سياسة الضغوط والتهديد التي تستخدمها الادارة الاميركية منذ فترة لادخال منطقة البلقان بكاملها ضمن هيمنتها". واعتبرت الوكالة ان حرمان الحكومة اليوغوسلافية من المشاركة في مؤتمر ساراييفو جاء "بسبب رفض يوغوسلافيا المخططات الاميركية العداوينة في جنوب شرقي اوروبا". واشار البيان الى ان على المجتمع الدولي ان يعلم بأن يوغوسلافيا هي اكبر دولة بلقانية مساحة وسكاناً واقواها اقتصاداً، "ولا يمكن من دونها تحقيق الاستقرار في المنطقة مهما تضمن اعلان ساراييفو من امنيات جميلة ووعود رنانة خلت من اساس واقعي لتحقيقها". على صعيد آخر، شكلت حكومة بلغراد "مجلساً وطنياً" لاقليم كوسوفو مكوناً من 41 عضواً من مؤيديها من كافة اعراق الاقليم برئاسة زوران انجليكوفيتش. واعتبرت بلغراد هذا المجلس "الجهة المخولة من قبلها للاتصالات مع المؤسسات الدولية والاطراف المحلية في الاقليم". الى ذلك تواصلت التظاهرات في صربيا للمطالبة باستقالة الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش. لكن المراقبين لا يزالون يعتبرونها متواضعة جداً من حيث عدد المشاركين فيها. وكانت الولاياتالمتحدة اعلنت اثناء قمة ساراييفو انها "ستخصص عشرة ملايين دولار لمساعدة الديموقراطية في صربيا ودعم وسائل الاعلام المستقلة وجماعات المعارضة".