صدر للكاتب عرفان نظام الدين كتاب عن دار الساقي لندن عنوانه "آخر كلمات نزار: ذكريات مع شاعر العصر". ويتضمّن آخر ما قاله الشاعر الراحل ويمكن اعتباره وصيّته في الحياة والثقافة. ويهدي الكاتب "خلجة" الى نزار يقول في مطلعها: "اشتاق الورد لعطرك / واشتاق الياسمين لغزلك / واشتاق الحب لقلبك / واشتاق الناس لاشعارك...". ويروي الكاتب قصة كتابه في المقدمة وهي تعرّف بجهده خير تعريف، ومما قال فيها: "كنا مجموعة من الاصدقاء نتحدث عن الشاعر الراحل الكبير الاستاذ نزار قباني وحب الجماهير العربية له والأثر الخالد الذي تركه للأجيال في الشعر والأدب والجماليات والأسلوب والتعامل الإنساني والأخلاق والتمسّك بالقيم والصراحة والموضوعية وفن الحوار. السؤال الذي حيّرنا جميعاً هو: كيف يمكن ان نكرّم هذا الانسان الرائع ونحيي ذكراه ونحافظ على تراثه، ولا سيما ان الذكرى السنوية الأولى لوفاته 30 نيسان ابريل 1998 صارت قاب قوسين وأدنى منا. وكان الحوار في مطلع العام الجديد 1999. والتفت إليّ الاصدقاء وكأنهم قرروا اصطيادي، وقالوا لي بعد ان اتفقوا من قبل على رأي واحد: لماذا لا تكتب أنت عن نزار، الوجه الآخر، وخصوصاً أنك كنت قريباً منه، ولا سيما في الآونة الاخيرة وخلال فترة مرضه. قلت، إن الكتابة عن أخي الكبير وشاعر العصر تشرفني، بل أنا كتبت عشرات المقالات عن جوانب مختلفة من إبداعاته ونبع عطائه الذي لم ينقطع إلا بعد ان تمكن منه المرض بعد ان صمد شاعرنا الراحل سنوات طويلة في صراع مرير معه الى ان صرعه في ذلك اليوم الحزين الذي بكت فيه العصافير والاشجار والجماهير العربية من المحيط الى الخليج وفي ديار المهاجر والاغتراب. وأضفت: إن عندي افكاراً تتصارع في رأسي وفكري وذكرياتي تصبّ كلها في مشروع كتاب واحد يرسم صورة بانورامية لنزار قباني من خلال معرفتي به وما سمعته وما رأيته، وفي ضوء تجربتي المتواضعة مظللة بمحلتي واحترامي له واعجابي بشعره وأسلوبه وأخلاقياته" فقد كان لي بمثابة الأب الروحي المعطوف والأخ الحنون والصديق الوفيّ والصديق الوفيّ والحكيم الناصح والموجّه بأدب ودماثة خلق وموضوعية وصدق. وفكرت في ان يكون عنوان الكتاب آخر أيام نزار أو ذكريات مع نزار قباني أو شاعر العصر، الوجه الآخر... أو... آخر كلمات نزار قباني - ذكريات مع شاعر العصر... وقبل أن أكمل، هتف الأصدقاء: هذا هو العنوان: آخر كلمات نزار قباني... "فاعقلها وتوكل" واعتزل الناس لتفرغ ما في جعبتك من ذكريات وتسجّل ما شهدت وما سمعت منه... وعنه بأمانة وصدق وتفصيل".