حذرت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، أمس، من حرب تندلع داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان. وصدر هذا التحذير بعد إقدام عناصر مسلحة، ليل أول من أمس، على احتلال نادٍ ثقافي للجبهة في مخيم البداوي شمال طرابلس، استخدمت خلاله الأسلحة الرشاشة، وقتل فيه عضو الجبهة أحمد شاكر شاهين 22 عاماً، وجرح عضو آخر هو عطا محمود دحبوري 21 عاماً. وأصدرت الجبهة بياناً رسمياً في دمشق، اتهمت فيه حركة "فتح - الانتفاضة" التي يتزعمها أبو خالد العملة، بتدبير الهجوم. وكانت العلاقات بين الجبهة الديموقراطية وحركة "فتح - الانتفاضة" تدهورت بعد حادث المصافحة في عمّان بين الرئيس الإسرائيلي عيزرا وايزمان والأمين العام للجبهة الديموقراطية نايف حواتمة، أثناء تشييع الملك حسين. وشنت "فتح - الانتفاضة" حملة عنيفة ضد الجبهة الديموقراطية تطورت إلى إسقاط عضوية "الجبهة" في لجنة المتابعة المنبثقة من المؤتمر الوطني الذي انعقد في دمشق وأعلن معارضته لتعديل الميثاق الفلسطيني. وحدثت بعد ذلك مواجهات ذكرت الجبهة منها اصابة أحد اعضائها عبدالرحمن ذيب بجروح قبل شهر من الآن في مخيم العائدين قرب مدينة حماه السورية. كذلك قيام عناصر بنزع صور شهداء الجبهة في مخيم شاتيلا في بيروت، والعبث بأكاليل الورد المقدمة باسم الجبهة إلى نصب الجندي المجهول في مقابر الشهداء في مخيم اليرموك قرب دمشق خلال أيام عيد الأضحى. وقال خالد الفاهوم، رئيس "جبهة الانقاذ الوطني الفلسطيني" لپ"الحياة" في دمشق، إنه قرر تشكيل لجنة للتحقيق في الاشتباكات. وأضاف ان الوضع "مسيطر عليه ميدانياً، ولن نسمح بأي اقتتال فلسطيني، خصوصاً في لبنان". وتضم لجنة التحقيق خمسة فصائل فدائية. وأصدرت تسعة فصائل فدائية في مخيمات لبنان بياناً أمس روت فيه ما جرى في مخيم البداوي، واعتبرت الحادث فردياً، وقررت منع المظاهر المسلحة في المخيم، وإعادة المقر المحتل إلى الجبهة الديموقراطية. من جهة أخرى، نفت حركة "فتح - الانتفاضة" مسؤوليتها عن أحداث مخيم البداوي، وقالت مصادرها إن شخصاً يدعى علي أبو الشوك، وهو منشق عن الجبهة الديموقراطية، نفذ الهجوم بمشاركة بعض المسلحين، ولا علاقة لحركة "فتح - الانتفاضة" بذلك.