تريث لبنان في تقديم شكوى على اسرائيل الى مجلس الأمن الدولي، لضمّها بلدة أرنون الجنوبية الى الشريط الحدودي المحتل، بعدما كان رئيس الجمهورية أميل لحود ورئيس الحكومة سليم الحص توافقا، بالتشاور مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، على تقديمها اول من امس لفشل لجنة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل في اتخاذ موقف ايجابي من الشكوى المرفوعة اليها من الجانب اللبناني في هذا الصدد. وتشاور الحص امس هاتفياً مع لحود الذي التقى بري، ثم اطلع من مندوب لبنان الدائم في الاممالمتحدة السفير سمير مبارك على أجواء مجلس الأمن بالنسبة الى القضية، في ضوء المذكرة التي وزعها على اعضائه قبل ثلاثة ايام. وطلب منه تكثيف اتصالاته بالاعضاء ولا سيما الدائمو العضوية بينهم وبالامين العام للامم المتحدة كوفي أنان وممثلي المجموعة العربية لديها، والاستماع الى آرائهم بالنسبة الى قضية أرنون قبل ان تقرر الحكومة خطوتها التالية في شأنها. أما اسباب التريث ففسرت بمعاودة لجنة المراقبة النظر في قضية أرنون الاربعاء المقبل، بعد التباين الذي ظهر بين اعضائها في اجتماعها اول من امس حيال صلاحيتها البحث في موضوع من هذا النوع، وكذلك بجولة قام بها السفير الاميركي في لبنان على الرؤساء لحود وبري والحص، واعداً بالعمل على ايجاد حلّ يلبي حاجات الحكومة اللبنانية ويراعي الاعتبارات الامنية، وتوجه امس الى واشنطن، لاطلاع المسؤولين في الادارة الاميركية على ما توصل اليه في محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين في شأن هذه القضية. وعلم ان لحود طالب الولاياتالمتحدة، خلال لقائه ساترفيلد "بالعمل على اعادة الحق الى اصحابه في قضية أرنون اذ "لا يجوز استمرار الوضع الشاذ الذي يعاني منه أهلها بسبب الحصار". ونقل نواب زاروا بري امس عنه بعد اجتماعه مع السفير الاميركي بعد تأجيل اجتماع لجنة المراقبة الى الاربعاء، وبعد عمليات المقاومة الباسلة "لا بد من التعمّق وأخذ الامور بجدية عالية جداً في شأن ما يحصل في المنطقة والمحيط، واعتقد ان الحكومة اللبنانية هي في الخط الايجابي الصحيح، نظراً الى فهمها العميق للوضع، وهي بدأت مشاورات في مجلس الأمن، ونأمل بان تتوصل لجنة المراقبة الى رفع الاجراءات الاسرائىلية في أرنون واعادة الامر الى ما كان عليه قبل هذا الاعتداء المتجدد. ونقل النائب نسيب لحود عن الحص "ان لبنان يقوم بمشاورات مع مجلس الامن ويبحث في استخدام الوسائل المتاحة له ضمن لجنة المراقبة، فاذا أدت الى رفع الاحتلال عن أرنون يكون الامر جيداً، لكن لبنان لن يستبق الامور في الوقت الحاضر". اما ساترفيلد فقال بعد لقائه الحص "ان البحث تناول موضوع بلدة أرنون"، مؤكداً "اهتمام بلاده بتحسين أوضاع هذه البلدة وضرورة المحافظة على الاستقرار والهدوء". ولفت الى "ان لجنة المراقبة هي الآلية المناسبة والمفيدة لعرض وضع أرنون وتخفيف التوتر"، مشيراً الى انها "لا تزال تقوم بالدور المطلوب منها في حماية المدنيين". وتجنّب الاجابة عن سؤال هل تمارس الولاياتالمتحدة الاميركية حق النقض الفيتو في حال تقدّم لبنان بشكوى الى مجلس الامن. وتابع "ان اهتمام جميع الافرقاء بهذه المسألة هو لتأمين وضع مستقر وآمن في جنوبلبنان اضافة الى ايجاد وسيلة للتعاطي مع المسائل الانسانية التي يعانيها سكان أرنون. وقال "يجب ان يكون التركيز على الوسائل العملية التي تتناسب مع استقرار جنوبلبنان وأمنه بدلاً من اللجوء الى تدابير اخرى قد لا تؤدي الى حل". وأمل "بأن يكون هناك تقدّم في معالجة المشكلة". ورأى ان اجتماع اللجنة اول من امس لم يكن فيه توافق، مشيراً الى ان فاعليتها تكون بهذا التوافق. وقال "انها أخذت علماً بقلق لبنان". وكان لحود التقى قائد قوات الطوارىء الدولية العاملة في الجنوب الجنرال جيوجي كونروتي يرافقه المستشار السياسي تيمور غوكسيل. على الصعيد الميداني، أغارت طائرات حربية إسرائيلية بعد ظهر أمس على المنطقة الواقعة بين بلدتي مركبا وبني حيان مستهدفة إياها بصاروخي جو - أرض. وكانت نفّذت غارات وهمية في أجواء الجنوب وحلّقت فوق بيروت. وقصفت المدفعية الإسرائيلية بلدات حداثا وصربين وياطر في القطاع الغربي ومحيط قرى عدة في القطاع الأوسط وأقليم التفاح. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الشرطة اللبنانية انها سجلت تبادلاً عنيفاً للقصف بين المقاومة والإسرائيليين. وأكد ذلك مصدر في "جيش لبنانالجنوبي"، الموالي لإسرائيل، أفاد ان خبراء المتفجرات فيه "فجّروا ثلاث قنابل في مركبا". وفي المقابل، أعلنت المقاومة الإسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" انها هاجمت الثانية إلا ثلثاً بعد ظهر أمس دورية إسرائيلية - لحدية مشتركة في محيط بلدة مركبا عمق الشريط الحدودي المحتل. وقالت ان مواجهات عنيفة دارت بين الطرفين اكثر من ساعة استخدم فيها المجاهدون أسلحة رشاشة وقنابل يدوية وأوقعوا إصابات مؤكدة بين افراد الدورية"، وأن "العدو استقدم قوة تعزيزات مؤللة فتصدّت لها مجموعة ثانية ومنعت بالنيران حامية موقع مشعرون من التدخل لمساندة الدورية". وتحدثت عن مهاجمة مواقع ودوريات مشتركة في القبع ومركبا وحميد والمثلث ومشعرون وقيادة الفوج السبعين الإسرائيلي وبئر كلاّب. وكانت المقاومة هاجمت ليلاً قوة إسرائيلية على طريق مركبا - العديسة. وتحدثت عن استهداف تحركات آلية في مواقع بئر كلاّب وسجد وحميد. على صعيد آخر، شيّع أهالي أرنون إبنة مختار البلدة عفاف حمدان، فنقل المهجّرون منها النعش من النبطية إليها واجتازوا الساتر الترابي وأصرّوا على وضعه قرب الأسلاك الشائكة ليتسنى لأهالي البلدة المحاصرين تشييع المتوفاة، وترافق ذلك مع تقدم دبابتين ل"جيش لبنانالجنوبي" في اتجاه طريق أرنون توقفتا على تخومها الشمالية الغربية ثم تراجعتا بعد انتهاء التشييع. وكان الصليب الأحمر نقل مختار البلدة وزوجته عبر معبر كفرتبنيت الى النبطية للمشاركة في تشييع ابنتهما.