دعا الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش مواطنيه إلى الثبات والتصدي في مواجهة الضربات الجوية لحلف شمال الأطلسي. وسمعت صفارات الانذار بعد ظهر جمس في مدينة بريشتينا عاصمة كوسوفو التي انقطع الاتصال بها من الخارج، فيما تواصل القتال العنيف في ضواحيها بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان. وظن المراقبون للوهلة الأولى أن الغارات الأطلسية بدأت، خصوصاً بعد الاعلام عن اقلاع قاذفات من طراز "بي - 52" من قواعدها في بريطانيا. لكن المسؤولين الصرب في كوسوفو قالوا إن صفارات الانذار كانت تجريبية. وفي محاولة لطمأنة الدول المجاولة ليوغوسلافيا ازاء عواقب عملية حلف شمال الأطلسي، أرسل الأمين العام للحلف خافيير سولانا رسائل إلى قادتها أبلغهم فيها أن الأطلسي سيدعم هذه الدول في حال تعرضها لأي خطر. وأكدت روسيا موقفها الداعم لبلغراد ومعارضتها لأي غارات جوية يقوم بها حلف شمال الأطلسي على الأراضي اليوغوسلافية. وأجرى رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف مكالمة هاتفية مع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش، أكد فيها أن روسيا لن تتخلى عن يوغوسلافيا. وأبلغ بريماكوف ميلوشيفيتش دعم الرئيس بوريس يلتسن وروسيا ليوغوسلافيا ومعارضتها بكل قوة للتهديدات الأطلسية. وفي محاولة لتخفيف التوتر بين بلديهما، أجرى الرئيس الأميركي بيل كلينتون اتصالاً بنظيره الروسي، طالباً منه ألا يؤدي الخلاف بينهما في مجال واحد كوسوفو إلى الاضرار بالعمل المشترك الذي يقومان به في مجالات عدة أخرى في العالم. وأعلن بوريسلاف ميلوشيفيتش، شقيق الرئيس اليوغوسلافي، وهو سفير بلاده في موسكو، ان بلغراد مستعدة لاستئناف المفاوضات مع البمعوث الأميركي ريتشارد هولبروك وذلك قبل أن يقع "العدوان"، لكن بلاده ستتصرف بشكل آخر في حال وقوعه. وردت مصادر الأطلسي في بروكسيل على هذا الاعلان بقولها إن الرئيس اليوغوسلافي ميلوشيفيتش يعرف أرقام هواتف الوسطاء الدوليين ويمكنه الاتصال بهم إذا غيّر موقفه. وخاطب الرئيس ميلوشيفيتش الشعب في يوغوسلافيا، مؤكداً صحة الموقف الذي اتخذه على أساسا أنه "تابع من المصالح القومية الصربية المصيرية". ودعا ميلوشيفيتش، في كلمة عبر التلفزيون، المواطنين إلى الثبات والتصدي "بكل السبل والوسائل التي يملكها وأن يتحمل الغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي الذي استخدم قضية كوسوفو لشن حرب عدوانية على بلاده". وعرض تلفزيون صوراً لقواعد عسكرية ظهر فيها الضباط والجنود وهم "مستعدون للدفاع عن الوطن ومنع ضياع اقليم كوسوفو". وأكد التعليق المرافق للصور أن كوسوفو "هو في موضع القلب من الأرض الصربية". وسمعت بعد ظهر أمس صفارات الانذار في بريشتينا اعقبها دوي انفجارات، ما أدى إلى هلع بين السكان. لكن الصفارات كانت ضمن التجارب الاحتياطية وأصوات الانفجارات ناتجة عن الاشتباكات في ضواحي المدينة. واستمر القتال العنيف في مناطق واسعة إلى شمال بريشتينا وغربها. وافادت بلغراد انها "ضمن عمليات تقوم بها القوات اليوغوسلافية لملاحقة الانفصاليين الارهابيين الألبان". ومن جهة أخرى، فتحت مقدونيا حدودها مع اقليم كوسوفو أمس، ما أدى إلى دخول حوالى 500 نازح ألباني إلى مقدونيا. وذكر بعض النازحين ان بين الذين دخلوا إلى مقدونيا ما لا يقل عن عشرين من جرحى جيش تحرير كوسوفو، نقلوا إلى مستشفى مدينة تيتوفو في غرب مقدونيا وهي مدينة غالبية سكانها من الألبان.