رفع حلف شمال الأطلسي أمس الأربعاء درجة جهوزيته استعداداً لمواجهة الوضع الخطير في كوسوفو، فيما حركت الولاياتالمتحدة قطعاً بحرية بينها حاملة الطائرات "يو اس اس انتربرايز" باتجاه البحر الادرياتيكي وميناء برينديسي في جنوبايطاليا حيث قاعدة الأطلسي. وجاء ذلك في وقت عاد قائد قوات الحلف الجنرال ويسلي كلارك إلى بروكسيل بتقرير سلبي عن محادثاته في بلغراد في شأن بقاء رئيس بعثة المراقبين الدوليين وليام ووكر في كوسوفو، والسماح للمدعية العامة لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي لويز اربور بالتحقيق في المجزرة التي وقعت يوم الجمعة الماضي في قرية راتشكا إلى الجنوب من العاصمة بريشتينا. وأعلن وزير الخارجية النرويجي كنوت فوليباك، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية، أنه طلب من ووكر تحدي قرار بلغراد طرده وعدم مغادرة كوسوفو ومواصلة مهماته فيها. وفي الوقت نفسه، أعلنت اربور أنها قررت مغادرة مقدونيا، متخلية عن مساعيها في التحقيق في مجزرة راتشكا، وذلك بعدما رفضت الشرطة الصربية الحدودية مرتين السماح لها بدخول كوسوفو. وعارضت روسيا على لسان وزير خارجيتها ايغور ايفانوف أي تدخل للحلف الأطلسي عسكرياً في مشكلة كوسوفو، فيما اتخذ مجلس الدوما الروسي البرلمان قراراً مؤيداً للصرب. واتجهت الأنظار إلى الاجتماع الذي تعقده مجموعة الاتصال الدولية في لندن غداً الجمعة بعدما تم تأجيله 48 ساعة في انتظار ما سيعود به المندوب الروسي في اللجنة الكسندر ايفغيف، الذي التقى أمس في بلغراد مع الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش. لكن الموقف في باريس كان مختلفاً، إذ استقبل وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين أمس نظيريه الألباني باسكال ميلو والألماني جوشكا فيشر، وأجرى معهما محادثات تركزت على الوضع القائم في كوسوفو. وأشارت مصادر فرنسية مطلعة إلى أن فيدرين ركز خلال لقائه مع ميلو على "ضرورة الضغط على المنشقين عن جيش تحرير كوسوفو لكي يحترموا وقف اطلاق النار ويقبلوا بالمفاوضات المباشرة مع بلغراد". عنف متواصل وجاء ذلك في وقت تواصل القصف الصربي أمس بصورة متقطعة في اقليم كوسوفو وشمل قرية راتشكا والقرى المحيطة بها إلى الجنوب من بريشتينا. وأبلغت مصادر منظمات الاغاثة الصحافيين ان ما لا يقل عن خمسة آلاف الباني من سكان هذه القرى، نزحوا عن ديارهم إلى ملاجئ خارج مناطق القصف الصربي. وأضافت هذه المصادر ان "عدد النازحين الذين تحولوا إلى مناطق أخرى في كوسوفو يبلغ حالياً أكثر من 180 ألف ألباني. وأفاد مركز الاعلام الألباني في كوسوفو ان القصف الصربي امتد إلى بلدية ميتروفيتسا في الشمال الغربي من الاقليم، خصوصاً على قرية فوتشوترن. كما شوهدت قوات صربية كبيرة تنتشر حول قرى عدة في بلدية بودوييفو في الشمال الشرقي. وأضاف المركز انه "يسود الاعتقاد ان الصرب يستعدون للقيام بمجزرة في الشمال شبيهة بالتي ارتكبوها في راتشكا وذلك لارهاب السكان كي يوقفوا تعاونهم مع مقاتلي جيش تحرير كوسوفو الذي له معاقل عدة في المناطق الشمالية من الاقليم".