دعت باكستانالهند امس الى "المصالحة" لتجنيب المنطقة حرباً شاملة، فيما تابع قائد القوات المركزية الأميركية الجنرال انطوني زيني لقاءاته مع المسؤولين السياسيين والعسكريين في اسلام اباد لإقناعها بسحب المقاتلين الاسلاميين الذين تشن نيودلهي حملة برية وجوية عليهم. وأكدت الهند انها لن تلاحق المقاتلين داخل الأراضي الباكستانية. وزار رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أمس القوات المرابطة عند الخط الفاصل بين بلاده والهند ودعا نيودلهي الى اجراء "مصالحة" للحيلولة دون وقوع حرب شاملة "لا أحد يعرف مدى الدمار الذي ينتج عنها". كما دعا شريف المجتمع الدولي الى بذل جهوده "لوضع حد للموقف المتدهور". ورداً على سؤال ل"الحياة" هل تريد باكستان تدخلاً دولياً قال وزير الخارجية سرتاج عزيز: "نريد ممارسة ضغوط دولية لدفع الهند الى الحوار والتفاوض، ونرحب بالمساعي الحميدة لنزع فتيل التوتر". والتقى الجنرال الاميركي انطوني زيني امس قائد الجيش الباكستاني برويز مشرف الذي كرر على مسامعه موقف اسلام اباد الداعي الى الحوار لحل ازمة كشمير التي تفجر الصراع بين الفترة والاخرى، وليس على اساس سحب المسلحين الذين "تدعي الهند انهم باكستانيون". وفي واشنطن اعلن الناطق باسم مجلس الأمن القومي مايك هامر ل"الحياة" ان الرئيس بيل كلينتون طلب من الجنرال زيني اجراء محادثات في باكستان مع المسؤولين العسكريين والسياسيين لمناقشة كيفية التوصل الى وقف القتال في كشمير. وقال هامر ان زيارة زيني الحالية لباكستان جزء من اتصالات الولاياتالمتحدة مع الحكومتين الهنديةوالباكستانية، وكان الرئيس كلينتون بدأها بالتحدث مباشرة مع زعيمي البلدين. وأكد هامر ان هدف الادارة هو تأمين انسحاب القوات التي تدعمها باكستان من داخل المنطقة و"دعوة الجانبين الى ضبط النفس والى وقف القتال والعودة الى الحوار الثنائي كجزء من عملية لاهور". وفي نيودلهي أكدت الهند انها لن تدخل الى الأراضي الباكستانية لملاحقة المقاتلين الاسلاميين المتحصنين في جبال كشمير، نافية بذلك هذا الاحتمال الذي يتطرق اليه القادة العسكريون. ووافقت الهند على استقبال مسؤول أميركي كبير لمناقشة النزاع الدائر منذ ستة أسابيع، لكنها اكدت مجدداً انها لا تريد أي وساطة في هذا المجال. وقال رئيس الوزراء أتال بيهاري فاجبايي: "صحيح ان هناك صعوبات، لكن على رغم كل شيء لا ننوي اختراق خط المراقبة الى الجانب الآخر".