أدلى الناخبون في كوسوفو أمس، بأصواتهم في انتخابات نيابية تشكّل اختباراً لرئيس الوزراء المنتهية ولايته هاشم تاجي، إذ يخيّم إحباط بسبب الفساد والفقر بعد 6 سنوات على انفصال الإقليم عن صربيا. ويسعى تاجي (46 سنة) الذي يقود كوسوفو منذ 7 سنوات، إلى ولاية ثالثة، علماً أنه كان أحد قادة «جيش تحرير كوسوفو» الذي حمل السلاح أواخر تسعينات القرن العشرين، للانفصال عن صربيا خلال عهد سلوبودان ميلوسيفيتش. وفي غياب استطلاعات للرأي جديرة بالثقة، يرجّح محللون فوز «الحزب الديموقراطي لكوسوفو» الذي يقوده تاجي، و»الرابطة الديموقراطية لكوسوفو»، أبرز أحزاب المعارضة بقيادة عيسى مصطفى. وقال تاجي بعدما أدلى بصوته في العاصمة بريشتينا: «دولتنا دولة أوروبية جديدة تحظى بفرص عظيمة، وأنا مُلتزم تحقيق الاستفادة القصوى منها». لكن تاجي أضعفه الوضع الاقتصادي السيء ونسبة البطالة التي تطاول 35 في المئة من سكان كوسوفو (1.8 مليون) حيث يتنامى شعور بالإحباط إزاء تقدّم الإقليم منذ استقلاله عن صربيا عام 2008، والذي لا تعترف به بلغراد. كما يستشري الفساد وتتفاقم الجريمة المنظمة في كوسوفو حيث يعيش 47 في المئة من السكان تحت خط الفقر، بنحو 80 يورو شهرياً، فيما يبلغ متوسط الأجور شهرياً 350 يورو. وقال محمد ماكشتينا، وهو تاجر في بريشتينا: «هذه الطبقة القديمة من الساسة موجودة منذ 15 سنة وتربّحت لفترة طويلة. حان وقت رحيلهم وترك الشبان والمتعلمين يحكموننا». ورسّخ تاجي موقع كوسوفو على طريق التقارب مع الاتحاد الأوروبي، من خلال إبرام اتفاق تاريخي هدفه تحسين العلاقات مع صربيا، برعاية المفوضية الأوروبية عام 2013. لكن الحكومة الجديدة ستواجه تحدياً خلال أسابيع، إذ يُتوقّع أن تصدر قوة مهمات خاصة تابعة للاتحاد الأوروبي، نتائج تحقيق في شأن مزاعم بانتزاع ميليشيا كوسوفو أعضاء بشرية من أسرى حرب صرب وبيعها في السوق السوداء، خلال الحرب عامي 1998 و1999. ومشاركة الأقلية الصربية في الاقتراع، أساسية لتقارب بريشتينا مع الاتحاد. وسيتوجّه 80 ألف صربي يعيشون في جيوب وسط غالبية ألبانية، إلى مراكز الاقتراع كما حدث في الانتخابات السابقة. لكن في شمال كوسوفو المحاذي لصربيا، حيث يشكّل حوالى 40 ألف صربي غالبية السكان ولا تُمارِس بريشتينا أي سلطة عملياً، تبدو مشاركتهم للمرة الأولى غير مؤكدة، علماً أن 10 مقاعد خُصِّصت للصرب في برلمان كوسوفو الذي يضم 120 مقعداً. واعتبرت الحكومة الصربية التي بدأت مطلع السنة مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، أن «المشاركة في الانتخابات واجب على كل صربي يعيش في كوسوفو». لكن دراغان ماكسيموفيتش، وهو رجل قانون مقيم في الشطر الصربي من مدينة كوسوفسكا ميتروفيتسا، أعلن أنه «لن يصوّت»، وزاد: «لا أحبّ الطريقة التي تعاملنا بها بلغراد. يحاولون إقناعنا بأنهم يعرفون ما هو الأفضل لنا. ووجود نواب في برلمان كوسوفو لا يعني شيئاً لي، ولن يهتموا بمشكلاتنا».