أبدت مصادر ديبلوماسية في إسلام آباد امس مخاوف من تعرض أفغانستان لضربات أميركية جديدة على غرار ما حصل في آب اغسطس الماضي، بعد اتهام أسامة بن لادن المقيم في المناطق الخاضعة لسيطرة حركة "طالبان" بالضلوع في تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودار السلام اوائل الشهر نفسه. وعزت المصادر مخاوفها إلى انهيار المحادثات بين حركة "طالبان" الأفغانية والإدارة الأميركية والتي جرت في إسلام آباد أول من أمس. وقالت مصادر أفغانية مطلعة ل "الحياة" أمس إن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية كارل أندرفورث سلّم نائب وزير خارجية "طالبان" ملا عبدالجليل أخند رسالة من واشنطن تطلب من الحركة إبعاد ابن لادن. لكن المسؤول في "طالبان" استبعد ذلك كون ابن لادن "ضيفاً على الشعب الأفغاني". وتوقف المراقبون أمس عند لقاء أندرفورث نائب وزير الخارجية في "طالبان" لأن الأخير قريب إلى ابن لادن، مما يؤكد أن المحادثات اقتصرت على مناقشة قضيته. وكانت واشنطن طلبت من رعاياها عدم التوجه إلى باكستان خشية تعرضهم للخطر. ورأت مصادر ديبلوماسية غربية ان اصرار السفارة الأميركية على العمل في إسلام آباد بنصف طاقمها يعزز احتمال توجيه ضربة لأفغانستان. وعبر مسؤولون اميركيون في محادثاتهم في باكستان عن قلق بلادهم من "تنامي نفوذ ابن لادن بعد القبض على مؤيديه وأتباعه في بنغلاديش والهند، ومخاوف من نشاطه في دول أوروبية ووسط الجاليات الإسلامية المهاجرة إلى الغرب، من خلال تنظيم الخلايا المرنة الذي يشرف عليه من بعيد". وترافق هذا مع اعتقال سلطات الأمن في كراتشي التونسي الأصل البابور حبيب الذي يحمل جواز سفر فرنسياً مزوراً، بتهمة الارتباط بابن لادن. وتطالب السلطات الفرنسية بحبيب لعلاقته بمقتل شخص في فرنسا. وكشف وزير الخارجية الباكستاني سرتاج عزيز ل "الحياة" أن أميركا طلبت من باكستان المساعدة في قضية ابن لادن. وأضاف: "قالوا لنا نريد مساعدتكم كونكم تتعاملون مع طالبان طوال الوقت وانصحوهم، لكننا أبلغنا الوفد الأميركي أن لا سيطرة لنا عليهم". ودان المسؤول الباكستاني الضربات التي وجهتها اميركا إلى أفغانستان، واصفاً إياها ب "العمل غير الشرعي كونه خرق الأجواء والأراضي الباكستانية".