عاد الزعيم الألباني المعتدل ابراهيم روغوفا الى كوسوفو في ظل صراع مع قيادة جيش التحرير على زعامة الألبان في الاقليم. وفي غضون ذلك دعا قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الجنرال ويسلي كلارك الالبان في كوسوفو الى الكف عن اقامة التظاهرات المناوئة لانتشار القوات الروسية في الاقليم "التي ستتوزع حسب الاتفاق في شأنها خلال ثلاثة أسابيع". أفاد ناطق باسم قوات حلف شمال الأطلسي في كوسوفو أمس ان الجنرال ويسلي كلارك التقى القائد العسكري لجيش تحرير كوسوفو الجنرال اغيم تشيكو في بريشتينا وأبلغه ان الوحدات الروسية هي جزء من قوات حفظ السلام الدولية. وشدّد على أهمية دور هذه القوات في عملية الاستقرار و"الدرجة العالية من المهارة التي أظهرتها في البوسنة" مؤكداً ان "لا مبرر للخوف منها في كوسوفو". واثنى الجنرال كلارك على التزام قيادة جيش تحرير كوسوفو بتنفيذ تعهداتها في شأن نزع سلاح المقاتلين الألبان. وأشار الى أنه "لا يوجد ما يدعو الى التشكيك في صدقية جيش التحرير تجاه تعهداته الواردة في الاتفاق معه". واجتمع الجنرال كلارك مع قائد قوات حفظ السلام الدولية في كوسوفو الجنرال مايكل جاكسون وقوّما الوضع بعد شهر من انتشار القوات الدولية واعتبراه ايجابياً. روغوفا ووصل الزعيم الألباني ابراهيم روغوفا الى بريشتينا أمس للمرة الأولى منذ غادرها قبل حوالى 70 يوماً. واستقبله آلاف الألبان الذين أكدوا ترحيبهم به وتأييدهم له. وزار روغوفا رئيس بعثة الأممالمتحدة في الاقليم سرجيو دي ميلو واجرى معه محادثات وصفها المراقبون بأنها مؤشر على أنه لا يزال يعتبر نفسه الممثل الشرعي لألبان كوسوفو. وأفاد روغوفا في تصريح صحافي انه يعتزم اجراء محادثات مع قادة كل الأحزاب السياسية في الاقليم بما في ذلك جيش تحرير كوسوفو، "من أجل إعادة وحدة الصف الألباني في المرحلة الحاسمة الراهنة". وكان روغوفا رفض الاعتراف بالحكومة الموقتة لألبان الاقليم التي شكلها المسؤول السياسي لجيش التحرير هاشم ثاتشي في العاصمة الالبانية تيرانا أثناء غارات حلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا، بالرغم من وجود حكومة لألبان كوسوفو في المنفى برئاسة بويار بوكوشي المؤيد لروغوفا منذ 8 سنوات. وظهر روغوفا منذ انسحاب القوات الصربية من كوسوفو في منافسة شديدة مع قادة جيش التحرير على زعامة ألبان الاقليم ورفض الاجتماع مع ثاتشي على رغم الدعوات التي وجهها له. وكان روغوفا حتى وقت قريب، يتمتع بتأييد غالبية ألبان كوسوفو. وانتخب عام 1992 بالاقتراع العام رئيساً لجمهورية كوسوفو المعلنة من جانب واحد. ثم أعيد انتخابه في آذار مارس 1998. ويحظى حزبه: "الاتحاد الديموقراطي الألباني" بمعظم مقاعد برلمان الاقليم الذي لا تعترف به حكومة بلغراد. يوغوسلافيا على صعيد آخر، بدأ برلمان صربيا مناقشة تحويل قسم من المراسم الطارئة التي كانت اصدرتها الحكومة أثناء غارات حلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا الى قوانين بموافقة نواب البرلمان، فيما تستعد الأحزاب الصربية المعارضة لتنظيم تظاهرات كبيرة في بلغراد والمدن الأخرى غداً السبت. وذكر زعيم حزب النهضة الصربية الجديدة فوك دراشكوفيتش في تصريح أمس انه "ينبغي استخدام المزيد من الضغط الشعبي لتغيير الأوضاع في يوغوسلافيا بأسرع وقت". وأشار الى أنه سيقود حملة شعبية لإسقاط الرئيس ميلوشيفيتش. لكنه استبعد التعاون مع التظاهرات التي يقودها رئيس الحزب الديموقراطي زوران جينجيتش "لفشل تجربة سابقة قبل نحو ثلاث سنوات". وكان الحزب الديموقراطي الذي يقود تجمعاً من أحزاب عدة معارضة باسم "التحالف من أجل التغيير"، بدأ حملة لجمع التواقيع المطالبة بإسقاط ميلوشيفيتش، اضافة الى مواصلة التظاهرات في المدن التي تتمتع فيها المعارضة بنفوذ كبير خصوصاً في مناطق الأقليات القومية. وتعرض الذين يتولون جمع التواقيع في شوارع بلغراد الى اعتداءات من جماعات مؤيدة للحكومة التي هددتهم وقامت باتلاف الأوراق التي كانت تضم التواقيع.