فجّر وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه ارينز قنبلتين سياسيتين عشية زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية مارتن انديك لسورية للبحث في امكان ادخال تعديلات على "تفاهم نيسان" بناء على طلب الدولة العبرية. وعارض ارينز حلاً لمسألة جنوبلبنان عبر المفاوضات رافضاً استئناف التفاوض مع سورية و"دفع ثمن باهظ" هو انسحاب كامل من الجولان. وأُذيع في اسرائيل ان الوزير طلب من انديك ان يثير في دمشق تعديل "تفاهم نيسان"، فيما حض مرشح على قائمة ليكود على "حل عسكري للارهاب" في جنوبلبنان، مشيراً الى نجاح تركيا في "ان تفرض على سورية وقف الارهاب الكردي من اراضيها". وأعرب ارينز عن عدم ثقته بأن حل مسألة الجنوباللبناني "يجب ان يتم عبر المفاوضات" مؤكداً رفضه استئناف المفاوضات مع سورية في شأن الجولان "لأن اي تسوية مع سورية ستعني انسحاباً كاملاً من الهضبة، وأنا لا اوافق على دفع هذا الثمن الباهظ". وجاء كلام ارينز أمام مجموعة من المراسلين الصحافيين الاسرائيليين للشؤون العسكرية في مكتبه في تل ابيب. وقال الوزير انه أمر رئيس أركان جيشه بإعداد البدائل لاسرائيل في جنوبلبنان، واضاف: "اننا موحّدون الآن في عملية درس البدائل. الشكل الحالي من الانتشار في لبنان لا يبدو لي مناسباً، واي خطوة نتخذها وتتضمن البقاء في الوضع الحالي تنطوي على اخطار". وزاد: "انا غير واثق ان معالجة القضية اللبنانية يجب ان تتم عبر المفاوضات. لدينا مشكلة جدية في لبنان. يجب مقارنة الوضع الراهن، من ناحية بنية القطاع الامني ومضمون عملية عناقيد الغضب ببدائل اخرى. الوضع الراهن ليس الخيار الافضل". وتابع انه يقصد "الارض وقواعد اللعبة في لبنان… لبنان ليس دولة بالمعنى الحقيقي للكلمة. انه يخضع للسيطرة السورية، ويُعرض كما لو كان دولة مستقلة". وجدد ارينز معارضته بنود "تفاهم نيسان" معتبراً انها غير متوازنة وتقيّد عمليات الجيش الاسرائيلي ضد "حزب الله" الذي "يراقب اتصالات الجيش ويتنصت عليها ويتلقى معلومات عن نشاطاته بواسطة السكان". وكان ارينز أجرى الاسبوع الماضي اتصالاً هاتفياً بأنديك بعد مقتل رئيس وحدة الارتباط الاسرائيلية في جنوبلبنان وثلاثة عسكريين آخرين. وافاد بيان صدر عن وزارة الدفاع ان ارينز طلب من المسؤول الاميركي ان يثير في دمشق الاحد المقبل "وقف التآكل في تفاهم نيسان" او بعبارات أدق ادخال تعديلات على بنوده. لكن المسؤولين الاسرائيليين حاولوا التقليل من أهمية زيارة انديك للمنطقة واكدوا ان اسرائيل "ليست لها علاقة" بالتحرك الاميركي الاخير، علماً ان انديك لن يزور الدولة العبرية. وعلى صعيد المفاوضات مع سورية، قال ارينز إن "أي اتفاق مع سورية سيؤدي الى انسحاب كامل من الجولان، وكل من يقول غير ذلك يوهم نفسه ويوهم الناس. هناك من هم مستعدون لدفع هذا الثمن الباهظ، وانا لا أوافقهم الرأي. لا اعتقد انه يجب السماح للسوريين بالنزول الى خط المياه" في اشارة الى بحيرة طبريا. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اعلن بعد تعيين ارينز وزيراً للدفاع قبل نحو شهر ان الوزير وفي حال فوز "ليكود" في الانتخابات المقبلة سيكون احدى ركائز حكومته المقبلة، بالاضافة الى وزير الخارجية ارييل شارون. واعتبر يوسي بيلين احد اقطاب حزب العمل المعارض، زعيم "الحركة من اجل الانسحاب من لبنان" أقوال وزير الدفاع الاسرائيلي "اعلاناً صريحاً بأن الحكومة المقبلة بزعامة ليكود لن تستأنف المفاوضات مع سورية". واضاف ان تصريحات ارينز تدلّ على انه يرفض الانسحاب من الجنوباللبناني. لكن وزير الدفاع وجد في وزير الامن الداخلي أفغدور كهلاني حزب الطريق الثالث دعماً لموقفه المتصلّب في شأن لبنان وسورية. وقال كهلاني الذي يعارض بشدة اي انسحاب اسرائيلي من الجولان: "من غير المعقول ان يجبر اربعمئة من مقاتلي حزب الله اسرائيل على اجلاء 17 ألف اسرائيلي من الجولان". وتابع خلال زيارته لنهاريا: "ترك الجولان سيشكل خسارة امنية لنا. سنستمر في الحفاظ على الجولان والدفاع عنها. وتجب معالجة حزب الله". واضاف: "إذا أُطفئت الأنوار في بيروت سيسود الهدوء في الجنوب". اما يوبيل ستاينتس المعروف بقربه الى نتانياهو والمرشح على قائمة ليكود للانتخابات فقال: "الادعاء انه لا يوجد للارهاب حل عسكري باطل". وأورد مثالاً نجاح تركيا في ان "تفرض على سورية وقف الارهاب الكردي من اراضيها". في دمشق قالت مصادر ديبلوماسية غربية ل "الحياة" ان انديك سيلتقي الرئيس حافظ الاسد ووزير الخارجية فاروق الشرع. وأوضحت مصادر سورية ان المحاثات ستتناول "امكان استئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني والعلاقات بين دمشق وواشنطن". لكن المصادر الديبلوماسية اشارت الى ان "الحديث سيركز على احتمالات العودة الى طاولة المفاوضات بعد الانتخابات الاسرائيلية" في أيار مايو المقبل. وزادت ان الرئيس بيل كلينتون "مقتنع بأن السلام بين سورية واسرائيل يفيد عملية السلام ويؤدي الى سلام على المسار اللبناني لذلك فإن الجانبين سيبحثان الوضع في جنوبلبنان وضرورة التزام بنود تفاهم نيسان". وبثت اذاعة دمشق ان مستشار نتانياهو الذي يزور باريس "لم يحمل اي اقتراحات جديدة لتحريك مفاوضات السلام مع لبنان وتنفيذ القرار 425".