أفادت مصادر يوغوسلافية مطلعة ان الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش ابلغ رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف انه يقبل مناقشة كل ما جاء في الخطة الروسية - الأوروبية مع مراعاة ثلاثة أمور. وهذه الأمور تشمل: عدم انتشار قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي أو تحت قيادته في كوسوفو. وتمسك بلغراد بمقاطعة ريتشارد هولبروك وغيره من المبعوثين والوسطاء الأميركيين، ووضع حد نهائي للحركة الانفصالية الالبانية. وذكرت هذه المصادر ان بريماكوف أكد للرئيس ميلوشيفيتش استمرار الدعم الروسي ليوغوسلافيا في المجالات العسكرية "وانها ستؤيد احتفاظ صربيا باقليم كوسوفو ومقاومة كل محاولة استقلالية فيه". وتضمنت الخطة التي حملها بريماكوف وقفاً متزامناً لعمليات القوات الصربية في كوسوفو والضربات الأطلسية على يوغوسلافيا وذلك باشراف مراقبين دوليين. ويعقب ذلك مباشرة سحب القوات الصربية الى أماكنها السابقة وعودة النازحين الى ديارهم ومن ثم اقامة مفاوضات جديدة تقوم على وثائق الحكم الذاتي التي عرضت في باريس مع فتح المجال أمام التعديلات. ويسود في بلغراد شعور بأن مهمة بريماكوف "هي الأمل الأخير المؤدي الى وقف هجمات حلف شمال الأطلسي ضد يوغوسلافيا". ومن جهة أخرى، دان تلفزيون بلغراد أمس الاجتماع الذي عقده الوفد الروسي برئاسة رئيس الوزراء السابق ايغور. غايدار مع المبعوث الأميركي الخاص الى منطقة البلقان ريتشارد هولبروك، "ما يدل على أنه يمثل المصالح الأميركية قبل أن يكون وفد سلام". ووصف التلفزيون اعضاء الوفد بأنهم "عملاء الولاياتالمتحدة". وأضاف ان يوغوسلافيا "لن تتعامل معه لأن رئيس الوفد واعضاءه ليسوا موضع ثقة أي صربي باستثناء العميل الأميركي رئيس وزراء يوغوسلافيا الحامل للجنسية الأميركية والمقيم في كاليفورنيا ميلان بانيتش". اصابات الأطلسي ومن جهة أخرى، قدم قائد سلاح الجو اليوغوسلافي الجنرال سباسوي سميليانيتش معلومات حول حصيلة الأيام الخمسة الأولى من "عدوان حلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا". وجاء في هذه المعلومات ان القوات الأطلسية استخدمت حوالي 430 طائرة منها 330 مقاتلة شنت أكثر من 1300 غارة، اضافة الى ان الحلف أطلق نحو 400 صاروخ على الأراضي اليوغوسلافية. وأضاف ان كمية المواد المتفجرة التي القيت على يوغوسلافيا بلغت 1900 طن، "ما يعني ان الحلف خصص 230 غراماً من المواد المتفجرة لكل مواطن يوغوسلافي". وقال ان الاضرار التي الحقتها الضربات الجوية بيوغوسلافيا قدرت بحوالى 300 مليون دولار اميركي. وأشار الى ان المضادات الأرضية اليوغوسلافية اسقطت عشر طائرات معادية آخرها سقطت ليل الاثنين - الثلثاء بالقرب من بلدة بالي في البوسنة "وشاهد حطامها السكان هناك على رغم الطوق الذي فرضته عليها قوات الحلف الأطلسي الموجودة في البوسنة، لكن المعتدين رغم ذلك، لم يعترفوا بسقوطها". وأضاف "وبناء على تعمد الولاياتالمتحدة وحلفائها اخفاء المعلومات فانهم ما كانوا اعترفوا بسقوط طائرة الشبح لو انها عبرت الحدود الى البوسنة". واثنى الجنرال سميليانيتش على "ابطال سلاح الجو اليوغوسلافي الذين قدر الرئيس ميلوشيفيتش شجاعتهم باصدار أوامر ترقيتهم الى رتب أعلى". وأكدت وسائل الاعلام اليوغوسلافية امس ان طائرات الحلف الأطلسي قصفت مطارات في جمهوريتي صربيا والجبل الأسود ومصنعا للطائرات في ضاحية بانتشيفو شمال بلغراد اضافة الى ثكنات عسكرية في بريشتينا ومناطق أخرى في اقليم كوسوفو. ونقلت وكالة انباء "بيتا" المستقلة التي مقرها بلغراد عن مصادر عسكرية نفيها تقارير غربية عن اصابة مصنع للكيماويات في ضواحي بلغراد.