غادر حوالى 50 ألف صربي اقليم كوسوفو منذ بدء انسحاب القوات الصربية قبل عشرة ايام، وأفادت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في بريشتينا ان حوالى 50 ألف لاجئ الباني كانوا في البانيا ومقدونيا عادوا الى ديارهم في الاقليم. ودعت الأممالمتحدة والحكومة الاميركية الصرب في كوسوفو للبقاء في الاقليم "لأن قوات حفظ السلام الدولية تضمن امن وسلامة جميع السكان". ومن جانبها ناشدت حكومة بلغراد الصرب عدم الرحيل "للمحافظة على مواطن الاجداد المقدسة". وأضافت انها واثقة من ان القوات الدولية "لن تفرق بين السكان على اختلاف انتماءاتهم القومية والدينية". وكان بطريرك الكنيسة الارثوذكسية الصربية بافلي انتقل من بلغراد الى مقر البطريركية التراثي قرب مدينة بيتش في غرب الاقليم "لحض الصرب على البقاء في كوسوفو". والتقى قائد قوات الحلف الاطلسي في كوسوفو الجنرال مايكل جاكسون مواطنين صرباً في بريشتينا وأبلغهم ان موقف القوات الدولية "سيكون توفير الحياة الآمنة المستقرة لكل سكان الاقليم"، ودعا الصرب الى عدم المغادرة وأوضح "انه ليس هناك ما يدعو الى الخوف من عودة اللاجئين الألبان". من جهة اخرى، ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية ان مجموعة من جيش تحرير كوسوفو استولت على بلدة سربيتسا وسط الاقليم "امام اعين الجنود الفرنسيين". وأضافت الوكالة ان مقاتلين من جيش التحرير احتجزوا راهبات صربيات في بلدية ميتروفيتسا الى الشمال من سربيتسا. على صعيد آخر، اكدت القوات البريطانية في كوسوفو حصول مجازر رهيبة في الاقليم وان خبراء من محكمة جرائم الحرب في لاهاي "سيتولون قريباً التحقيق في المقابر الجماعية والممارسات غير الانسانية واتخاذ الاجراءات القانونية ضد منفذيها". وكان اقليم كوسوفو شهد حوادث عنف استهدفت مدنيين وصحافيين خلال ال24 ساعة الاخيرة وحمّل مصدر في القوات الدولية مسؤوليتها "بعض عناصر الميليشيا الصربية الذين لم ينسحبوا من الاقليم ومن جماعات غير منضبطة في جيش تحرير كوسوفو". وأشار مراقبون في بريشتينا الى ان القوات الاطلسية "لا تزال تجد صعوبة كبيرة في تحقيق هدفها في توفير الأمن والاستقرار بصورة كاملة في الاقليم". جرائم حرب ودخل محققون في جرائم الحرب تابعون للامم المتحدة الى كوسوفو أمس لانجاز مهمة شاقة تتعلق بجمع ادلة على قتل نحو عشرة الاف من السكان الالبان وتقديم مرتكبي هذه الجرائم الى العدالة. وأفاد متحدث باسم المحكمة ان المجموعة الاولى من عشر فرق من محكمة مجرمي الحرب الدولية عبرت الحدود الى الاقليم في نقطة لم يكشف عنها. وستدخل مجموعة ثانية من 12 شخصا الاقليم اليوم. ومن المقرر في نهاية الامر ان تنتشر 14 وحدة تحت حماية قوات حفظ السلام الدولية لجمع ادلة على ما تعرض له عشرات الآلاف من المدنيين من اغتصاب وقتل وتعذيب. وقال غراهام بليويت نائب المدعي العام: "نتوقع ان يكون ما سنعثر عليه في كوسوفو اكبر من طاقتنا". وأضاف بنبرة واثقة "انه امر مروع ولكن اذا التزمنا خطتنا سنحقق اهدافنا". ومن شأن الأدلة التي سيجمعها المحققون دعم القضية المرفوعة ضد الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش الذي اتهمته المحكمة الدولية الشهر الماضي بارتكاب جرائم حرب كما ستؤدي بشكل شبه مؤكد الى توجيه اتهامات جديدة ضده وضد أعضاء آخرين في الحكومة. ولن يفحص المحققون الدائمون في المحكمة وعددهم 70 شخصا وحوالى مئة خبير الا الاماكن التي تصنف على انها "ذات اهمية قصوى" لقضيتهم ضد النخبة الحاكمة في يوغوسلافيا. وأوضح بليويت "نتطلع الى ادلة تساعدنا على اثبات وجود جرائم منظمة واسعة النطاق في انحاء كوسوفو. ونتوقع اننا سنكون قادرين على اثبات تورط زعماء سياسيين وعسكريين في هذه النوعية من الاعمال الاجرامية".