أكدت مصادر أفغانية مطلعة ل "الحياة" أن موفداً لأسامة بن لادن قام اخيرا بجولة على عدد من المناطق الباكستانية التقى خلالها عدداً من القيادات الإسلامية المحلية "لتنسيق المواقف معها في مواجهة الهيمنة الأميركية في العالم الإسلامي". واشارت المصادر الى ان الموفد هو محمد عاطف "المساعد العسكري" لابن لادن، مؤكدة انه التقى "قادة اسلاميين" في كراتشي وبيشاور، والشطر الكشميري الذي تسيطر عليه باكستان. وتزامنت هذه المعلومات مع تقرير نشرته صحيفة "ذي صنداي تايمز" البريطانية التي نقلت عن مصادر استخباراتية غربية أن أهدافاً بريطانية بما فيها سفارتا بريطانيا في بروكسيل وباريس، من بين الأهداف الرئيسية لهجمات محتملة يخطط لها ابن لادن، انتقاماً لدعم لندن الضربات الاميركية التي استهدفت معسكراته في افغانستان رداً على اتهامه بالتورط بتفجير السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام في آب اغسطس الماضي. وتابعت الصحيفة أن الاستخبارات البريطانية رصدت مكالمة هاتفية بالشيفرة أجراها مع بريطانيا مواطن مصري يدعى سعيد مخلص، وفحواها ان ابن لادن يعتبر السفارة البريطانية في بروكسيل هدفاً سهلاً. وكان مخلص أوقف قبل تسعة أيام في الأوروغواي للاشتباه في أنه على اتصال بابن لادن. في غضون ذلك، أعلنت حركة "طالبان" أنها تدرس اقتراحات في شأن ابن لادن قدمها مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لجنوب آسيا كارل أندرفورث أثناء لقائه في إسلام آباد الاسبوع الماضي نائب وزير الخارجية في حكومة الحركة ملا عبدالجليل أخند . ولم تفصح الحركة عن فحوى الاقتراحات، لكن مصادر ديبلوماسية مطلعة ابلغت "الحياة" ان الاميركيين قدموا ل "طالبان" الخيارات الآتية: تسليم ابن لادن الى واشنطن او الرياض او ابعاده الى دولة ثالثة يختارها وتوافق عليها اميركا. وكانت "طالبان" رفضت غير مرة إبعاد ابن لادن أو تسليمه على اساس انه "ضيف على الشعب الأفغاني"، لكن المراقبين رأوا تغيراً في موقف الحركة من خلال وعدها بدرس الاقتراحات الأميركية. وسبق ذلك تصريح لناطق باسم "طالبان" ملا وكيل أحمد متوكل اكد فيه أن الحركة مستعدة لحل مسألة ابن لادن في ضوء القانون الدولي. و كانت مصادر أفغانية نقلت ل "الحياة" مخاوف "طالبان" من "تحركات عسكرية أميركية في احدى جمهوريات آسيا الوسطى تمهيداً لشن غارات جديدة على قواعد ابن لادن" في أفغانستان.