أكد المسؤول السياسي لجيش تحرير كوسوفو هاشم ثاتشي ان الألبان لم يعد بامكانهم العيش في صربيا فيما عكفت القوات الدولية في الاقليم على التحقيق في تقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في الاقليم. قالت قوة حفظ السلام الدولية في كوسوفو امس الجمعة ان التحقيق جار في تقارير عن "وجود مقبرة جماعية جديدة ربما تحتوي ما يصل الى 350 جثة". وأوضح الناطق باسم القوة الميجر جان جوستن في تصريح صحافي في بريشتينا ان الكتيبة الايطالية في القوة اكتشفت المقبرة قرب قرية ليوبنيتش جنوب مدينة بيتش غرب الاقليم و"هي الأكبر التي يتم العثور عليها حتى الآن". وأضاف الناطق ان عدد الضحايا التقديري جاء على اساس شهادات وردت من السكان المحليين من ألبان كوسوفو. وأوضح ان خبراء محكمة جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، "سيبدأون التحقيق في الموقع الذي منع الوصول اليه". ومن جهة اخرى، أفاد الممثل الخاص للأمم المتحدة للشؤون الانسانية في بريشتينا دينيس مكنمارا ان الضرر الذي لحق بالمساكن والنظام الصحي والخدمات الأساسية الاخرى في كوسوفو كبير و"يجب اصلاحه بصورة ملحة". وأوضح ان هذا التقدير "اعتمد على الضرر الذي لحق ب141 قرية من بين نحو ألفي قرية في كوسوفو". وأضاف ان "40 في المئة من المياه ذات نوعية رديئة وان الكثير من الآبار وموارد المياه لوثت بجثث آدمية وجيف حيوانات". وتابع ان "88 في المئة من القرى يفتقر الى منشآت الرعاية الصحية وان اكثر من نصف هذه المنشآت دمّر". وحذر مكنمارا من ان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم التحدة "ليس لديها من الأموال ما يكفي لتغطية متطلبات الشهر الجاري". إلى ذلك قال "رئيس وزراء حكومة كوسوفو المؤقتة" هاشم ثاتشي في مقابلة صحافية ان "الحياة المشتركة مع صربيا غير مقبولة بالنسبة للغالبية الساحقة من شعب كوسوفو … افقدت الفظاعات اي شرعية لهيمنة بلغراد على كوسوفو". وأكد ثاتشي ان "حكومته" التي قاطعها الزعيم الألباني المعتدل ابراهيم روغوفا هي "هيئة كاملة الشرعية لأنها شكلت بعد محادثات بين كل القوى السياسية الألبانية الممثلة في رامبوييه … الادارة المدنية الدولية والحكومة لا يمكنهما العمل بشكل منفصل". وأضاف: "اني احترم الاتحاد الديموقراطي لألبان كوسوفو" بزعامة ابراهيم روغوفا. لكن هذا الاخير "قاطع الحقائق الجديدة التي تولد هنا حالياً". وفي الوقت نفسه، أكد روغوفا انه "سيعود الاسبوع المقبل الى كوسوفو للمساهمة في اعادة بناء الاقليم وإعماره". وأضاف في تصريح صحافي انه لا يزال يعتبر نفسه "رئيس كوسوفو المنتخب" ويرى ان بريشتينا تعيش "فترة انتقالية". وقال ان جيش تحرير كوسوفو "يجب ان يتحول الى تنظيم سياسي او الى قوة شرطة مثلما تنص الاتفاقات". ورأى روغوفا من جهة اخرى، ان يوغوسلافيا "لم تعد قائمة" وانه "لم يعد هناك معنى للحديث عن وحدة اراضي بلد لم يعد موجوداً". ورفض فكرة "ألبانيا الكبرى" لأن "الألبان وسكان كوسوفو شقيقان، كل في منزله" وان هذا قد يخلق "مشاكل جديدة". وتطرق روغوفا الى لقائه مع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش في بلغراد خلال عمليات القصف الأطلسية فقال انه "كان رهينة" وان "اتصالاته انقطعت تماماً" في بريشتينا. وكان روغوفا الذي يرأس الاتحاد الديموقراطي لألبان كوسوفو وصل الى روما في الخامس من ايار مايو الماضي ولم يعد الى بريشتينا بعد انسحاب القوات الصربية منها. ومعلوم ان روغوفا كان انتخب بالاقتراع العام رئيساً لجمهورية كوسوفو التي اعلنها الألبان من طرف واحد عام 1992 وأعيد انتخابه في اذار مارس 1998. ومن جهة اخرى، اصدرت قيادة جيش تحرير كوسوفو بياناً نشرته صحيفة "كوخا ديتورا" الألبانية الصادرة في بريشتينا امس، اعترف فيه الجيش بأن عناصر "مخربة" تابعة له "انتهزت الأوضاع غير المستقرة في الاقليم وقامت بسرقة البيوت وممارسة اعمال العنف". وعلى صعيد آخر، اكد جون هامر مساعد وزير الدفاع الاميركي ان البنتاغون "قرر مراجعة المشاكل التي نشأت خلال الحرب في كوسوفو التي استمرت 11 اسبوعاً في مجالات نشر القوات والاستخبارات العسكرية والحرب في اطار تحالف من الدول". ويأتي الاعلان عن هذه الدراسة وسط انتقادات لجدوى عمليات القصف وشكاوى الجيش الاميركي من ان القيود المفروضة من حلفاء الولاياتالمتحدة، أدت الى اطالة فترة العمليات. وقال هامر ان الهدف من هذا التحقيق هو فهم "ما احسنا القيام به وما أسأنا القيام به ودراسة كيفية خوض حرب افضل في المرة المقبلة". ويذكر ان الرئيس الاميركي بيل كلينتون كان هدد اثناء وجوده في البلقان بعد بدء انتشار قوات حلف شمال الاطلسي في كوسوفو، بأن بلاده ستفعل ما قامت به في يوغوسلافيا ضد اي دولة تتصرف كما فعلت بلغراد.