أعلن حلف شمال الأطلسي أمس أن عمليات القصف التي شنها على أهداف يوغوسلافية "كانت ناجحة". وحدد الحلف أهدافه ب "تدمير القوة العسكرية الصربية"، وأعلن ان الغارات ستستمر إلى أن يرضخ الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش لشروط الحلف ويوافق على خطة السلام الخاصة بكوسوفو. كما ان التخلص من ميلوشيفيتش هدف أساسي "لكنه لن يتحقق عسكرياً". وقال الأمين العام للأطلسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع القائد الأعلى لقوات الحلف في أوروبا الجنرال الأميركي ويسلي كلارك إن عمليات القصف التي بدأت الأربعاء "ستتواصل حتى يحقق الحلف أهدافه". وأوضح في ختام سلسلة الغارات التي شنت ليل الأربعاء الخميس ان "التقارير الأولى تشير إلى أن عمليات القصف كانت ناجحة، وان جميع طائرات الحلف عادت إلى قواعدها سالمة". ورداً على سؤال على ارادة الحلف المحتملة للتخلص من الرئيس اليوغوسلافي قال سولانا: "إنه هدف لكنه لن يحقق عسكرياً". وقال كلارك إن هدف القصف "تدمير جميع القوى الصربية" في حال لم يرضخ ميلوشفيتش. وأضاف ان القوات المسلحة الصربية "استمرت في تكثيف" عملياتها في كوسوفو ضد الألبان، موضحاً ان عمليات القصف الأولى أصابت 40 هدفاً. وتابع الضابط الأميركي ان ثلاث طائرات من طراز "ميغ - 29" تابعة لسلاح الجو الصربي دمرت. ويملك الجيش الصربي 15 طائرة "ميغ - 129" روسية الصنع وهي الأكثر تطوراً لديه. وفوجئت الدول الأعضاء في الحلف بأن يكون سلاح الجو الصربي قرر استخدامه إثر بدء العملية العسكرية. الولاياتالمتحدة وفي واشنطن، أعلن وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين أمس أن الغارات "ستزداد حدتها"، معرباً عن ارتياحه إلى سير المعركة. وبعدما أكد اسقاط طائرتي "ميغ - 29" يوغوسلافيتين، نفى سقوط أي طائرة تابعة للحلفاء. من جهته، أعلن رئيس هيئة اركان الجيش البريطاني تشارلز غوثري انه تم اسقاط ثلاث أو اربع طائرات "ميغ - 29" تابعة لسلاح الجو اليوغوسلافي. المانيا وأعلن وزير الدفاع الالماني رودولف شاربينغ أمس أن ما يزيد "عن 80 في المئة من الاهداف" المحددة اصيب في الضربات الجوية. وأعلنت قيادة اركان الجيش اليوغوسلافي في بيان اوردته وكالة "تانيوغ" أمس ان عشرة جنود يوغوسلاف قتلوا واصيب 38 آخرون بجروح. بينما اعلن رئيس هيئة اركان الجيش الروسي الجنرال اناتولي كفاشنين ان غارات الحلف على يوغوسلافيا أوقعت أكثر من 70 قتيلاً بينهم 50 مدنياً وأكثر من 220 جريحاً. بريطانيا وأعلن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أمس ان بامكان ميلوشيفيتش وقف العمل العسكري في أي وقت بالعودة إلى الاتفاقات التي كان طرفاً فيها، وبوقف القمع ضد السكان في كوسوفو. وقال: "نتحرك بهدف محدد تماماً، هو منعه قمع السكان في كوسوفو وإعادته إلى الالتزام بالتعهدات التي كان أعطاها في تشرين الأول اكتوبر الماضي، لكنه لم يلتزم بها أبداً". وصرح وزير الدفاع الفرنسي آلان ريشار أن الدول الأوروبية وفرت نصف الطائرات المشاركة في القصف، وأن دول الحلف اتفقت على عدم الكشف عن عدد الطائرات التي شاركت بها كل دولة. وقال: "اتفقت دول حلف الأطلسي على بعض الأهداف التي ستتحقق خلال بضعة أيام". وذكر ان القصف الجوي كافٍ لتحقيق تلك الأهداف، واستبعد تماماً اللجوء إلى هجوم بري. وفي لندن، قال وزير الدفاع البريطاني جورج روبرتسون أمس إن الحلف لن يدفع بقوات برية إلى كوسوفو، لكنه عازم على الاستمرار بالقصف الجوي إلى أن يقبل الزعماء الصرب اتفاق السلام. وأضاف روبرتسون ان الحلف واثق من قدرته على الإضرار بالقدرات العسكرية اليوغوسلافية من خلال القصف الجوي وحده. وسئل روبرتسون عن امكان تصعيد الحرب باستخدام قوات برية، فقال: "لن نقتحم كوسوفو". وفي الوقت نفسه، قال وزير الخارجية البريطاني روبن كوك إن عمليات الحلف ضد يوغوسلافيا يمكن أن تتوقف فور موافقة ميلوشيفيتش على العودة إلى طاولة المفاوضات. وأضاف كوك ل "هيئة الاذاعة البريطانية" ان القصف "يمكن ان يتوقف اليوم إذا عاد ميلوشيفيتش إلى طاولة المفاوضات". وتابع كوك ان الهدف من التحرك العسكري للحلف "هو تقليص قدرات جيش ميلوشيفيتش في الضغط على ألبان كوسوفو. وحين يتوقف الضغط ستتوقف العملية العسكرية أيضاً". وزاد كوك ان على ميلوشيفيتش ان يدرك ان خطة السلام التي وقعها ألبان كوسوفو "لا توفر سلاماً عادلاً لهم وحدهم بل لبلغراد أيضاً".