بيروت، القدسالمحتلة - "الحياة" - ا.ف.ب. - يعقد المجلس الوزاري الاسرائىلي المصغّر الذي يضمّ احد عشر وزيراً وقادة الجيش وأجهزة الاستخبارات، اجتماعاً غداً الاربعاء برئاسة رئيس الحكومة الاسرائىلية بنيامين نتانياهو للبحث مجدداً في موضوع جنوبلبنان والسجال الدائر داخل اسرائيل في شأن الانسحاب أو البقاء داخل "الشريط الحدودي" المحتل بعد الخسائر العسكرية التي منيت بها اسرائيل في الايام الاخيرة. وكان المجلس عقد اجتماعاً اول من امس، اشارت صحيفة "هاآرتس" الاسرائىلية الى انه اتفق على "عدم الانسحاب من الجنوب". وقال نتانياهو للاذاعة الاسرائىلية امس ان الانسحاب الأحادي الجانب من جنوبلبنان "ليس مطروحاً" على جدول اعمال حكومته "بعدما أجرينا في اجتماع المجلس الوزاري المصغّر محادثات معمقة جداً لاقتراحات مثيرة للاهتمام طرحت للبحث، ولم يثر احد فكرة الانسحاب هكذا ببساطة". وكرر القول انه "لم يسمع اي وزير في الحكومة يقول ان علينا الانسحاب من جانب واحد"، رافضاً اعطاء تفاصيل عن هذه الاقتراحات لكنه قال ان جلسة ثانية ستعقد غداً الاربعاء. وفيما قالت الصحف الاسرائىلية ان وزير الخارجية ارييل شارون هو الداعي الى انسحاب على مراحل من لبنان، اضافت "ان القيادة العسكرية ووزير الدفاع اسحق موردخاي يعارضان في الوقت الراهن هذه الفكرة". وقال نتانياهو ان "عواطفنا هي الى جانب الامهات اللواتي خسرن ابناءهن في لبنان ومع جميع الذين يتألمون. وواجبي كرئيس للوزراء ان آخذ في الاعتبار مجمل مصالح اسرائيل". ورأى ان المصلحة العليا هي الحفاظ على المنطقة الشمالية وضمان سلامة الجنود الاسرائىليين وعناصر "جيش لبنانالجنوبي" الذين يساعدون اسرائيل". وأكد "استعداده للبدء بمفاوضات مع سورية من دون شروط". ونقلت الاذاعة الاسرائىلية عن مصادر اميركية ان الولاياتالمتحدة تعتزم العمل قريباً وفي صورة نشطة لاستئناف المفاوضات بين اسرائىل وسورية ولبنان"، وقالت ان "من غير المستبعد ان يصل الى المنطقة قريباً مساعد وزيرة الخارجية الاميركية مارتن انديك للتوسط بين تل أبيب ودمشقوبيروت". وأفادت صحيفة "هاآرتس" ان الرئيس السوري حافظ الاسد سلّم رسالتين موجهتين الى الرئيس الاميركي بيل كلينتون الى كريستوفر روس منسق الخارجية الاميركية لمكافحة الارهاب ودانيال ابراهام وهو رجل اعمال اميركي مهم مقرب من الرئيس الاميركي اللذين قاما اخيراً بزيارة دمشق تفيد ان "في حال انسحبت اسرائىل في شكل كامل من هضبة الجولان سيعم الهدوء مع سورية، كما مع لبنان، وذلك يشمل الجنوباللبناني". وفيما نفت رئاسة الحكومة الاسرائىلية ان تكون اسرائىل تلقت أي رسالة من الرئيس الاسد، وجددت رفضها استئناف المفاوضات من خلال وضع شروط سورية مسبقة، رحّب وزير الأمن الداخلي الاسرائىلي افيغدور كهلاني بموقف رئاسة الحكومة. وأشار الى "ان سورية استغلت الوضع في اسرائىل عقب الاحداث الاخيرة في جنوبلبنان لاعادة تأكيد موقفها القديم". ورأى عضو الكنيست المعارض يوسي بيلين ان هناك "مغامرة في الخروج من لبنان من جانب واحد. الا ان البقاء أخطر". وأقر بان الثمن الذي تدفعه اسرائىل سنوياً نتيجة بقاء قواتها في لبنان فادح جداً. فبين عامي 1972 و1982 قتل 38 اسرائيلياً على الحدود اللبنانية في حين ان أكثر من 1200 قتلوا من العام 1982 وحتى الآن". وأشار الى ان القرار الدولي الرقم 425 "ينصّ على ايفاد قوات دولية للانتشار على طول الحدود مع لبنان بعد انسحاب اسرائيل وان الجيش اللبناني اليوم أفضل مما كان عليه في أي وقت مضى". وفي المقابل، تلقى وزير الخارجية السورية فاروق الشرع اتصالاً هاتفياً من نظيره الايراني كمال خرازي تناول الحديث فيه الوضع في المنطقة وما يحدث في جنوبلبنان. وأوضحت وكالة الانباء السورية ان خرازي عبّر عن تضامن بلاده مع سورية ولبنان ورفض النيات التصعيدية الصادرة عن بعض المسؤولين الاسرائيليين. وأجرى خرازي اتصالاً هاتفياً بنظيره اللبناني فارس بويز وبحثا في الاعتداءات الاسرائيلية على مناطق الجنوب. وأعرب عن قلقه من التصعيد الاسرائيلي. وندد "بالتهديدات الاسرائيلية ضد لبنان". وأكد بويز ان المقاومة "حق مشروع وعلى اسرائيل ان تنسحب من الاراضي اللبنانية من دون قيد او شرط".