أعلن وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين أمس أن مصداقية حلف شمال الأطلسي أصبحت "على المحك" في المواجهة بين الحلف وبلغراد. وأكد أن أي تحرك عسكري ينفذه الحلف سيكون هدفه الحد من قدرة يوغوسلافيا على تهديد منطقة البلقان. وجاء كلام كوهين في مؤتمر صحافي في مقر وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون في وقت كثف المسؤولون الأميركيون مشاوراتهم مع شركائهم في الحلف الأطلسي، بشأن الحيلولة دون اتساع نطاق العنف في كوسوفو ليتحول إلى حرب شاملة. راجع ص7 وفي الوقت نفسه، لم يستبعد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير احتمال ارسال قوات برية إلى كوسوفو، مشيراً إلى أن الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش يعرض نفسه لردّ فعل عسكري سريع من "الأطلسي" إذا لم يتجاوب مع مطالب المجتمع الدولي. وجاء ذلك عشية اجتماع لمجموعة الاتصال حول البلقان يعقد في لندن اليوم ويتوقع ان يستمع إلى آخر الاقتراحات الروسية بشأن حل الأزمة، ينقلها مساعد وزير الخارجية الروسي الكسندر افرييف الذي أجرى أمس محادثات مع ميلوشيفيتش. وأعلنت بريطانيا عن ارسال طائرات قاذفة وصهريج جوي إلى قاعدة الأطلسي في ايطاليا حيث توجهت قطع بحرية أميركية في إطار التعزيزات لتدخل عسكري محتمل، فيما أبحرت إلى البحر الادرياتيكي حاملة الطائرات الأميركية "يو اس اس انتربرايز". لكن بلغراد بدت أمس مصممة على تحدي إرادة المجتمع الدولي وواصلت عملياتها ضد مقاتلي جيش تحرير كوسوفو، بعدما فشل القائد الأعلى لقوات الحلف الجنرال ويسلي كلارك في اقناع ميلوشيفيتش في التعاون مع بعثة المراقبين الدولية وفريق التحقيق في المجازر الصربية في الاقليم. وكان كلارك أفاد أنه أوضح لميلوشيفيتش ضرورة اجراء حل سياسي للنزاع في كوسوفو. وقال: "كنا معه في منتهى الصراحة والحدة وفي محادثات مباشرة وقوية استمرت 7 ساعات ونصف الساعة، أبلغناه مطالب المجتمع الدولي والنتائج التي يمكن ان تترتب على مزيد من تدهور الوضع في كوسوفو". يذكر ان حاملة الطائرات "انتربرايز" تقل 60 طائرة وتحمل صواريخ من طراز "كروز" وترافقها سفن حربية أخرى.