قدّم لبنان شكوى الى لجنة مراقبة وقف اطلاق النار المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل، على اسرائيل التي عزلت اول من امس بلدة ارنون عن محيطها في محافظة النبطية وضمّتها الى الشريط الحدودي المحتل، وقرر وضع الأمانة العامة للأمم المتحدة في صورة هذا الإعتداء الجديد. فقد أبلغ رئيس الجمهورية إميل لحود الرئيس الدوري للجنة المراقبة ريتشارد إيردمن، الذي زاره امس يرافقه السفير الاميركي ديفيد ساترفيلد والسكرتير الأول ديفيد هيل، "ان لبنان سيتقدم بشكوى فورية ضد اسرائيل على اعتداءاتها على بلدة ارنون وأهاليها". وعلم ان لبنان طلب من الولاياتالمتحدة الأميركية، عبر سفارتها في بيروت، القيام بالإتصالات اللازمة لفك الحصار. ورأى رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعد اجتماع لهيئة الرئاسة في حركة "أمل" ان ضم أرنون "عدوان من نوع جديد على لبنان بأسره وحلقة تصعيدية اسرائيلية تستكمل الاعتداءات السابقة، وان احتلالها يعني ان كل الحزام اصبح مهدداً بالقضم والضم والالحاق وهذا ما يؤشر الى استراتيجية اسرائيلية تقضي بتوسيع الشريط تحت ذرائع امنية بدلاً من الانسحاب المزعوم التي تتحدث عنه اسرائيل". "سخرية القدر" وطلب رئيس الحكومة وزير الخارجية الدكتور سليم الحص من الأمين العام للوزارة السفير ظافر الحسن "تقديم شكوى رسمية الى لجنة المراقبة ودعوتها الى الاجتماع في اقرب وقت ممكن للنظر في هذا الإعتداء الإسرائيلي الوقح على لبنان"، وطلب ايضاً إرسال رسالة بالواقع الى الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان يشرح فيها تفاصيل العدوان الإسرائيلي وتعميمها على اعضاء مجلس الأمن الدولي كوثيقة رسمية. وقال الحص، تعليقاً على هذا العدوان، "من سخرية القدر ان تدّعي اسرائيل الإنسحاب من لبنان تنفيذاً للقرار الدولي الرقم 425 وتوهم الرأي العام العالمي بذلك، بينما تحتل بلدة جديدة وتضمّها الى المنطقة التي تحتلها". وأضاف "ان اسرائيل في عدوانها هذا تتحدى المجتمع الدولي وتستهين بالرأي العام العالمي وتقدم دليلاً جديداً الى عدوانها ورفضها الإنسحاب من لبنان كما فرض عليها القرار 425". والتقى الرئيس الحص في هذا الاطار النائب عبداللطيف الزين الذي قال انه عرض معه الوضع في ارنون ونقل عنه "اهتمامه بهذا الموضوع". وطالب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس النيابي النائب علي الخليل الحكومة "بعدم الإكتفاء بالشكوى الى لجنة التفاهم، وبتقديم شكوى عاجلة الى الأممالمتحدة باعتبار ان العدوان الاسرائيلي على ارنون من اخطر الخطوات التي اقدمت عليها اسرائيل منذ العام 1982". يذكر ان قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر بلدة ارنون منذ العام 1985 بعدما حصرت دخولها والخروج منها بممر ترابي اقيم الى جانب بوابة حديد على احد مداخلها. وأبلغت ليل اول من امس من تبقى من الأهالي ان الدخول والخروج سيتمّان بدءاً من امس عبر معبر كفرتبنيت. وأصدر "جيش لبنانالجنوبي"، الموالي لإسرائيل، بياناً اعترف فيه "بضمّ البلدة" الى الشريط المحتل. وأكد الناطق الرسمي باسم قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبلبنان تيمور غوكسيل "ضم اسرائيل بلدة ارنون، فيما توجهت بعثة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر الى البلدة لتفقد اوضاع الأهالي". وكان نحو 75 جندياً إسرائيلياً ومن عناصر "الجنوبي" ضربوا منتصف ليل اول من امس طوقاً أمنياً حول ارنون واستقدموا جرافتين سدّتا منافذ البلدة ومحيطها بالسواتر الترابية بارتفاع ثلاثة امتار، ثم قام الجنود بزرع الألغام في محيطها بقطر ثلاثة كيلومترات ووضعوا شريطاً شائكاً بطول كيلومترين في خطين متوازيين تفصلهما مسافة خمسة امتار ورفعوا لافتات صفراً كتب على بعضها باللغات العربية والعبرية والإنكليزية "إحترس ألغام" وعلى البعض الآخر "قف الحدود أمامك". كذلك جرفت القوة مساحات واسعة من كروم الزيتون. وناشد اهالي ارنون المعزولين عن الخارج مراسلي الصحافة الذين قصدوا محيط البلدة، نقل معاناتهم الى المسؤولين والرأي العام المحلي والعالمي، مشيرين الى وجود مرضى وعجزة في البلدة يتلقون العلاج والدواء الدائم. وطالبوا الجميع بالتدخل لفك الحصار الإسرائيلي. وزار اهالي البلدة المقيمون خارجها محافظ النبطية محمود المولى وشرحوا له العدوان الإسرائيلي على بلدتهم وناشدوا الدولة اطلاق اوسع حملة تضامن مع ارنون وإنقاذ اهلها. وينفّذ الاهالي صباح اليوم اعتصاماً في كفرتبنيت استنكاراً. واعتصم احتجاجاً ايضاً في صور عدد من القوى والأحزاب الوطنية والمنتديات الثقافية والنقابات العمالية امام مقر قوات الطوارئ الدولية، ورفعوا مذكرة الى انان والهيئات الانسانية الدولية تدعو الى القيام بإجراءات عملية سريعة لوقف الإعتداءات الإسرائيلية المستمرة وعدم الإكتفاء بالكلام والبيانات. جرح طفل من جهة ثانية، أصيب الطفل حسن فنيش بحروق نتيجة انفجار جسم غريب به في قرية معروب القطاع الغربي وهو اسلوب تتبعه القوات الإسرائيلية منذ مدة وأدى الى مقتل طفل وإصابة آخرين بجروح خلال أسبوع. وتم اكتشاف بعض هذه الأجسام وتفجيرها. ومساء اول من امس، قتل جندي من الوحدة الإيرلندية العاملة في اطار قوات الطوارئ عندما كان ينظّف بندقيته داخل موقعه في برعشيت فانطلقت منها رصاصة خطأ أردته على الفور. وأعلن غوكسيل مقتله، وقال "ان القوات الدولية فتحت تحقيقاً في الحادث".