واشنطن، بروكسيل، بلغراد، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أعلن الحلف الأطلسي أنه من "المبكر" التفكير في تغيير استراتيجيته العسكرية القائمة على الضربات الجوية. وواصلت طائرات الحلف غاراتها أمس على يوغوسلافيا، فأصابت محطة للتلفزيون الصربي في كوسوفو. ودوت صفارات الانذار والانفجارات في بلغراد وسائر المدن اليوغوسلافية، ولم يبلغ عن وقوع اصابات في صفوف المدنيين. وصرح الناطق باسم جيمي شي أمس أنه تم اصابة حوالى 150 هدفاً في عمليات القصف الجوي الاطلسية منذ بدء الحرب ضد يوغوسلافيا في 24 آذار مارس الماضي، مؤكداً أن العملية الاطلسية "فعالة". للمرة الاولى، منذ بداية الغارات، يكشف الحلف عدد الاهداف التي قصفتها طائراته. إلا أن الناطق باسم الحلف لم يحدد إذا كانت هذه الاهداف دمرت تماماً أو اصيبت بأضرار فقط. وقال جيمي شي إن الحلف "دمر الكثير من التجهيزات والعربات" والادارة المركزية "للانظمة المضادة للطائرات ونصف طائرات الميغ 29" التابعة للجيش اليوغوسلافي، الى جانب "مقرين مهمين لقيادتين عسكريتين" من اصل ثلاثة و"50 في المئة من احتياط البنزين" اليوغوسلافي و"أنظمة قيادة واتصالات" وسبب اضراراً في "خطوط الاتصالات والجسور". وأعلن القائد الاعلى للقوات الحليفة في اوروبا الجنرال الاميركي ويسلي كلارك لشبكة التلفزيون الاميركية "سي. بي. اس" الجمعة أن الضربات الجوية التي بدأها الاطلسي في 24 آذار مارس "فاعلة وذات صدقية. ومن المبكر جداً أن نقرر اعتماد أي استراتيجية أخرى"، رافضاً، ضمناً، خيار القوات البرية وأي مراجعة للاستراتيجية العسكرية الاطلسية. وأعرب كلارك عن "قلقه الشديد" من معلومات مفادها ان عشرات آلاف اللاجئين محجوزون في الهواء الطلق في كوسوفو، لكنه استبعد في الوقت الحاضر خيار إلقاء مساعدات إنسانية من الجو لعدم معرفة مكانهم بالتحديد وعدم ضمان وصول المساعدات اليهم. وذكرت وكالة "تانيوغ" اليوغوسلافية أمس ان طائرات الأطلسي ألحقت أضراراً بمحطة ارسال للتلفزيون الصربي "ار. تي. اس" مساء الجمعة على جبل غوليس القريب من بريشتينا كبرى مدن اقليم كوسوفو. واضافت الوكالة ان سكان بريشتينا باتوا غير قادرين على التقاط برامج "ار. تي. اس". وقال مراسل وكالة "فرانس برس" إن أصداء انفجارين سمعا في بريشتينا ثم أصداء أربعة انفجارات أخرى قبيل الساعة الثانية بعد منتصف الليل. ولم تتوافر تفاصيل اخرى عن طبيعة هذه الانفجارات أو أهدافها. ولم ترد المضادات الارضية اليوغوسلافية ولم يسمع هدير تحليق للطيران. وتعرضت محطات ارسال اخرى لتلفزيون "ار. تي. اس" منها الواقعة على جبلي فروسكا غورا 60 كلم شمال بلغراد وشيرني فره 100 كلم جنوب لقصف الأطلسي في الأيام الأخيرة. وفي بلغراد سمع دوي خمسة انفجارات مساء الجمعة. واستمرت الطائرات بالتحليق في سماء العاصمة اليوغوسلافية بعد سماع دوي الانفجارات. وأوضحت وكالة "تانيوغ" ان انفجارات أخرى سمعت صادرة عن أنشطة الدفاعات الجوية اليوغوسلافية. وعرض التلفزيون الصربي لقطات لمئات من سكان بلغراد تجمعوا في الشوارع لثني طائرات الحلف عن توجيه ضربات جوية إلى جسور المدينة. وأشارت تقارير إلى تجمعات أخرى في أنحاء البلاد وعند محطة ارسال تلفزيون بلغراد. وفي بون، أكد الوزير الألماني المنتدب للشؤون الخارجية غونتر فرهويغن مجدداً معارضة بلاده ارسال قوات برية إلى كوسوفو، مؤكداً بذلك تصريحات مماثلة أدلى بها وزراء المان والمتحدث باسم الحكومة. وقال فيرهويغن لصحيفة "ماغديبورغر فولكسشتيمي" ان المانيا "ترفض مشاركة قوات برية، والحجج التي تجعلنا نقف ضد تدخل بري منذ بداية عملية الحلف الأطلسي ما زالت قائمة". وأضاف: "هناك أسباب عسكرية وسياسية، ومن الصعب تقويم مخاطر ارسال قوات برية ستؤدي إلى ردود فعل من دول أخرى مثل روسيا".